حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، حاورها: هاني منسي - بانوراما أدبية 



بانوراما أدبية: حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي -نقدفن كتابة القصة- فنون الكتابة- قصة قصيرة، شعر، رواية، مسرح، سينما، دراما، أفلام، أغاني، فنون، مقالات، دراسات، كتب، كتاب.


حوار بانوراما أدبية اليوم مع ضيفة مميزة، نترك لها المساحة كاملة لتعرفنا بنفسها..

  الأسم / صفاء عبد المنعم، مواليد / القاهرة 1960، التخرج / كلية تربية عين شمس، الشهادات / ليسانس آدب وتربية عين شمس ، دبلوم نقد فني – قسم تذوق – أكاديمية الفنون - بالهرم، الدبلومة المهنية لضمان جودة المدرسة – كلية التربية – جامعة عين شمس، الوظائف / مدرسة – مدير مدرسة ، الحالة الإجتماعية / زوجة الشاعر مجدي الجابري 

 

حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي
حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي - بانوراما أدبية 


حاورها: هاني منسي

- متى كانت بداية معرفتك بالقراءة والكتابة؟ هل تذكرين من كان لهم الفضل في هذا؟

- - بداية معرفتي بالقراءة والكتابة فى عام 1982 عندما عملت مدرسة فى شبرا الخيمة.

 الذين كان لهم الفضل الأول : مدرس اللغة العربية بالمدرسة – ندوة مركز شباب المنشية الجديدة بشبرا الخيمة، ندوة المساء الأستاذ محمد جبريل فى الثمنينيات.


- هل عملت أثناء الدراسة ، ما المهن أو الوظائف المختلفة اللى عملت بها بعد التخرج؟



- أثناء الدراسة فى عام 1980 عملت مدرسة بالحصة وكنت فى الصف الثالث بمعهد المعلمين والمعلمات، فى هذا العام حدث عجز شديد فى المعلمين فنزلنا إلى المدارس، وحصلت على جدول، مدرس فصل، أعطي جميع المواد، وكانت الحصة ب 35 قرش، وظللت فى العمل حتى بعد التخرج عام 1985 وعينت فى المدرسة، ثم أكملت الدراسة فى كلية التربية، وحصلت على الليسانس، وقمت بعمل تعديل وظيفي.


 ما أقرب مهنة مقربة لك؟


- أقرب مهنة مقربة لي هى (التدريس) علاقتي دائما كانت جيدة بالتلاميذ، والدور محصور فى المادة التى أدرسها.


- ما العمل أو الوظيفة التي كنت تحب أن تشتغل بها ولم توفق؟


- كنت أرغب فى منصب مدير التعليم الإبتدائي وقدمت طلب، ولكن أعطي المنصب للأكبر سنا.


- أعلم أن إنتاجك غزير ومتنوع، ما بين قصة ورواية وكتب للأطفال والدراسات الشعبية، ما الكتب التي قمت بكتابتها وما المعارض التي شاركت فيها؟


- الكتب التى قمت بكتابتها كثيرة تتراوح بين القصة القصيرة، والرواية، وقصص الأطفال والدراسات الشعبية، على سبيل المثال (مجموعات قصصية : حكايات الليل مجموعة مشتركة عام 1984 - تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية 1990 ، أشياء صغيرة واليفة 1994،بنات فى بنات 2000، بشكل أو بآخر2004 ،عادي جدا طبعا،أنثى الخيال، مفكرة السيدة ص،فنجان قهوة ب 7 جنيه...)

(الروايات : من حلاوة الروح"رواية بالعامية المصرية"عام 2001 ، فى الليل لما لخلي 2010، التى رأت، امرأة الريح، قال لها يا إنانا،ستى تفاحة، ميريت أصفر، فوق الشجرة طاووس)

( أدب الطفل : سفينة الحلوى 2004 ، كحايات من حلايب، العمة توتة، حكايات بسملة، ضيعة القطط البيضاء، صندوق من الأبنوس بمفتاح من الذهب، بافلو)

(الأدب الشعبي : كتاب أغاني وألعاب شعبية للأطفال، كتاب داية وماشطة، كتاب صورة المرأة فى المثل الشعبي، كتاب أغاني أفراح)


- ما أقرب كتاب لك من اعمالك؟ ولماذا؟

- أقرب كتاب لي من أعمالي رواية (فى الليل لما خلي، ومجموعة بنات فى بنات).


