أول يوم في المدرسة
المبدعون يتذكرون
ذكرياتي مع أول يوم في المدرسة
أول يوم دراسة |
هاني منسي
من منا لم يتذكر أول يوم في المدرسة، خصوصا مع اقتراب العام الدراسي الجديد، نتذكره ونقارنه بالوضع الحالي بطبيعة الحال، مقارنة ظروف الحياة، الاستعدادات، الملابس، مصروف الجيب ......الخ، كان هناك نوعا من الاستعداد في قريتي، والالتزام بالحضور من أول يوم دراسة، بتجهيز الملابس، والمخلة أي الحقيبة القماش، وكان في الغالب يتخلل الفترة الأولى من الدراسة، إجازة خاصة بنا في قرية الحمام، مركز أبنوب، إجازة جمع القطن كي تتيح للجميع المساعدة في جني القطن وتشوينه وبيعه، وهذا العمل يحتاج إلى أيدي عاملة ووقت طويل، يكون بعده فترة رواج في شراء ما نحتاج من ملابس وأدوات ضرورية للدراسة من المكافآت التي نحصل عليها من القطن. لذلك كان يتم تأجيل الدراسة في القرى في ذلك الوقت. إليكم ذكريات بعض المبدعين عن أول يوم دراسة
كريمة حفناوي: المريلة والشنطة قماش تيل نادية
تواصلت "بانوراما أدبية" مع بعض المبدعين المصريين للحديث عن ذكرياتهم في أول يوم في المدرسة، منهم من أخذته حماسة الذكريات وارسل رسالة صوتية مفعمة بالحنين لذكريات أول يوم دراسة، ومنهم الكاتبة والفنانة كريمة الحفناوي، أرسلت رسالة صوتية ل بانوراما أدبية وتحدثت بحماس وشغف حين تذكرت وقت متابعتها لوالدتها أثناء تفصيل المرايل البيج من قماش تيل نادية، والاستعداد بشراء حذاء أسود، شراب أبيض، شرايط قماش بيضاء لعمل ديل حصان،
وأضافت الحفناوي أنها كانت سعيدة جدا في الذهاب للمدرسة وهي تحمل الحقيبة القماش من نفس قماش المريلة، تحمل معها الكتب والساندوتشين، وهنالك كيس صغير للساندوتشات، أيام جميلة فعلا.
جيهان عمر: الأمان الذي تركناه
أما الشاعرة جيهان عمر لخصت الحالة التي تشعر بها عندما تذكرت أول يوم دراسة حين قالت: الأمان الذي تركناه في أيدي أمهاتنا ..أول يوم في المدرسة...لم نستعده أبدا .
ومن ذكريات الكاتب والناقد سمير الفيل في أول يوم في المدرسة
ذهب الليل.. طلع الفجر والعصفور صوصو
رأيت الحديقة والمنحل وأجهزة الجمباز فدهشت؟!
وأضاف سمير الفيل:
كنا نشتغل في ورش الموبيليات في هذا السن المبكر ، نجمع نقودنا القليلة ونشتري قميصا وبنطلونا ومريلة رمادية لها جيبين في الأمام.
ندخل المدرسة بنظام ، العام هو 1957 والمدرسة نفسها انشأتها حكومة الثورة عام 1955 ، وقبلي دخل المدرسة اخي عادل ، وأخي ماهر .
المعلم رفعت قطارية يستقبلنا بفرح ويغني لنا كل صباح أغنية محمد فوزي " ذهب الليل.. طلع الفجر والعصفور صوصو ". ويأخذنا لحقل خلف فصل أولى اول لنزرع الفول والبصل والبطاطا في مربع خصص لنا.
وأضاف سمير الفيل:
كان والدي قد رحل قبل دخولي المدرسة بعد مولدي بعام واحد وهذا لم يمنعني من الاعتداد بنفسي إذ كانت أمي قد علمتني الحروف وكتابة اسمي بالطباشير على بلاط البيت.
المدرسة نفسها كبيرة ولها مسرح ومظلة ومنحل اما الأجهزة الرياضية فمتنوعة ، هناك السلم الأفقي وحصان الحلق وملعبان لكرة القدم وكرة السلة ، ومدرس عظيم والده مترجم عن الإيطالية اسمه احمد فوزي يلتقي ببطل العالم في الماراثون وهو من اثيوبيا ويجري معه حوارا.
نرسل الخطابات لعبد الناصر فيرد علينا
في التختة يجلس أربعة تلاميذ ، ونحب جدا حصة القصص وهي حصة أسبوعية ، كل فصل له مكتبة في آخر الفصل ، نستعير كل يوم قصة ونعيدها في اليوم التالي . وفي شهر فبراير 1958 تقوم الوحدة بين مصر وسوريا ، ونرسل الخطابات لجمال عبد الناصر فيرد علينا مع صورة له بالأبيض والأسود.
تمثال للطالب المجتهد
مدرستنا حكومية ، وفيها مدرس اسمه طاهر الجمال يرسم الطواويس والغزلان على زجاج المسرح، ويوجد فنان اسمه علي صلى الذي يصنع تمثالا للطالب المجد يضعه في مدخل مدرسة الإمام محمد عبده بدمياط. وثمة بحيرة صغيرة على اليمين بها حوض تربى فيه الأسماك وشجرة بمبوظة مورقة.
