الوصول إلى ( الله ) بالحب
حسين عبد العزيز يكتب: الوصول الى ( الله ) بالحب |
كتب / حسين عبد العزيز
إن الإسلام جوهرة الحب ،وكل عباداته إن لم يكن الحب هو الدافع للقيام بها فلا داعى لها ..
بمعنى ان حب ( الله ) ورسوله ان لم يكن هما المحرك الأول للمسلم للقيام بما يقوم من عبادات وأعمال في الدنيا ، فلا داعى إذن لها ، لأن العبادات والأعمال ان لم تكن لله فأنها سوف تكون للشيطان والعياذ بالله ..
لذا يجب علينا جميعا ان نعلم انفسنا حب (الله) وان نجعل كل ما نقوم به في تلك الدنيا هو وسيلة للتقرب اليه ، من خلال الصعود على سلم الحب ، والذى يعنى تحقيق الغاية من وجود الانسان في الأرض ..والتي هي ان يكون الانسان والمسلم على الخصوص ، خليفة ( الله ) فى الأرض .. تلك هى المأمورية ،التي كلفه ( الله ) بها دون الملائكة وابليس الذى غضب وشاط من تميز ادم علية ..فقرر وصمم على ان يفسد حياة هذا المخلوق بأي وسيلة وأي طريقة ..
وكانت أهم وسيلة استخدمها ابليس فى محاربته لادم وذريته ..هى نزع الحب من داخلهم ..وجعلهم يفعلون الاشياء من أجل ذات الأشياء من صلاة وصوم وحج وذكاة والأعمال الدنيا ،،من أجل الأشياء ذاتها وليس من اجل تحقيق الهدف الأسمى من القيام بالاشياء ..فلا الصلاة نجد لها نتيجة فى الشارع و لا بين الأفراد .. والحاج لا نجد اثره فى الشارع ..واناس كثيره تخرج الذكاة لكننا لا نجد لها اثرا بين الناس ..والصيام هذا الفعل الغنى بالمعاني والتى لا يمكن حصرها فى كلمات قليلة ،وانما هو فعل يقوم به كل من يقوم به من أجل ذات الصيام ..وليس من اجل نتائج الصيام ذاته ..والتى يجب ان نراها فى الشارع .. و بين الافراد و بين جميع المخلوقات وأيضا الجمادات التى نتحرك بينها أو نتعامل معها
إن أركان الاسلام الخمس التى بني عليها الإيمان وليس بني منها الاسلام او الإيمان ..الفرق كبير وخطر ، حيث الفروض ليست هى الإسلام أو الإيمان كما نفهم .وانما هو الأساس الذى بنيََ عليها الإسلام بالضبط مثل الأساسيات التي يبنى عليها اى بيت واى عمارة او ناطحة سحاب ، فجعل اساسات عمارتك راسخه فى باطن الارض ..اى اجعل اساساتك الدينية والحياتية متينة داخل اعماق قلبك ،حتى تتمكن من اقامة اعمال عظمة طلبها (الله ) منك عندما كلفك بالخلافة ..وهذا لن يتم أو يتحقق إلا بالعلم لكى تبلغ الغايات من وجودك فى الدنيا وبالدين حتى تستقيم حياتك وتبلغ الغاية والتى هى ان تكون خليفة الله .. وليس خليفة رسول الله .. لأنه ما ان توفى الله رسوله الكريم ، دون ان يسمى احدا باسمه بأن يخلفة ..كما صرح المولى غز وجل فى كتابة الكريم ..
فهذا يعنى أننا جميعا خلفاء رسول الله ..كلا فى موضعه . الفلاح فى أرضه يخلف رسول الله ، العامل فى مصنعه يخلف رسول الله ، الموظف فى مكتبة يخلف رسول الله الرجل مع زوجته فى فراشهما يخلف رسول الله .. الحاكم فى حكمه يخلف رسول الله ، التاجر فى متجره يخلف رسول الله ..وتلك الخلافة ليست تشريفا وانما هى تكليفا بان يخدمو على عموم الناس ..وانهى بقولى أن الإسلام دين سهل مريح جميل لمن يتعامل معه بهذا المنطلق وبأنه دين نتائج وليس دين حركات يقوم بها الفرد وانتهى الامر ..وفى اخر الكلام ،ان لم تكن صلاتك وحججك وصومك وذكاتك إن لم لك فهى سوف تتحول الى حجة عليك .. اى اجعل تلك الفروض حجة لك ..وحياتك حجة لك وعقلك حجة لك وكل شىء تقوم به حجة لك ، وليس حجة عليك .وان تجعل اى شىء تقوم به حجة لك ..اى تفعله لحب فعله ، هنا سوف يحبك الناس وان احبك الناس احبك ( الله ) وهل نحن نبغى شيئا غير حب الله ..الذى لن نحصل عليه الا بحب الدنيا فنكسبها ..وان كسبنها كسبنا الاخيرة التى هى المبتغى ..والذى لن يتأتى الا بالحب ..
فهيا نحب انفسنا ونعامل انفسنا بالحب
ونصوم بالحب ونصلى بالحب ونذكى بالحب ..وهنا أود ان اشير وأقول ان الغنى ليس ميزة ميزه الله به عبده الذى منحة كل تلك الأموال ، وانما هي اختبار وامتحان ، من الله لمن منحه تلك الأموال ، وانا لن اطيل وسوف اكتفى بذكر قول السيد المسيح ( ما اعذر المتكلين على الأموال من دخول ملكوت الله ، ان مروق جمل من ثقب ابره اسير ، ان يدخل غنى ملكوت الله )
اننا يجب ان نعامل بعضنا البعض بالحب ، ولا شيئا غير الحب ، لان الحب هو القوى السحرية التي تحرك الأشياء . ويوجد التسامح بيننا ، لأنه كما نعلم ونرى جميعا أن انعدم التسامح جعل فعل القتل سهلا وخرق القانون مستباحا . وعدم وجوده هو الذى جعل قاعات المحاكم ممتلئ على اخرها ومستشفيات الطوارق على مستوى الجمهورية ولا يوجد بها مكانا شاغرا
إرسال تعليق