الإبداع كلمة و ريشة
ليلى حسين
الإبداع كلمة و ريشة هو صوت الشعب ، المردود و المحصلة لأحداث و تحديات الواقع الذي يتشكل في دور السلطة عبر التاريخ .. من هنا لجأت السلطات السياسية إلى التصدي و كبح جماح الشعوب و التنمر تجاه الفكر الذي يملك إمكانية تغيير مسار الحياة بالريشة و القلم.
تتناسب حدة السلطة السياسية طرديا مع التيارات الفكرية الأدبية في منظومة الحياة فيأتلق الإبداع و يزداد السخط والتمرد ، و دائما الضريبة كارثية مفجعة.
الغذاء و غريزة البقاء دائما من قديم الأزل يمثل أحد السلطات القوية من أجل الحياة ، فكان البدائيون يمتشقون أحلامهم من التحقق و البقاء " الحيوان المفترس " كان أعلى سلطة وسلطانا فهو الصيد من أجل الصيد و الحياة.
الحياة دائما تبدأ ب "حلم" كبير ، فيتعاظم الحلم في كيانه ليصحو من سباته و قد رسم على جدران الكهوف صيده الوحشي السمين يقطر دما من أثر سهامه.
من الحلم تنبعث الإرادة و تعلو الهمم فيبدأ رحلة السعي نحو اقتناص "القوت" و تصويب السهام الحقيقية ، و قد كانت في الليلة السابقة مجرد لون رسم على الجدران.
ها هو الحلم حقيقة و السلطة المفزعة تمثل بين يديه على أحجار الشواء و قد نزفت دهنا و دما يعيد به رسم المعارك اليومية.
مع توالي الأزمنة تطورت اللغات فأصبحت وسيلة و سلاح ضد السلطات السياسية الظالمة العاهرة في كل زمان و مكان.
احتل القلم و الريشة الصدارة عوضا عن السيف خصوصا تحت السحب الداكنة للعولمة .. أصبح صوت الحرف الموجه نافذا عاليا .. من هنا تحكم السلطات السياسية قواتها للمصادرة والإجهاض و الاغتيال و محاولات لتدمير اليقظة ، لتمضي الشعوب نياما.
ليلى حسين
حرف على الهامش
إرسال تعليق