أشرف الصباغ يكتب: حكاية جدتي مع الكاتب محمود عبد الرازق عفيفي
مرة جدتي حلفت يمين بالله إنها لو شافت أديب الشباب محمود عبد الرازق عفيفي لتضربه بالشبشب...
العيال اللي كانوا بياخدوا منه فلوس ويروحوا يرشوا سور مترو الميرغني وعبد العزيز فهمي بالاسبراي ويكتبوا أديب الشباب ومن يسبح ضد التيار معي، وهذا قرآني، وإجهاض الحرية، راحوا عشان يعملوا نفس الشغل على خط قطار "كوبري اللمون". وطبعا غلطوا وراحوا كتبوا على سور وعواميد محطة القطر بتاعة "منشية الصدر". وكان بيت جدتي قصاد المحطة وقدامه قهوة بلدي. فيبدو إن العيال راحوا يستريحوا على القهوة، وطلع في دماغ عيل من العيال دي إنه يعمل واجب مع الأستاذ محمود فقام راح كاتب على باب البيت "الألوهية والجنس" و"الإسلام والجنس" و"من يسبح معي ضد التيار"... قامت جدتي اتجننت وحلفت يمين تلاتة لتفشخه، وراسها وألف سيف إنها لو شافته هاتضربه بالشبشب... وطبعا ماتت قبل ما تشوفه...
بدأ الأديب المصري الكبير الأستاذ محمود عبد الرازق عفيفي حياته كموظف بوزارة الداخلية المصرية. وفي عام 1998 قام رئيسه بتسليمه لمستشفى الأمراض العقلية. وبعد ذلك نفى أديب الشباب عن نفسه ظاهرة الجنون، في حوار طريف أجرته معه مجلة "آخر ساعة"، بقوله: كان رئيسي في العمل برتبة لواء، وكان دائما ما يضايقني، فأمر بإدخالي مستشفى الامراض العقلية لكن عندما ذهبت إلى هناك استغرب الدكتور وأمر بإطلاقي بعد ساعات".
كان أستاذنا الكبير أديب الشباب قد تحول إلى ظاهرة منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، حيث دفعته إعلاناته التي لم يكن يخلو منها شارع واحد في مصر أو سور محطة مترو أو قطار إلى مصاف النجوم رغم أنه لم يكن هناك أي أحد يعرفه شخصيا. ولم يعد غريبا أن يفاجأ مشاهدو التلفزيون وهم يتابعون مباريات كرة القدم التي يكون طرفها المنتخب المصري بلافتة كبيرة تتصدر مدرجات الدرجة الثالثة وقد كتب عليها بالبنط العريض "محمود عبد الرازق عفيفي أديب الشباب يتمنى الفوز للمنتخب المصري".
وفي أحد الأيام فوجيء الكثيرون بأديب الشباب يوجه كلامه للرئيس شخصيا وعلى جدران خطوط المترو بوسط المدينة وبمصر الجديدة مباشرة، حيث كتب: "كيف ترضى يا سيادة الرئيس أن يصادر في عهدك كتاب، وأن يقصف قلم". وكان أطرف ما كتبه اعترافه بالمسؤولية الكاملة عن فضيحة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما كتب وبخط واضح "كلينتون بريء.. والبقعة التي على فستان مونيكا تخصني". بل وأرسل برقية للسفير الأمريكي بالقاهرة بهذا الاعتراف مكذبا كينث ستار الذي أعد ملف القضية.
ولم تكن العبارات التي كان يكتبها أديب الشباب تخلو من بعض التجاوزات في أحيان كثيرة، دون سبب واضح. فقد فوجئ طلبة الجامعة الأمريكية ذات صباح وقد تضمن الحائط المواجه للجامعه سبابا لا يمكن نشره، عندما كتب أديب الشباب: "كل بنات الجامعة الأمريكية (...) و(...) ويجب أن يقرأوا كتبي".
مؤلفات أديب الشباب الأستاذ محمود..
من يسبح ضد التيار معي
كلام على ورق بفرة
الإسلام والجنس
الألوهية والجنس
حكاوي الغواني
سيدي المسيح عفوا
هذا قرآني
إجهاض الحرية
إرسال تعليق