القصة الحركية وتعميمها على مدارس الجمهورية:
في مدرستنا فرقة للكشافة لها زي مميز لم أتمكن من الدخول فيها. وهناك القسم المخصوص بملابس بيضاء ، كما أن الفصل في حصة التربية الرياضية مقسم إلى أسر بأسماء ما زلت اذكرها : أحمد عرابي ، مصطفى كامل ، نبيل منصور ، جول جمال ، محمد فريد ، خالد ابن الوليد. كنت بأسرة نبيل منصور وهو فدائي طفل هاجم معسكرات الانجليز برمي شعل من النار نحو خيامهم. لون الفانلة لبني .أتخرج من المدرسة عام 1963 وأدخل الإعدادي ثم معهد المعلمين بعدها احرز المركز الأول على مستوى المحافظة مع صديقي السيد الخميسي الذي يصبح فيما بعد من رجال الجامعة المبرزين . واختار نفس المدرسة معلما للصف الأول لأزامل اساتذتي وأتمكن من إعطاء حصة " القصة الحركية " ويراها المفتش فيكلم الوزارة وتأتي نخبة منهم لتعميم التجربة على مدارس الجمهورية.
المدرسة هدمت منذ أعوام قليلة وأعيد بناؤها ولم يعد بها حديقة سوى شريط ضيق ولا منحل ولا أجهزة جمباز بل أن النخل قطع في خطوة مؤلمة وتبدد حلمي في أن تعود مدرستي القديمة لسابق زهوها وجمالها وتفوقها لكنها تحولات الزمن وتغيرات العقول وليس هنالك وقت للتحسر . سوف أكتفي بالحلم في ان تعود مدرستي القديمة لسابق عهدها في زمن آخر ، يعيشه احفادي .
من ذكريات الشاعر سمير الأمير:
الفصول مقسمة بملاءات
أنا وعمي فى نفس الفصل
أول يوم مدرسة ١٩٦٥
هو يوم العيد، في الستينات ونحن أطفال صغار، كان بداية من شهر سبتمبر نجهز طلبات المدارس.
نشتري القماش ثم نفصله عند الخياطة، مريلة بيج تيل نادية وشنطة قماش من نفس القماش.
لم تظهر الشنط الجلد وتنتشر إلا قليلا.
كنا نتجمع نحن التلاميذ مع أبناء الشارع، جميعا، كنا تقريبا فى مدرسة واحدة (بنات وأولاد ) فى مدرسة - شجرة مريم - بالمطرية فى المرحلة الإبتدائية ، وصديقتي حنان كانت تسكن في البيت المقابل.
وأضافت صفاء عبد المنعم: فى الليل، نستحم بشكل جيد ونقص الأظافر.
ونعلق المريلة على المسمار وراء الباب ونجهز الشنطة والحذاء الجديد، ونشتري الفينو والجبن الأسطنبولي للسندوتشات.
فى الصباح:
نستيقظ مبكرا مع قرآن الساعة السادسة صباحا. نتناول الفطور ونأخذ السندوتشات فى كيس الشراب.
ونرتدي المريلة الجديدة والشراب والحذاء الجديد ذو اللون الأسود.
ونسير مع بعضنا البعض، الكبير يمسك يد الصغير.
وعند باب المدرسة نلتقى مع أصدقائنا من الشوارع الأخرى ونتبادل الحوارات عن الإجازة الصيفية.
كنت أنا واخواتي نذهب عند جدي فى البلد طوال الإجازة.
فنظل نحكى عن الغيط والزرع والدار والترعة والمواشي.
كنت أحب مدرستي أبلة سميرة، مدرسة الفصل من الصف الأول حتى الصف الثالث.
فى الصف الرابع أصبح لكل مادة مدرس(مدرس اللغة العربية، مدرس رياضيات وهكذا ) وأصبح هناك حصص للموسيقى والتدبير المنزلي والألعاب.
حصة الأشغال
كنت أحب كثيرا حصة الأشغال، وشغلت مفرشا صغيرا لونه أخضر، وفى نهاية العام وضع فى برواز وعلق على جدار المدرسة أمام باب الناظر.
كان ناظر المدرسة الأستاذ محمود الخضري، ويشاء الحظ أنني قابلته فى عام ١٩٩٥ وأصبح رئيس قطاع وأنا مدرسة.
عندما نجحت في الصف الرابع الإبتدائى طلبت أشترى أبي مكأفاة لى شنطة جلد، وأصبحت أرتدي جيب بني وقميص بيج تيل نادية.
فى الصف السادس كنت أعد من التلميذات المجتهدات، وأجلس فى الدكة الثانية، كنت أحب مادة التاريخ واحفظها جيدا.
فى عام ١٩٧٢ تركت المدرسة وذهبت إلى مدرسة جديدة فى المرحلة الإعدادية:
مدرسة المسلة، وأصبحت المدرسة بنات في بنات، وذهب الأولاد إلي مدرسة التحرير.
حصة التعبير
وعندما أصبحت كاتبة كتبت مجموعة بنات في بنات عن هذه الفترة.
فى المدرسة الإعدادية عشقت مادة الرياضيات بسبب الأستاذ ميشيل كان عبقريا يجعل المادة تشبه اللبن الحليب فى سهولتها، وكذلك الأستاذ جمال مدرس التاريخ كان يحب جمال عبد الناصر كثيرا ويحكى لنا عنه كثيرا.
ومدرس اللغة العربية كان يحكي لنا عن النكسة فى ٦٧ وانتصارات أكتوبر فى ٧٣
ومن هنا جاء حبي للغة العربية عن الطريق البلاغة وحصة التعبير.
إرسال تعليق