- عمل توقعت له نجاح كبير ولم يحدث، والعكس؟


- عمل توقعت له النجاح رواية (ستي تفاحة).

  ولكن رواية (من حلاوة الروح) كانت الأكثر شهرة، والأكثر قراءة، وكتب عنها دراسات نقدية كثيرة بسبب أنها كانت أول رواية بالعامية تكتبها كاتبة، بعد رواية قنطرة الذي كفر لمصطفى مشرفة.

وقد أعد عنها رسالة دكتوراة فى إيطاليا، وتم إعادة طبع لها عام 2005 عن دار سنابل للنشر والتوزيع.


- أول عمل نشر لي كان مجموعة ( حكايات الليل) عام 1984 طباعة ماستر، وكانت مجموعة مشتركة مع زميل لى (عماد شندي) وتضم 5 قصص لي، وطبع منها حوالي 500 نسخة، وكانت تكلفة المجموعة حوالي 75 جنيه مناصفة، دفع لي مدرس اللغة العربية بالمدرسة 35 جنيه مساهمة منه لنا، وحصل كل منا على 250 نسخة، ونوقشت فى جميع مراكز شباب شبرا الخيمة، وقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، وقصر ثقافة قويسنا بالمنوفية. وقدمت فى برنامج مع الأدباء الشبان الذي كانت تقدمه الأستاذة هدى العجيمي.


حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم
حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي - بانوراما أدبية 

- ليس لدي معوقات كتابة، فأنا اكتب ما يحلو لي، وما أقتنع به، حتى لو رفضه الجميع، لأنني أمتلك وجهة نظر، وأريد أن أقول شيئا من خلال الكتابة وهذا حدث مع مجموعة تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية، أعترض البعض على اسم المجموعة، ولكننى صممت على ذلك، وكانت أول كتابة نسوية تكتب عن الجسد (كتابة الجسد) وبها الكتابة النسوية مدخلا جيدا.

مديرة المدرسة هذا كان عملي ، وكنت استطيع الفصل بشكل جيد بين صفاء المديرة وصفاء الكاتبة، على العكس صفاء المديرة أستفادت بشكل كبير من صفاء المثقفة الواعية بمشكلات المجتمع.

- ما المشروع القادم؟

- المشروع القادم ، يتمحور حول كتابة عمل هو ليس سيرة ذاتية بالمفهوم التقني وأنما هو كتابة حوار وأحداث عن الواقع الذي لم نعيشه معا انا و مجدي الجابري ( سهراية مع مجدي الجابري) أحكي له تطور المجتمع وأختلاف الظروف والحياة بعد رحيله والأحداث الكبرى، وربما ابث فيه بعض الشكوى والحنين للذكريات.

كتبت القصة القصيرة، والرواية، وقصص الأطفال والدراسات الشعبية،ما أقرب النوع الأدبي المفضل لديك، ولماذا؟

القصة عشقي الأول، فيها بحس كأني أرمي سهم مثل الأمازونيات.

متى تبدأ صفاء عبد المنعم في كتابة العمل، بمجرد أن تأتي الفكرة، أم تسجيلها والعودة لها بعد وقت من القراءة والبحث؟

في وفي، مثلا القصة تكتب دفعة واحدة، رواية من حلاوة الروح كتبت فى ليلة كاملة، ورواية قال لها يا إنانا كتبت فى جلسة واحدة.

أنا بعمل ملف للروايات والأدب الشعبي لأنه بيحتاج سنين مثلا كتاب صورة المرأة فى المثل الشعبى أخذ ٢٠ سنة وكتاب داية وماشطة كذلك.


هل حدث وبدأتي في كتابة عملين في نفس الوقت؟

نعم، رواية أول بلكونة ومجموعة فنجان قهوة ب ٧جنيه آخر أصدرين عام ٢٠٢٢.

