حوار سمية سليمان مع الدكتور الألماني ليونارد فريكر عن الطب البديل في ألمانيا و التصوف




بانوراما أدبية- حوار سمية سليمان مع الدكتور الألماني ليونارد فريكر عن الطب البديل في ألمانيا و التصوف-سيرة ذاتية-شعر-فن-الكتابة الإبداعية-قصة-رواية-نثر-سرد-أغاني-سينما-دراما







هناك نزعة قوية لدى الشعب الألماني والأوروبيين فى العودة إلى الطبيعة، والبعد عن الكيماويات، والبحث عن كل ما هو صحي ومفيد مثل التغذية الصحية، وطرق العلاج بالطب البديل، واللجوء إلى وصفات اﻷعشاب وتجنب الأدوية الكيماوية وأثارها الجانبية المدمرة من أجل صحة أفضل.

تنتشر في كل مدن ألمانيا معاهد لتدريس الطب البديل والمعترف به عالميا والمسمي Naturopathy 
والذي يشمل دراسة الإبر الصينية والطب الصيني، وعلم التشخيص عن طريق العين، وعلم الهوميوباثي، وعلم العلاج بالأعشاب وغيرها من طرق العلاج بالطب البديل اي غير التقليدي.

  دعاني الدكتور الألماني ليونارد فريكر للتدرب في عيادته بألمانيا بعد ان وفقني الله في مساعدة احدي مرضاه على الشفاء من السرطان  باستخدام نوع من أنواع العلاج بالطاقة.

في بيته في قرية يشتاتين أجريت معه الحوار لتعريف العرب به وعلى ما يقوم به منذ أربعين عاما تقريبا.

ولد دكتور فريكر في قرية يشتاتين سنة 1950 وهي نفس القرية التي يعيش بها حاليا وبها عيادته وبيته ومزرعته الصغيرة المليئة بالدجاج والأوز والبط وأيضا بحيرة صغيرة يربي بها أسماك من نهر الراين.

كان أبوه نحاتا للخشب والأحجار واشترك فى الحرب العالمية الثانية في روسيا، بعد ان أنهي ليونارد دراسته الثانوية استدعاه الجيش وتدرب هناك على الإسعافات الأولية، أثبت نفسه بجدارة فأصبح معلم للاسعافات الاولية بالمنطقة، التحق بكلية الطب في مدينة غيسن، وقد كان شغفه بالطب قد بدأ حين كان متدرب بالجيش الألماني، اكتشف وقتها قدراته العلاجية وحب الشفاء للآخرين، لم يقرأ لأبو بكر الرازي وابن سينا لكنه أدرك منذ صغره أن الطبيب هو الحكيم الذي عليه دراسة الجسم البشري والنفس والروح حتى يستطيع علاج الأمراض، الهمته الروح العليا، فقد كان مؤمنا منذ نعومة أظافره بالرب. 

يقول فريكر: عندما كنت أريد شئ ولا أستطيع الوصول اليه، اتركه للقدر فيأتي بمشيئة الله، فالشافي هو الخالق وعلينا استخدام ادوات الشفاء التي وهبنا الرب اياها في الكون، يعمل الجهاز المناعي بشكل تلقائي للدفاع عن الجسم ضد الأمراض ويقوم باسترجاع الصحة بنسبة 90 بالمئة، ويحتاج الجسم المريض مواد تساعد الجهاز المناعي على التصدي للمرض واعادة بناء ما اتلف وقت المرض ودورها يمثل 10 بالمئة.

أدرك ليونارد وقت تدربه بالمستشفي أن الطب التقليدي ليس كافيا لهؤلاء المرضى، فهو يحتاج ان يتعامل مع الانسان كوحدة واحدة تضم الجسد والنفس والروح وهذا لا يوفره الطب التقليدي، فالتحق بكلية لدراسة الطب البديل في المانيا (استغرقت ثلاث سنوات) عن بعد وهو يدرس فى نفس الوقت بكليه الطب بمدينة غيسن، كان ينام ساعة واحدة في اليوم، من الخامسة صباحا حتى السادسة صباحا ويدرس باقي اليوم، وايضا يعمل في قسم الجراحة.

حصل على شهادة علاج الأورام التكاملي الدولي  ولان عدد مرضي السرطان يتزايد مع العصر أصبح 50 بالمئة من مرضاه من مرضي السرطان حاليا . يقوم بتحضير الدواء بنفسه في عيادته ولكن بعض العقارات الخاصة بعلاج السرطان يقوم بتحضيرها في معمل مرخص بهامبورج.




