أسباب ارتفاع أسعار البصل
البصل كان مجانا على الترع وفي الغيطان في قريتي!
أسعار البصل اليوم، البصل كان مجانا في الغيطان ! |
بقلم: هاني منسي
البصل أساسي على المائدة المصرية، ولا غنى عنه، ولا بديل له، البصل من المحاصيل التصديرية المهمة والذي يمكن أن يحقق دخلاً محترماً للمزارع وأحيانا تكون زراعته كارثة للفلاح، كما سأوضح بعد قليل، يستخدم البصل ليس فقط في التغذية لكنه يدخل في الكثير من الأغراض الطبية والتحنيط منذ العصور المبكرة وقد وجد مرسوماً علي معابد قدماء المصريين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، فالمصري القديم عرف قيمته الغذائية منذ زمن بعيد، ويذكر لوفرته ورخص ثمنه في المقولات المأثورة مثل بصلة المحب خروف، ربما كناية وتقديسا للحب، وربما تعبيرا عن قيمته الغذائية التي تعادل خروفا، وتعبيرا عن شيء ثمنه بخس أو للتقليل من قيمة الشيء أو الشخص يقال ميساويش بصلة.
للأسف في الآونة الأخيرة يتراوح سعر كيلو البصل الآن من 25 إلى 30 جنيه للكيلو، أي فاق سعر كيلو المانجو أو العنب، وضعف سعر كيلو الجوافة تقريبا، في مثل هذه الأيام من العام الماضي أو الأعوام الماضية كان يباع من ثلاثة إلى خمس جنيهات على أكبر تقدير، في مثل هذا الوقت كانت تخزن الأسرة المصرية احتياجها من البصل والثوم كأمن غذائي طوال العام، ما الذي حدث لجعل الناس لا تستطيع أن تخزن للعام بأكمله ويكتفوا بسد حاجة اليوم من البصل للطبيخ، لأن البصلة الواحدة يبلغ متوسط ثمنها إلى سبعة جنيهات، عربات الفول التي كانت تقدم البصل مجانا مع الطلبات، لم تعد تقدم البصل إلا في أضيق الحد.
عدت بذاكرتي إلى قريتي الحمام مركز أبنوب محافظة أسيوط، في سنة من السنوات، تركنا المحصول لأهل القرية والقرى المجاورة ليأخذوا كفايتهم من البصل ويوزعوا للأهل والاقارب ووصل نصيب غير القادرين على الحركة إلى منازلهم، ومع ذلك لم يأخذوا أكثر من ثلث المحصول، فتكبلنا عبء قلع البصل ورميه على الترع، ليأخذ منه من يريد، وبالمثل فعل أغلب فلاحي القرية، كانت رائحة البصل تملأ الأنوف وتسيطر على أجواء القرية بالكامل، طبعا تستطيع بكل أريحية أن تتهم فلاحي القرية بالجنون، لو مكانك لفعلت ذلك، لكن أنا شهدت وعشت الموقف بنفسي، سأفسر لك سبب جنونهم الذي تتهمهم به، ببساطة كانت أجرة الانفار لتقليع البصل وتعبئة في شولات ونقله إلى السوق أعلى من سعر البصل في السوق، إذن لو بعت البصل في السوق تخسر أكثر مما لو تركته صيفة، نعم صيفة هو اللفظ الذي يطلق على المحصول الذي تتركه لأهل القرية ليستفيدوا منه دون مقابل، كما يطلق على تجميع ما تبقى من أي محصول آخر بعد جمعه وقبل الشروع في زراعة محصول آخر.
