قصيدة: بطن الحوت، شعر محمود الشاذلي
محمود الشاذلي
قصيدة: بطن الحوت، شعر محمود الشاذلي |
بطن الحوت
دا ما كانش طوفان ، ولا كان بُركان
لا زَلْزَلِ إسود ،
ولا تَبِّت أبيض في الألوان
إنما بُرهان ..
ودليل مغفول على ضبط آدان
حلم نسجْتُه ف ألف منام
عُمْر وعاش .. في ضلوعي صَهيل !! .
أنا مش "يونس"
أنا شحم ولحم لشئ مخاويه
مين ح يصدق ..
لو بَرّأت الحوت من بَلْعي ،
أو عَصّبْت عيونُه بدمعي
أنا مش يونس
والحوت الشارد مابَلَعنيش !! .
مين ح يصدق ؟!.
أنا شُفْت الفَكْ مَهول
قُلْت أدَقَّق واتْحَقَّق ..
هل يونس سَبَّق واتْسَلَّق ..
أنْياب الحوت المسطول ،
من زوره لجوفه لبطنه اتزحلق ؛
بحثاً .. عن كنز مُخبّأ ،
أو هَرَباً .. من عالَم مخبول ؟!
مين ح يصدَّق ؟! ..
ومين ح يشوفني بعين الشك !!.
أنا من رحم الشُُح طِلِعْت
على صدر المَوّال ؛ حطّيت ، ورضعت
شبّيت ووعيت
في نور الأمل الرنان ،
في رحاب أحاديت " المختار العدنان "
وقَبَضْت بكفِّي المعروق ..
على سيف " أبو ذَر" المخنوق ..
بعباية الليل ،
وشطحت يا عمري سنين وسنين
غنيوة مَطَرَه شحيحه ونَدِّت ..
ع الأسفلت !! .
واتقدِّمْت بعُمري سنين
أطْوَل من كل العُمر ، وشبْت
شريان ممدود : من كَعب " إخيل " ،
من شَفْط الحيل ،
من نَزْف عرايس النيل ..
يوم عُرْس النيل !! .
من يومْها عرفت ، إتأكدْت ..
إنه ما كانش العيد لوفاء ؛
إنما كان داء ..
ورجاء محموم للاستجداء
أو فن فنون الاسترزاق !!.
وعمار متأسس على أشلاء ؛
ومحاوله حميمه ، لئيمه ، يتيمه ..
عديمة الحس ..
لدوام زلزلة الأبيض ..
وسواد الإسْود في الألوان !! .
***
فبراير 2002
ــــــــــــــــــــــ
نشرث في أخبار الأدب - العدد 493 - الأحد 16/5/2002
إرسال تعليق