محمد فايز حجازي يكتب: (خلق المبدع ووقاره)




   أعتقد أن المبدع يتعين عليه -إن كان مبدعا بحق- أن يسلك مسلكا يليق بوقار الرجال وسمت المبدعين، فلا يتفوه بما لا يليق، ولا يتصرف بما لا يصح، ولا يكن كسفهاء الناس، إلاّ أنني أجد على صفحات البعض (وأقول البعض) ممن حسبوا على الوسط الأدبي، أجد هراء وتدني وانحطاط لا نظير لهم.
   
   وجدت أحدهم ممن لا أدب لديهم ولا لغة، غير أنه محسوب على الوسط الأدبي، وجدته غير مرة وقد انطلق على صفحته بوابل من السباب لأحدهم ممن عارضوه، وقد قرأت أحط الألفاظ، ألفاظ تنال من شرف الآباء والأمهات، حتى لتخاله أحد الأفاقين المجرمين معدومي الأخلاق.

   ووجدت آخر ممن يظنون أنهم أحد أوصياء الوسط ولا تاريخ لديه يذكر، وقد سخر صفحته لحكاياته التافهة، ويومياته المملة، حتى أنه كلما تبول نشر منشورا يخبرنا فيه عن تجربة تبوله. نعم هي صفحته وليفعل بها كيف شاء ولكن....

  أين وقار المبدع! اعلم أخي أن شخصية المبدع وخلقه وتحضره جزء مكمل أصيل من إبداعه واقتناع المتلقي بمنتجه الأدبي. كيف لو صادفك قاريء وأنت تسب أحدهم بألفاظ لا يسمعها إلا من البلطجية، هل يقرأ لك حرفا!!!

  في السالف ومن خلال التسجيلات الإذاعية واللقاءات التلفزيونية كنا ننصت ونشاهد أدباءنا وقد أحاطتهم هالة من وقار وغلالة من ثقافة ورقي حقيقيين، كانوا صورة لإبداعهم الخالد... ثم نلقي باللوم على الآخرين ونحملهم مسؤولية تدني الذوق لدي العامة، الأدب والإبداع هو أصل كل العلوم والفنون... إذا كان رب البيت بالدف ضارب....



   ولكن والحق أقول فإن الوسط الأدبي الآن مازال لديه من الرجال من نشرف بهم، أمد الله في أعمارهم فلربما بعدهم ينتهي كل شيء..

Post a Comment

أحدث أقدم