طارق الطيب

ديوان (ما يسبق الواو)






القصيدة رقم 4
.. .. .. .. .. ..
واحتفظتُ من أبي بجلباب
قبل أن نوزّع ملابسه على الفقراء
ألبسُه حين أتوقّفُ عن العمل
أو أفكّرُ في حبّي الأوّل،
عندما كنتُ في السادسة،
أو حين أسمع نعيق غراب
يدعو بنعيبه لنا أو علينا

في الجيب
وجدتُ ورقة بخطّه 
كان مائلًا نفورًا من ثبات النقاط
خطّ أبي عتيقٌ
اسمي فيه بلا نقطتين
خطّ فيه سحرُ الطلاسم
لا أتذكَّر بقيّة الكلمات

كلّما ارتديتُ الجلباب، حملني إلى هناك
لا أدري أين توجد هذه الـ"هناك"
لكنّي أسافر إليها؛
إلى روح أبي

كلّما رأيت في الحلم فقيرًا
أهديته الجلباب
فيخرج من جسمي جلبابٌ جديد.


من ديوان (ما يسبق الواو)

دار الأدهم، القاهرة. دار ابن رشد إسطنبول،2022








Post a Comment

أحدث أقدم