هل الكاتب يحتاج وقت للتحويل من كتابة عمل لآخر، للدخول في حالة العمل خصوصا لو كانت أجواء العملين مختلفة؟ام هذا يأتي بالممارسة الغزيرة للكاتب فلا يحتاج إلى وقت طويل ؟

لأ عادي، لأني أكتب الرواية بنفس القصة القصيرة، عبارة عن مراحل وأحدث وشخصيات، مش بدقق فى صناعة الرواية وأرص كلام كتير وأبهار وخيال وتاريخ، أنا أكتب حسب الحالة الشعورية المسيطرة علي بنار الفرن كما يقولون، أعتقد بعد فترة زمنية يستطيع الكاتب التحكم في النص، ولكن الحالة الشعورية مختلفة، أحيانا أشعر كأن هناك من يجلس فى أذني ويملي علي(كالوحي)، عندما أكتب رواية الشخصيات تعيش معي فى البيت وأحيانا احدثهم واسمع أصواتهم، مثلا قصص كتاب الأطفال سفينة الحلوى كنت أقوم بحكي القصص للبنات ثم أكتبها بعد ذلك.


عالم المدرسة والطلبة والعاملين داخل المدرسة، عالم غني وثري للكاتب، إلى أي مدى تم الاستفادة من هذا العالم ككاتبة، وهل أبطال أعمالك هم اللذين قابلتهم في الواقع وتأثرت بهم بشكل ما؟

عالم المدرسة ثري والمكان أيضا كذلك منطقة بولاق أبو العلا غنية بالحكايات والتاريخ وكتبت عنها رواية التي رأت. 

فى رواية من حلاوة الروح كان حى المطرية كمكان هو البطل، بيت فى شارع فى حى. وكذلك بولاق أبو العلا والزمالك أبطال فى الرواية. ممكن يكون في قصص الأطفال كانت ورش تدريب التلاميذ الموهوبين عنصر مهم فى طرح الأفكار ومناقشتها وقراءة بعض القصص معهم فى ورش الحكي أيضا، مثلا شخصية أم جابر فى رواية التي رأت شخصية حقيقية وقابلتها وكان لها ولد وبنت عندي فى الفصل، الولد اسمر وشعره اكرت والبنت جميلة وملونة وتقوللى دول توءم واخوات ومن هنا نسجت الرواية حول الغجر وحكايتهم، وللأسف كنت معتقده هيتم الأهتمام بالرواية دي زي رواية من حلاوة الروح، لأني بعتبر أنها وجه العملة الآخر.


حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي
حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، هاني منسي - بانوراما أدبية 

هل انت كسولة في التقدم إلى المسابقات والحصول على الجوائز، أم ترى أن هذا الأمر يخص دار النشر فقط، أليس للكاتب دور في ذلك، كي يحصل على جائزة، وأن يُقرأ كما ينبغي، لأن الجوائز تسهم بشكل إيجابي في القراءة والانتشار؟

لا بالعكس منذ عام ٢٠٠٠ وأنا أقدم فى جميع الجوائز، ولكن هناك أشياء أخرى غير الإبداع الجيد، عملي فى التعليم كان بعيد عن المؤسسات الثقافية ولست صحافية، ولا أطلب من أي حد خدمة وليس لي دلال ولا معارف ولا تبادل مصالح.

إذن، ترين أن الفوز في المسابقات له معايير أخري بجانب الإبداع، كيف يمكن التغلب على هذه الصعوبات التي تواجه المبدع في الحصول على نصيبه المستحق منها؟

المشكلة تكمن فى الفهم الخاطئ للشهرة والعلاقات سواء.


- ما روتين القراءة والكتابة في يومك، صباحي، مسائي، هل هناك مكان خاص لذلك؟


- روتين القراءة الآن أختلف بحكم الوقت والسن فلم أعد استطيع قراءة عشر ساعات متواصلة مثلا مثل السابق ، ولكن اقرأ بشكل متقطع ساعة أو ساعتين، عندي الكنبة الأثيرة لدي (كنبة حبنا) لا أفضل القراءة على المكتب، ومازلت أكتب على الورق ثم أكتبه مرة اخرى على اللاب توب ، فمازال عشقى للورق أكبر بكثير، أشعر أنه يوجد تحدي بينى وبين الورقة البيضاء.

- عندما تشعرين بضيق، ما أقرب كتاب تلجأين إليه؟ ولماذا؟

- عندما أشعر بضيق لا استطيع القراءة، ولكن أفضل سماع الموسيقى، لأن الموسيقى تصفي الروح والذهن وتعيد تشكيل العالم بداخلي.


