مصطفى سليمان يكتب: قراءة في راوية رُوْح

للكاتب محمد علي إبراهيم


روح محمد علي ابراهيم ، سردية لكتاب من رأى لمن لن يصدق، يرتكز النص على خمسة مقاطع يسبقها تمهيد و قبله مبتدأ أو مفتاح للنص، ينتقل القارئ بين ركائز النص فالمبتدأ يخرج بك من حيز المكان و حيز الزمان، يعثر الراوي العليم- الذي نعرف اسمه الزائف محمد علي إبراهيم في نهاية النص- على كتاب أوراقه من جلد الآدميين، معنون " من رأى لمن لن يصدق" كتاب أثري قديم من ٩٦٧صفحة، يطرح الراوي سؤالين متتالين، يجيب الثاني تاركا للقارئ إجابة الأول،



 لغة هذا الكتاب هى الرسم فقط، هل الكتاب تدوين حقيقي أم لعبة شيطانية صنعها مارق، هل الوحي و الإلهام ظلال الموتى على الأحياء. ننتقل إلى عالم الموتى، يتحدثون بلغة العيون، يتلاشى كل ماهو دنيوي ماعدا الجنس، فالموت يعلمنا التخلص من عاداتنا السيئة، كل روح تعرف مستقرها، الهبوط سيكون في أرض جديدة، يرسمها الكاتب بوردة الأبدية، ويقدم لنا شرحا علميا توضيحيا للوردة، فيها لا زمان، لا مكان سواها، 




يقدم لنا الكاتب الجحيم بتعريف جديد، للجحيم، هو كل ما نكره في الحياة، ندخل المقطع الثاني المعنون ب إبليس ، نكتشف هوية الراوي ، معلم موسيقى، قاتل لصديقه الطبيب، بين سطور تتلألأ أرملة الصديق، هي الروح، بعد هذا المقطع و مقطع الله ذروة النص، أو مشكاته المضيئة، فالمدرس القاتل بعد علاقة حميمة مع أرملة صديقه، يتم تكريمه في مدرسته لبلوغه سن الستين، تنتحر روح، يجيب الكاتب على السؤال الأول المتوهج في لحظات القراءة، لماذا قتل صديقه الطبيب، لأنه حاول معرفة ما يحتويه الكتاب،


 المكان الذي يسكنه الموتى هو وردة فيها الجحيم، الأعراف، الجنة،في المقطع التالي وقت الوردة، نكتشف في درامية النص ماهية روح و مدى عشقها لمعلم الموسيقى، يتلاقى كل مذكر بأنثى، و الأنثى بواحدها, يلجأ الكاتب إلى سرد المعلومات المتتالية، التي أوشكت على إخفاء البنية السردية للنص، كنت أود أن يخففها الكاتب أو يوزعها على طول النص، 



مثلا دلالة العدد سبعة في مقطع الله يسرد معلومات عن العدد ٧عند البابلين سفر يشوع، العهد الجديد، القرآن، جملة التوحيد من ٧كلمات، عجائب الدنيا، معلومات غزيرة، في ذات المقطع نعود الى معلم الموسيقى الساكن في حجرته ٧ أيام لم يخرج من شقته، يلتقي بالمحاسب القانوني واسترداد بطاقته، يرث القاتل القتيل، الوسيط في هذا الإرث هى روح، بين المتن والهامش يتأرجح النص و هي لعبة فنية استغلها الكاتب في روايته حجر بيت خلاف وهنا أيضا، استخدم رموز لدرجات الألوان، استخدم الرسم للدلالة على الله، ليته كان ملونا، يستعرض البعد الرابع الزمن من خلال علم الفيزياء بين اينشتاين و ديفنز، شرودينجر و هاينزبنرج، 



 الاعداد هل تحمل دلالة مثل سن الأربعين سن الذروة الذكورية، العدد خمسة و أربعين و دلالته على العلاقة الحميمية، وهناك اعداد لم استدل على سر وجودها ربما لأن الكاتب خلق عالمه المتخيل، و كذلك إعداده ، من تقنيات السرد التى نجح في استخدامها الرسائل من روح إلى المعلم، الاعداد من مكونات السرد، النوتة الموسيقية، الرسم،التخييل السردي، المعلوماتية، 


في المقطع الاخير و قت التفاح التحام أربعون جيدا ليكونوا جسد واحدا، عالم متخيل من إبداع محمد علي ابراهيم ، عالم لا يتشابه مع رسالة الغفران لأبي العلاء، أو الكوميديا لدانتي، إبداع امتزج فيه العلم والخيال، الآن نطرح أسئلتنا بعد نهاية النص

ه‍ل يخدعنا الكاتب بوردته الأبدية بينما يدين الواقع؟ هل تستعيد الحياة دروتها؟ أم أن هناك ميلاد جديد بعد الوردة

نتساءل نحن هل الإلهام هو ظلال الموتى على الأحياء،

سؤال يطن في راس القاريء، ربما يصل يوما إلي الإجابة عليه.
#مصطفى_سليمان

Post a Comment

أحدث أقدم