السبب في ارتفاع أسعار البصل، البصل كان مجانا في الغيطان ! |
إذن الفلاحون ليسوا بمجانين أبدا، لكنهم مغلوبين على أمرهم، ما باليد حيلة، واللعبة كلها في يد التاجر والتصدير، في بعض السنوات كان يفتح باب التصدير، فكان الفلاح الذي لديه فدان بصل في هذا العام يكون من المحظوظين، ويحقق مكاسب كبيرة لكنها لا تساوي شيئا بالنسبة للمصدر، فالسؤال هنا من المسؤول عن فتح أو غلق باب التصدير؟
أين التنسيق بين الوزارات
هل هناك مصلحة شخصية أو مصالح مشتركة؟ أين جمعية حماية المستهلك؟ ولماذا لا يكون للحكومة دور للتنبؤ بالمشكلة من البداية واتخاذ الإجراءات للحد من السلبيات؟ وهل هناك درس من البصل للعام القادم وللمحاصيل الأخرى؟ أين مصلحة الفلاح في هذا أو تلك! لماذا لا يتم التنبيه على الفلاحين بزراعة رقعة كبيرة من البصل في العام الذي يحدد فيه تصدير البصل وبالتالي يكون عندنا فائض للتصدير بعد تغطية احتياجاتنا؟ لماذا لا يوجد هذا التنسيق بين الوزارات والمؤسسات في هذا المجال؟ حتى نتجنب ارتفاع الأسعار في الداخل من جهة وإعطاء فرصة ممتازة للتصدير من جهة أخرى، خصوصا أن البصل المصري مميز جدا على مستوى العالم، وأنا هنا أتحدث ليس عن البصل فقط، بل كل منتجاتنا مميزة وبشهادة المتخصصين.البصل المخلل
بالإضافة الى استخدام البصل طازج للطبخ، والسلطة، وفحل بصل مع الجبن والزبد أو البيض، كان كل بيت في قريتي يخلل البصل في برطمانات، وأواني خاصة للتخليل، كما كنا نقوم بشوي البصل في النار، وكان لذيذ الطعم جدا، كنا ونحن صغار بعد انتهاء الخبيز، نستغل الجمر المتبقي لشوي الباذنجان والبصل والفول الناشف، ذكريات لا تنسى.أما البصل، علميا، فهو خضار أوراقه أنبوبية غضة، قواعده تحت سطح التربة متشحمة، مهمتها خزن المواد الغذائية، له ساق قرصية، أسفل قواعد الأوراق الشحمية تنتهي بجذور ليفية. عند نهاية موسم النمو الخضري يخرج منه شمراخ (ساق كاذبة) يحمل في نهايته نوارة تتكون من عدة أزهار نجمية الشكل لونها أبيض. وللبصل رائحة نفاذة مميزة، ويرجع ذلك لكثرة المواد الكبريتية به، والكبريت عنصر الجمال والنضارة، مسؤول عن نضارة وجمال البشرة والعيون والأظافر.
السبب في ارتفاع أسعار البصل، البصل كان مجانا في الغيطان ! |
أنواع البصل
يوجد منه ثلاثة أنواع، هي البصل الأبيض والأحمر وأضحى اليوم نوع ثالث هو البصل الأبيض الناصع غير المصفر، البصل من أقدم الخضراوات المعروفة لدى الإنسان. يتوفر البصل حالياً طازجاً، مجمداً، معلباً، مخللاً أو مجففاً، يستخدم البصل عادة مقطعاً أو شرائح في أغلب أنواع المأكولات مثل الأكلات المطبوخة أو بعض السلطات، يختلف مذاق البصل حيث يكون حاداً وحاراً ذو نكهة قوية أو حلواً وذو نكهة معتدلة.
البصل المخلل
في بعض المناطق يؤكل البصل المخلل كوجبة خفيفة. في الهند مثلاً يعتبر البصل من الأصناف الأساسية في الأكل، لذلك فهو أساسي في المطبخ الهندي. وهو عادة ما يستخدم كأساس للكاري. في المغرب يكثر استعمال البصل في الوجبات والأغذية ويعتبر كذلك كدواء للإغماء. النسيج الموجود في البصل استخدم مؤخراً في الدراسة العلمية للبرهنة على استخدامات المجهر، حيث يوجد في نسيج البصل خلايا كبيرة سهلة الملاحظة حتى في حالات تكبير صغيرة.مسحوق أو بودرة البصل
يستعمل مسحوق أو بودرة البصل في الطبخ للتتبيل. إنه مصنوع من البصل المجفف المفروم، بالأخصّ من الأنواع الحادة مما يجعل رائحته قوية. هناك عدة أصناف من مسحوق البصل:مسحوق البصل الأبيض، مسحوق البصل الأحمر، مسحوق البصل الأصفر، مسحوق البصل المحمص.