- لو كنت جائعة ومعك ما يكفي فقط  لوجبة أو لكتاب، أيهما تختارين؟ هل حدث بالفعل؟

- أفضل شراء الكتاب، ولكن حسب الموقف، مثلا لو الكتاب أنا أبحث عنه من مدة ووجدته، أو كتاب مهم وفرصة، طبعا الكتاب أهم ، وممكن أشترى ساندوتش فول بدل الوجبة عادي مفيش مشكلة، يحدث كثيرا جدا.


- يقول علماء النفس أن الإنسان يغير آراءه وتفكيره مرتين أو ثلاثة على مدار عمره، هل كانت هناك قناعات ثابتة في حياتك وتغيرت أو اهتزت قليلا، مثل ماذا؟

- الإنسان يغير قرراته حسب درجة الوعي التى يصل إليها، أو حسب الظروف، مثلا لا يمكن فى يوم من الأيام كنت اصدق أن أحصل على أجازة طويلة من العمل، ورفضت السفر والعمل خارج مصر مثل كثير من المدرسين، ولكن بعد وفاة مجدي عام 99 أخذت 7 سنوات أجازة من العمل لرعاية البنات، وهذا كان يعتبر حدث كبير ضد أفكاري عن العمل وأهميته والدور والواجب وكل الشعارات، ولكن وجدت أن أطفالي أهم كثيرا بالوقت.


- ما أكثر مقولة أو مثل شعبي يمثلك أو تحب أن يسود حياتك؟

- المثل الشعبي الذى أحبه ، من زرع حصد. أنا أؤمن به جدا، والحياة أثبتت صحة ذلك.

ما أكثر مكان عزيز على قلبك؟

- اكثر مكان عزيز على قلبي ( المطرية) الحي الذى ولدت وتعلمت وتربيت فيه، عندما أذهب إلى هناك أعود إلى أيام الزمن الجميل والمرح والطفولة المختبئة فى الشوارع والأماكن (شجرة مريم، مسلة المطرية، مولد المطراوي)


- لو معك تذكرة مجانية وعندك وقت، أي مدينة في مصر تحب أن تزورها، وأي دولة أجنبية تحب أن تزورها، ولماذا؟

- لو عندي تذكرة مجانية أحب أروح (أسكندرية) محطة الرمل وأتمشى على الكورنيش واكل فول فى مطعم محمد محمود، والبلد الأجنبي اللى نفسي اأزوره ( فرنسا ثم اسبانيا) وأشاهد المدن الفرنسية واماكن تجمع الأدباء، وأزور معظم مدن أسبانيا وأستنشق رحيق حضارة الأندلس. 

- كيف تقضي وقت فراغك بعيدا القراءة والكتابة؟

- اقضي وقت فراغى لو سمحت الظروف على كورنيش النيل أحب الأماكن إلى قلبي

- ما هي أكلتك المفضلة ؟

- أكلتي المفضلة ( البصارة والخبيزة)

- لو سمح لك أن تدخل المطبخ الآن، ما نوع الطعام الذي تجيد طهيه؟

- الحمد لله أنا طاهية ماهرة، لكن الجميع يعترف ويمجد المحشي الذى أصنعه وصينية البطاطس.

- ما هو مشروبك المفضل؟ هل تعده بنفسك؟

- الشاي، أنا مدمنة شاي، رغم تحذير الطبيب ولكن لا استغنى عنه أبدا.

- ما خبراتك مع الجوائز؟ وما رأيك فيما يقدم من جوائز؟

- الجوائز ، فى عام 1983 حصلت على أول جائزة كانت المركز الثاني فى مسابقة القصة القصيرة على مستوى مراكز الشباب بشبرا الخيمة، ثم حصلت على جائزة يوسف أبو راية عام 2017 عن رواية امراة الريح، ورغم أنني تقدمت لجميع الجوائز المصرية الأخرى (جائزة الدولة التشجعية منذ عام 2000 قدمت 7 مرات، وجائزة نجيب محفوظ تقدمت برواية من حلاوة الروح عام 2005 ، وجوائز أتحاد الكتاب، ومعرض الكتاب، وجائزة ساويرس خمس مرات) ولكن ليس هناك نصيب.

- ما أفضل تكريم إلى قلبك؟

- ما أفضل تكريم لك ( تكريم الشارقة للكتاب الملتقى الثقافى بالقاهرة عام 2022)


حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، حاورها: هاني منسي
حوار مع الكاتبة صفاء عبد المنعم، حاورها: هاني منسي - بانوراما أدبية 

- لكل مبدع سبب مختلف وراء الإبداع، لماذا تكتب صفاء عبد المنعم؟

- سبب الكتابة هو حكايات جدتي التى كانت تحكيها لنا ونحن أطفال قبل النوم، وما بها من سحر وخيال وجمال، من هنا جاء حبي وعشقي للكتابة.