التقي د.فريكر بالسيدة كارين زوجته وهو بالجيش وكانت ايضا تتدرب معه على الإسعافات الأولية، كانت تصغره بعشر سنوات ، ائتلفا سريعا وبعد عامين من هذا اللقاء طلبت منه ان تتدرب لتعمل في عيادته الخاصة،  كانت كارين متقدة الذكاء وعندها من القدرات الاجتماعية والعملية ما جعل زواجهما يكلل نجاحه في العيادة والبيت بشكل كبير، انجبا ثلاث ابناء ذكور وبنت، ومنهم طبيبيين بشريين هم غامون ولوكز ، لم يمتهن اي من ابناءه الطب البديل، و يأتي متدربون دوما الي عيادته من جميع أنحاء العالم ولكن اغلبهم من مصر و هو حريص ان يتعلم الآخرون هذا العلم ويمتد بعد رحيله.

كيف ومتى بدات علاقتك بمصر ؟

بدات في عام 1999 عندما دعاني معهد جوته في القاهرة لاعطاء محاضرات عن علاج الحالات الناجحة للامراض المزمنة  ضمن برنامج التعاون الثقافي العالمي، بعدها أصبحت معروفا لمعظم الاطباء وممارسين الطب البديل بمصر، فكانوا ياتون لعيادتي بالمانيا للتدريب ورؤية طرق العلاج التي أقوم بها، كما ان كثير من المرضي المصريين يأتون إلى العلاج في عيادتي بعد ان سمعوا عني من خلال الاطباء المصريين الذين  يطلبون الادوية التي اقوم بتحضيرها انا وفريق عملي في العيادة.

كيف بدأت علاقتك بالشيخ ناظم الحقاني القبرصي؟

عندما كنت في مصر وفي احدي الزيارات بمعهد جوته بالقاهرة التقيت بالاستاذ لاميرت هولدجك والمعروف في مصر باسم الشيخ عبد الحي وهو هولندي ألماني كان يعمل أستاذا للدراسات الإنسانية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وقتئذ وايضا كان  أول من قام بفتح معهد لدراسة الهوميوباثي  في مصر والعالم العربي بالتعاون مع معهد بريطاني وآخر امريكي ، وهو ممثل للشيخ ناظم الحقاني وللطريقة النقشبندية العليه بمصر.
   
(وعلم الهوميوباثي هو علم من علوم الطب البديل ويسمونه الطب التجانسي، يستند الى المبادئ التي صاغها العالم الألماني صامويل هانيمان عام 1796  وهو امتداد لقانون العلاج لابقراط فى الطب والذي يقول المثل يعالج المثل كما انه مذكور في برديات المصريين القدماء ).

كان لقاءي بالشيخ عبد الحي بالقاهرة لقاءا عميقا غزيرا بالتقاء الثقافات والمعارف المختلفه بين الفكر الكاثوليكي الغربي وحكمة المتصوفة  وقد أضفى ضفاف النيل إلى علمه الكثير  من حضارة مصر القديمة.  

وبعدها ذهبت الى قرية ليفكا بقبرص لعلاج الشيخ ناظم واستجاب لعلاجي بشده رغم تواجد كثير من الاطباء من أنحاء العالم حوله لكنه احب علاجي و طلب مني علاج مريدينه ايضا بالقرية نفسها واصبحنا صديقين حميمين .




كيف تقوم بتشخيص مرضاك من أول زيارة؟

اقوم بالتشخيص من خلال جهاز لفحص قزحية العين ، وفقا لعلم القزحية التي يتم من خلالها تشخيص الحالة البدنية والنفسية للشخص بناء على قزحيات عينيه . وكما أثبت علم القزحية فأن العيون هي نافذة للروح ولكن أيضا للجسم، حيث ان حالة الانسجة، الأعضاء، وأنظمة الجسم البشري تنعكس في القزحية، وهو علم من العلوم القديمة التي استخدمها المصريون القدماء ولكن العالم الغربي أعاد استخدامه مرة أخرى في منتصف القرن التاسع عشر من خلال الطبيب المجري فان فسكالي.


ماذا تريد  ان تقول للقارئ العربي؟

كل ما اريد ان أؤكد عليه هو انني مجرد أداة في يد الله لعلاج المرضي ولذلك يندرج علاجي تحت مسمي الطب الشمولي الروحي لاني اتجنب الكيماويات التي تضعف الجسم البشري، مع المرض تظهر المشاكل الكامنه في النفس ,وان لم يتم تغيير السلوك الذي ادي الى المرض، يعاود المرض في الظهور مرة أخرى إلى أن يتم استيعاب الرسالة المرسلة عبر المرض.

حاورته / سمية سليمان
ابريل ٢٠١٨

Post a Comment

أحدث أقدم