فوائد البصل:
الأدلة تقترح أن يكون البصل فعال ضد البرد وأمراض القلب والسكر وهشاشة العظام وأمراض أخرى. يحتوي البصل على مركّبات ضد الالتهاب والكولسترول والسرطان والأكسدة مثل الكورسيتن Quercetin وهو من الفلافونيدات.
يستخدم البصل في مناطق متعددة في العالم لعلاج البثور والتقرحات وفي الطب البديل يستخدم البصل لعلاج الزكام وحمى القش.
البصل والثوم
البصل مثله مثل الثوم من الفصيلة الثومية وكلاهما غني بالمركبات القوية المحتوية على الكبريت المسؤولة عن الرائحة النفاذة والعديد من آثارهم الصحية. هو من النباتات الغنية بالماء وتحتوي على مواد قلوية ويعتبر من النباتات المدرة والتي تمنع تكون الحصى والمليّنة المفيدة لتمشية الأمعاء لما تحتويه من ألياف، كما أنه غني بفيتامين C ويحتوي على القليل من فيتامين A و B كما يحتوي أيضاً على الأملاح المعدنية الهامة واللازمة لبناء الجسم مثل الصوديوم والكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم.يحتوي البصل على ثنائي كبريتيد بروبيل الأليل (بالإنجليزية: allyl propyl disulphide) وهو غني جداً بالكروم الذي يساعد الخلايا على الاستجابة للأنسولين، بالإضافة إلى فيتامين جيم (سي) والعديد من الفلافونيدات وكما سبق الذكر أهمها الكورسيتن.
البصل ومرض السكر
كلما يزيد استهلاك الجسم من البصل، كلما قل مستوى الغلوكوز الموجود في اختبارات احتمال الغلوكوز (بالإنجليزية: glucose tolerance tests) وهو اختبار يهدف منه التعرف على سرعة إزالة الغلوكوز من الدم ويستدل منه على الإصابة بالسكر ومقاومة الأنسولين وأحياناً يستخدم للكشف عن نقص سكر الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia). تقترح الأدلة الطبية والتجريبية أن ثنائي كبريتيد بروبيل الأليل هو المسؤول عن هذا التأثير ويقلل سكر الدم عن طريق زيادة كمية الأنسولين الحر المتاح. يقوم ثنائي كبريتيد بروبيل الأليل بمنافسة الأنسولين وهو ثنائي كبريتيد أيضاً على أخذ المواقع في الكبد حيث يكون الأنسولين غير منشط. ذلك يؤدي إلى زيادة كمية الأنسولين المتاحة لتوجيه الغلوكوز للخلايا مسبباً انخفاض سكر الدم.كما سبق الذكر فإن البصل مصدر جيد جداً للكروم وهو المكون المعدني في عامل احتمال الغلوكوز، وهو جزيء يساعد الخلايا على الاستجابة الملائمة للأنسولين. أظهرت الدراسات الطبية لمرض السكر أن الكروم يستطيع أن يقلل مستويات غلوكوز الدم في حالة الصيام وتحسين احتمال الجلوكوز وخفض مستويات الأنسولين وخفض المستويات الكلية للكولسترول ثلاثي الجليسريدات triglyceride، بينما يرفع مستويات الليبوبروتين عالي الكثافة أو ما يسمى الكولسترول الجيد.