- هل الكتاب الورقي سيختفي من حياتنا ؟ وما رأيك في أداء دور النشر؟

- الكتاب الورقي لن يختفي تماما، هي ربما تكون فترة تسيطر عليها السموات المفتوحة عبر الفضاء الأفتراضي، ولكن سوف يعود للكتاب كرامته ورونقه بعد فترة. هناك دول الآن عادت إلى الورقة والقلم فى المدارس بعد فشل فكرة التابلت ، سوف يعود الكتاب مرة اخرى بعد أكتشاف اهميته.

أنا من عشاق الكتاب الورقى، وإذا حدث وقرأت على الشاشة لا أكون جاهزة ذهنيا بنفس قوة الكتاب، أحب رائحة الورق والأشتباك معه، فيه حياة الصانع والرسام والكاتب، هو يشبه صعود السلم، تشم روائح الشقق وتقابل القطط على السلم وتسمع الأصوات الخارجة من الأبواب المغلقة.

- دور النشر الآن ربما تكون يسرت وسهلة النشر وعملت على اتساع رقعة النشر، بدل الأنتظار سنوات، ولكنها فتحت الأبواب لكل من مسك القلم وقال أنا كاتب، وصنعت فكرة البست سلر وصنعت الوهم والترند وأدعت كذبا صدور الطبعة رقم 20 فى حين أننا جميعا نعرف لا يمكن طبع 1000 نسخة، هناك دور نشر تطبع 10 نسخ 10 نسخ، وهناك مشكلة دور نشر تأخذ تكلفة الكتاب من الكاتب وهو لا يعرف عدد النسخ المطبوعة وكم بيعت، ولا يحصل على النسبة المقررة فى العقد .


- هل الكتابة أبعدتك قليلا عن الأسرة ؟

- الكتابة لم تبعدني عن أسرتي على العكس فهمت دوري نحوهم بشكل أفضل، وجعلتنى أشجع أولادي على القراءة، عكس أهلينا كان يعتقدون أن القراءة تضيع الوقت للأسف الشديد، فقرأنا على كبر أنا قرأت وعمري 20 سنة، أبنتي كنت اقرأ لها وهى طفلة ثم قرأت هى من الصغر 6 سنوات مثلا.

- هناك الكثير من القضايا الكبيرة طرحت وتم معالجتها في المقاهي، تتفق مع هذا الرأي، وما علاقتك بالمقهى، ماذا تمثل بالنسبة لك ؟

- المقهى يلعب دورا كبيرا فى حياة المثقفين، وكل فترة زمنية هناك مقهى ما يلعب هذا الدور، فمثلا فى الثمنينيات كان مقهى (زهرة البستان) هو المقهى الأكثر تواجدا عليه ، وقابلنا اصدقاء من جميع محافظات مصر، وناقشنا عليه الكثير من هموم الكتابة، حتى بعد الندوة مازال المقهى يلعب دورا مهما وإلى الآن.

- هل يمكن أن تشتري رواية لأنك شاهدتها معروضة مسرح أو سينما، وما تقييمك للسينما والمسرح في الوقت الحالي؟

- أنا لا اشتري رواية لمجرد أنني شاهدتها على المسرح أو السينما، ولكن اشتري الرواية التى تفتح لى افقا جديدا وتساهم فى نقلة نوعية عندي، ولا أجري وراء الترند والطبعة العرشين، ولكن ممكن بالصدفة يرشح لي حد أنا اثق فى رأيه رواية أشتريها، أو كاتب معين أنا أحب كتابته فأشتري اعماله .

وإذا صادف وقرأت رواية ما ولم تعجبني تصبح مرة وعدت، السينما والمسرح الآن ليسا فى افضل حال، وقد تقلصت دور السينما كثيرا عما قبل، حتى الأفلام أصبحت قليلة وأرتفاع سعر التذاكر ايضا.

