الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي:

كنت معجبًا بنجوم السينما العالمية والعربية والمصرية


بانوراما أدبية:مقالات عاطف عبدالمجيد- الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي  -نقدفن كتابة القصة- فنون الكتابة- قصة قصيرة، شعر، رواية، مسرح، سينما، دراما، أفلام، أغاني، فنون، مقالات، دراسات، كتب، كتاب.

 
ولد الفنان التشكيلي الشاب شمس الدين بلعربي المشهور بـ شمسو بلعربي – بلعربي بالجزائر، وحين كان صغيرًا يرعى الغنم، كانت تجذبه صور نجوم السينما البراقة التي كان يراها في الجرائد، وكان يحاول رسمها بالعود الخشبي في الرمال، ومنذ دخوله المدرسة بدأ معلموه في اكتشاف موهبته، ونظرًا لنشأته في عائلة فقيرة فقد امتهن الرسم في الشارع لتوفير نفقات الحياة. تم تسجيل اسمه في القاموس العالمي للسينما العالمية، وفي حواري هذا معه سندخل عالمه الفني والإنساني لنتعرف عليه عن قرب.


الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي



حاوره: عاطف محمد عبد المجيد


* حدثني عن بدايتك مع موهبة الرسم، ومتى عرفت الطريق إلى الفن تشكيلي؟

**  بينما كنت أرعي الغنم مع خالي رحمه الله في سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد وكانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فألتقط هذه الجرائد من علي الأرض وأتمعن فيها وأرسمها بالعود في الرمال، وعندما بلغتُ سن السادسة انتقلتُ إلي المدينة، لكي أدخل المدرسة وفيها بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي، وفي عيد ميلادي فاجأتني زوجة عمي، وكانت ألمانية تسمى ڨريت، وأهدتني كتاب رسم، وهذا ما شجعني كثيرًا، وبدأت أهتم بمادة الرسم أكثر من بقية المواد، كالرياضيات والفيزياء، ولأني كنت من عائلة فقيرة  جدًّا، اضطررت إلى التوقف عن الدراسة والخروج إلى الشارع لامتهان الرسم كحرفة، مثل تزيين المحلات التجارية والديكور، غير أن الشارع كان قاسيًا عليَّ جدًّا، وتعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية، حيث كنت صغيرًا آنذاك، وكنت أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، وأحمل السلالم الحديدية،  مما جعلني أعاني من حروق في يدي.
وفي المقابل، التقيت مع ناس اعتنوا بي وقدموا لي يد المساعدة.  


الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي.




* متى بدأت تفكر في رسم أفيشات أفلام السينما وصور نجومها؟

**عندما كنت أمر بجانب قاعات السينما وأشاهد الأفيشات والصور الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعات، وبعد أن أعود إلى البيت كنت أرسم كل ما شاهدته على أوراق الرسم، وكنت معجبًا بنجوم السينما العالمية والعربية والمصرية. 


الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي


* نشأت في أسرة فقيرة..كيف تغلبت على ظروف حياتك؟ وماذا غيّر امتهانك للرسم فيها؟

** نعم كانت ظروفي صعبة وقاسية، وفي وسط هذا الضيق كنت أرسم بصبر، 
زد علي ذلك كان البيت الذي نسكن فيه مكسور السقف جزئيًّا، وكنا نعاني في فصل الشتاء، وتلف الكثير من رسوماتي بسبب المطر، وتأزمت حالتي النفسية، وبدأت أفكر في إرسال أعمالي الفنية الي الخارج، فرحت أتواصل مع الفنانين المصريين المتخصصين في فن البوستر عبر البريد، وشجعني الفنانون المصريون، أمثال الفنان المسرحي  محمد صبحي، الفنان السيد عياد، سيمون فيليب، وفنانون كثيرون، قدموا لي بعض عناوين المجلات التي بدأت أرسل إليها أعمالي في الخارج.

وبالفعل أرسلت كل الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائيةعن طريق البريد، وبدأ الناس ينعتونني بالمجنون، لكني واصلت المثابرة والعمل، لكن السنوات راحت تمر دون أن أتلقى أي رد، ورغم ذلك واصلت العمل في الشارع، لكن وبسبب مشكلات صحية، دخلت في مرحلة صعبة جدًّا، وبدأت أعمل في المعامل، ومع ازدياد حالتي الصحية سوءًا دخلت المستشفي لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها بدأت حالتي في التحسن، وعدت إلى الرسم في الشوارع الذي كان سببًا في تحسن حالتي المادية بعد خروجي من المستشفي.


* أود أن تضعنا كقراء عرب في قلب المشهد الفني التشكيلي بالجزائر.

** الحركة الفنية بصراحة في تطور بطئ في كل العالم العربي، لأن الاستثمار المالي في الفن التشكيلي لا يتجاوز الخمسة بالمائة في العالم العربي، حيث أنه لا توجد ثقافة لدى المستثمرين في العالم العربي لكي يستثمروا في الفن التشكيلي ويعتبرونه مغامرة. 

* حدثني عن تجربتك في رسم أفيشات الأفلام في هوليود؟

** كانت تجربة كبيرة وليست سهلة. فلكي توفق بين العمل الفني اليدوي التقليدي والفن الرقمي والتأقلم مع العقليات الغربية يعني أنه لابد من أن تكون سفيرًا للعرب في الخارج، وهي فرصة للترويج للسياحة العربية ونشر الفن والروائع العربية، وبالفعل حالفني التوفيق في هذا، وتعاملت مع الكثير من نجوم هوليوود وعشت كواليس نادرة. 

* يقال عنك أنك آخر فنان عربي وأفريقي ما زال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية..ما هي التكريمات التي حصلت عليها؟

** حصلت على الكثير من التكريمات منها: تكريمي في مهرجان السينما العربية في سويسرا، تكريمي من دولتي الجزائر علي تشريف الراية الوطنية في الخارج، تكريمي في المهرجان العالمي  للسينما في المغرب، وتكريمي من طرف التلفزيون الجزائري. وقد تمت دعوتي كضيف شرف من قِبل المهرجان الدولي في ولاية أدرار الجزائرية.

الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي


* من قناعاتك أن الإنسانية والمبادئ لا تقدر بثمن..اشرح لي.

** لقد وصلت إلى مفهوم فلسفي مفاده أنني أصبح سعيدًا سعادة نادرة، لحظة تمكني من إسعاد الفقراء حيث أبيع لوحاتي وأتبرع بها، وكذلك أرسم لوحات وأهديها إلى الذين يحبون الفن وهم فقراء، لأعطي إشارة أن الفن ليس للأغنياء فقط في المزاد العلني.

Post a Comment

أحدث أقدم