البصل والكولسترول
يؤدي الاستهلاك المنتظم للبصل إلى تقليل مستويات الكولسترول المرتفعة وضغط الدم المرتفع، وهذا يمنع تصلب الشرايين ويقلل خطر النوبات القلبية والسكتات القلبية. هذه التأثيرات المفيدة مصدرها وجود مركبات الكبريت والكروم وفيتامين بي6 والذي يساعد على منع الأمراض القلبية عن طريق خفض مستويات الهوموسستئين العالية وهو عامل مسبب للنوبات والسكتات القلبية.البصل والقلب
البصل هو واحد من الخضروات والفواكه القليلة التي ساهمت في خفض مخاطر أمراض القلب وذلك طبقاً لسبع دراسات، يقلّل الكورسيتن مضاد الأكسدة من حجم وعدد البقع قبل السرطانية (بالإنجليزية: precancerous lesions) في معدة الإنسان.البصل وهشاشة العظام
اكتشف حديثاً في البصل مركب يسمى GPCS gamma-L-glutamyl-trans-S-1-propenyl-L-cysteine sulfoxide والذي يثبط الخلايا الهادمة للعظم osteoclasts. وكلما أعطي الجي بي سي إس أكثر للحيوانات في التجربة كلما قل معدّل هدم العظم وبالتالي يقلل من خطر هشاشة العظام.البصل والروماتويد
وجود العديد من مضادات الالتهاب في البصل تجعله مفيداً في علاج أعراض الالتهاب المصاحبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي والالتهاب الناتج عن الربو والاحتقان المصاحب للبرد. يحتوي كل من البصل والثوم على مركبات تثبط lipoxygenase و cyclooxygenase وهي الأنزيمات التي تنتج البروستاجلندينات والثرومبوكسينات prostaglandins و thromboxanes وذلك يؤدي إلى تقليل الالتهاب. بالإضافة إلى مركبات نشطة أخرى تسمى isothiocyanates أيزوثيوسينات تعمل مع هذه المثبطات لتقليل الالتهاب.البصل والبرد
يعمل فيتامين ج (سي) مع الكورسيتن والفلافونيدات الأخرى على قتل البكتريا المضرة وذلك من فوائد البصل خصوصاً أثناء الإصابة بالبرد. ولكن الإكثار منه يورث الشقيقة والصداع وكثرة النسيان والحساسية.القيمة الغذائية لكل (100 غرام) بصل
الفيتامينات، فيتامين أ معادل.، 0 ميكروغرام (0%)
الثيامين (فيتامين ب١) 0.046 مليغرام (4%)
الرايبوفلافين (فيتامين ب٢) 0.027 مليغرام (2%)
نياسين (Vit. B3) 0.116 مليغرام (1%)
فيتامين بي6 0.12 مليغرام (9%)
ملح حمض الفوليك (فيتامين ب9) 19 ميكروغرام (5%)
فيتامين ب12 0 ميكروغرام (0%)
فيتامين ج 7.4 مليغرام (12%)
فيتامين إي 0.02 مليغرام (0%)
فيتامين ك 0.4 ميكروغرام (0%)
الرايبوفلافين (فيتامين ب٢) 0.027 مليغرام (2%)
نياسين (Vit. B3) 0.116 مليغرام (1%)
فيتامين بي6 0.12 مليغرام (9%)
ملح حمض الفوليك (فيتامين ب9) 19 ميكروغرام (5%)
فيتامين ب12 0 ميكروغرام (0%)
فيتامين ج 7.4 مليغرام (12%)
فيتامين إي 0.02 مليغرام (0%)
فيتامين ك 0.4 ميكروغرام (0%)
معادن وأملاح
كالسيوم 23 مليغرام (2%)الحديد 0.21 مليغرام (2%)
مغنيزيوم 0.129 مليغرام (0%)
فسفور 29 مليغرام (4%)
بوتاسيوم 146 مليغرام (3%)
صوديوم 4 مليغرام (0%)
زنك 0.17 مليغرام (2%)
معلومات أخرى
النسب المئوية هي نسب مقدرة بالتقريبباستخدام التوصيات الأمريكية لنظام الغذاء للفرد البالغ.
المصدر: قاعدة بيانات وزارة الزراعة الأميركية للمواد الغذائية
تحتوي كل حبة بصل متوسطة الحجم (110 جرام)
بحسب وزارة الزراعة الأميركية على المعلومات الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 44
الدهون: 0.11
الدهون المشبعة: 0
الكربوهيدرات: 10.27
الألياف: 1.9
البروتينات: 1.21
الكولسترول: 0
المصادر والمراجع العلمية
ويكيبيديا
السعرات الحرارية: 44
الدهون: 0.11
الدهون المشبعة: 0
الكربوهيدرات: 10.27
الألياف: 1.9
البروتينات: 1.21
الكولسترول: 0
المصادر والمراجع العلمية
ويكيبيديا
إرسال تعليق