- من المطربين المفضلين لديك، وما رأيك فيما يقدم الآن، هل يمكن أن نطلق عليه طرب؟

- مطربي المفضل دائما ( عبد الحليم حافظ) ثم بعد ذلك جاء محمد منير وعلى الحجار، ومدحت صالح، وتقريبا أنا توقفت عند هذا الجيل، ولا يعجبنى ولا اسمع (أغاني المهرجانات)

- لماذا أنت مقل في المشاركة في الندوات الأدبية، ما تقييمك لأداء صالونات الأدب الرسمية والأهلية؟

- أصبحت مقلة فى المشاركة فى الندوات لأسباب عديدة منها مثلا : صحتى الآن أصبحت لا تسمح بالذهاب إلى الأماكن البعيدة أو متابعة جميع الندوات، الكتاب الآن معظمهم متعالي ويعتقد أنه أفضل كاتب فى العالم مع أنه لا يقرأ بشكل جيد، واحيانا الكتابة تكون متواضعة، وإذا قلت رأى مخالف عن التطبيل والتهليل ممكن ان تهان عادي، أصبح لا يوجد حياء.

- الصالونات الأدبية اصبحت موضة، وحضرت البعض وليس الكل، هناك صالونات لا تناقش قضايا بشكل عميق، وهناك أخرى تشبه الأفراح اللى جى ينقط بكلمتين، لذا لا أحبذ الذهاب كثيرا.

- رسالة قصيرة تقدمها صفاء عبد المنعم لكل من: 

الأسرة؟ - سند وحماية (أهلك لا تهلك).

المرأة؟ - عمود البيت.

الرجل؟ - الرجل الواعي بدوره (نعمة). 

الأطفال؟ - روح الحياة وبهجتها.

الشباب؟ -الأمل والمستقبل.

التعليم؟. - ربنا يرحمه.

المدرسة؟ - أختفى دورها الحقيقي. 

الأصدقاء؟ - نعمه فى حدود ضيق. 

الكتاب الشباب؟. - مغرورين.

النقاد؟. للأسف لا يقومون بدورهم الصحيح.

الدراما التليفزيونية؟. - ساهمت فى خراب المجتمع. 

الجرائد؟ -أصبحت فى خبر كان .

الشارع؟. - لم يعد كما نعرفه .

القارئ؟. يجهل أمور كثيرة جيدة.

دور النشر؟. بعضها يبتز الكتاب.

لشخص غاضب من صفاء عبد المنعم؟ -جاهل. 

لشخص، صفاء عبد المنعم، غاضبة منه ؟ -غبي.

- لو أخطأت في حق حد؟ تعتذر بسهولة أم من الصعب تعتذرين وتتركين الأيام تقول كلمتها؟

- لو أخطأت فى حق أحد، أعتذر له، عادي، حتى لا يكبر الموضوع بيننا، خصوصا لو انا حريصة على معرفته، فأنا لا أحب غلق الأبواب كاملة، افضل سياسة الباب الموارب.

- موقف مؤلم في حياتك لا يمكن أن تنساه؟

- موقف مؤلم فى حياتي، دون مبالغة هناك الكثير، ولكن وفاة زوجي هو أكبر ألم فى حياتي.

- موقف طريف حصل معك لا يمكن أن تنساه؟

- موقف طريف ، أحيانا الحياة تحب أن تعطيك فرصة لفتح قلبك للدنيا ، عندما أقابل شخص كان تلميذا عندي وأصبح رجل وتغيرت ملامحه فهو يعرفنى أولا، وحدث ذلك كثيرا فى الشارع وفى المواصلات العامة.

- راضية عن حياتك وإنجازاتك؟ لو عادت بك الأيام إلى الوراء، هل ستغيرين من قراراتك؟

- نعم أنا راضية عن حياتي، ولو عاد الزمن سوف أختار الكثير منها لأنها اختياراتي، ولكن ما هو خارج أرادتي فلا يعود مرة اخرى مثل فقد الأصدقاء.

- هل هناك سؤال توقعت أن أطرحه ولم أفعل؟ ما هو؟

- نعم، توقعت سؤال: لماذا لا أحصل على التقدير الذي أستحقه بعد أنتاج 40 كتاب أو أكثر، وبلا فخر فيهم كتب مهمة، لو فى دولة أخرى أكيد كانت المكانة والتقدير يختلف وكنت أعيش ملكة من ريع هذه الكتب، وثانيا : لماذا لا أحصل على جوائز مثل كثيرين كتابتهم على الأقل متواضعة..

Post a Comment

أحدث أقدم