محاولة أخيرة للبهجة - عن حصاد محصول الطماطم 



بانوراما أدبية:محاولة أخيرة للبهجة - عن حصاد محصول الطماطم، محمد الكاشف، فن التصوير -نقدفن كتابة القصة- فنون الكتابة- قصة قصيرة، شعر، رواية، مسرح، سينما، دراما، أفلام، أغاني، فنون، مقالات، دراسات، كتب، كتاب.




ذقت وأنا صغير طعم الدهشة على يد أبي، اغترفت من الفرح الذي كان يتلبسني وقت كان يملك من تراب الأرض خبزًا، طاردت به الضحكات والحودايت المُسرسبة، المزروعة منه فيّ قبل أن تهرب بدورها من يدي، وتفر معه إلى الأبد.
عرفت في تنهيد القلوب المحاصرة بطلب العيش، النطق، ذلك المتجول البائس، اللذيذ جدًا بل والرومانتيكي وقت الحصاد لمحاصيل التعب، وقطف ثمار الأرض المصلوبة في عروق يديه.


حصاد محصول الطماطم، فن التصوير - بانوراما أدبية.
محاولة أخيرة للبهجة - عن حصاد محصول الطماطم، فن التصوير - بانوراما أدبية.



بقل وعدسة: محمد الكاشف

كنت استسلم لبعض السعادة المعلقة حول أعناقنا حين كان يأخذني مع أخوتي من الزمن في سيارته إلى نشوة الحصاد، وجني ثمار عمله، بهجة لم أرى مثيلاً لها منذ الصغر، عادت كما لم أعرفها من قبل، في الأيام القليلة الماضية، تجددت فيّ وحضرت وقت أن وقعت عيني على خضار ممتد يعانق صفرة الصحراء المستصلحة ما بين محافظتي الفيوم وبني سويف في سدمنت الجبل الواصلة بينهما، إحدى القرى التابعة لمركز إهناسيا، وهي كلمة مصرية قديمة مركبة من "صا, امنت" وتعني "غرب" وربما يرجع ذلك لكونها تجلس غرب بحر يوسف، الشريان النيلي الماشي فينا دون أن يقصد.


محاولة أخيرة للبهجة - عن حصاد محصول الطماطم، فن التصوير



حقول الطماطم


ثلاثة أيام فيها قمت مع مشاهد تفرض نفسها وبقوة على شاشة عيني بممارسة فعل العيش المفقود، أمومة شكلت اللون الاحمر من هذا العالم الخاطف، زراعات مكشوفة وأخرى متسلقة من الطماطم كالغابات كانت ممزوجة بعرق الأنفار العاملين في جمع بشائر الخير، ثمار المحصول الذي تتخطى مساحته وفقًا لبعض الإحصائيات فى مصر حاجز الـ 50 ألف فدان، لتصبح معه خامس أكبر منتج له على مستوى العالم وفقًا لتصريحات المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر.


حصاد محصول الطماطم، فن التصوير - بانوراما أدبية.

محاولة أخيرة للبهجة


الطماطم التي لا تفارق المائدة، وإحدى محاصيل الخضر المهمة، مرقت من بين الابتسامات والأيدي الأجيرة لتُسكِن في روحي نهم لحب الحياة من بين ثنايا وطأة تفاصيلها الضاغطة، المرسوم فعلها والمؤكد في ملامح وخطوط وجوه من حملوها لتصبح.
هم مثلها، أبناء الأرض ولا شك، نبات شق نياطها بقصص العيش ليثمر أينما بدأ ومتى ذهب، كل وجه فيهم حمل في طياته قصص تخللتها دروب السعي ونحتها الشقاء. 
ليت المرء يعلم بعض تفاصيل الحياة ليبصر.

حصاد محصول الطماطم، فن التصوير - بانوراما أدبية.


الطماطم وفن التصوير


ما يلي محاولة أخيرة للبهجة وتوثيق لحقول زرعت في عيني ظلها دون ترتيب لقاء، أخذتني -دون عمد- مني لأعثر على خطوتي فيها مع عرق الوشوش الكادحة من أجل لقمة العيش في موسم جمع محصول الطماطم في أرض الاستصلاح الموجودة بقرية سدمنت الجبل التابعة لمركز إهناسيا والواصلة ما بين محافظتي الفيوم وبني سويف 2020:



حصاد محصول الطماطم، فن التصوير - بانوراما أدبية.



Post a Comment

أحدث أقدم