هوامش على نص "نهد الشمس" للشاعرة هدى عز الدين 


"بانوراما أدبية موقع مهتم بالثقافة والأدب والإبداع والفن: شعر، رواية، قصة قصيرة، مسرح، سينما"


حسين عبد العزيز


  منذ فترة عقدت ندوة فى قصر ثقافة الأنفوشى بالأسكندريةلمناقشة ديونان (أحضان الوجع و بطائن الأدراك ) للشاعرة السكندرية هدى عز الدين .. وقد قام بالمناقشة الشاعر والروائى احمد فضل شبلول و رمضان الحضرى وهشام صيام .


وللشاعرة هدى عزالدين التى تبدع نصا مغاير للمئلوف ..فهى تقدم نصا محفزا للقارئ لكى يتعطى بالتفكير مع من يقرأه من قصائد النثر التى تبدعها الشاعرة التى هى قادرة على تفجير الأسئلة لدى المتلقى .


و نحن سوف نقف أمام نص يدعو القارئ إلى عدم الإستعجال فى قرأته وفهمه ، أى لا يتعامل معه بطريقة او فلسفة وش القفص تلك الفلسفة التى نتبعها ونحن نشترى احتياجتنا من الخضار والفاكهة.


أقول هذا لأن نص الشاعرة نص ملغم ومخادع ويريد عدم التعجل فى الحكم عليه رغم أنه من ظاهره يقول انه نصا واضحا وليس به اى غموض ، نعم هو كذلك لكن الشاعرة تستخدم اللغة الصوفيه عاليه التركيز والتكثيف والتى تحيل كل شئ الى الأنثى ، أى كل شئ فى الصوفيه هو انثوى ، و هنا لبد أن نذكر إسم هذا العنوان الضخم للصوفى الكبير جلال الدين الرومى " الانثوى المعنوى " ونحن سوف نتعامل مع النص من تلك الزواية ، فقد كانت الشاعرة موفقه فى بناء نصها بصورة او بطريقة صوفيه صرف ، بداية من العنوان


الشاعرة هدى عز الدين
هدى عز الدين

( نهد الشمس
يغنى للعشق والوفاء
ونسى أن الوقار
لا يليق بالليل الأحمر
أيها القيثار ما أنا وترا
من أوتارك
ولا نغمة حزن من صوت المجاز
انا العجز فى حديقة حب
أنا بكر فى الشيوخ
وقمر سقط من جيب شمس
أنا عانس ترضع وليدها
وانت وليد يلهث خلف نهودهن )


إن النهد فى القصيدة له معنى أكبر وأعظم مما يتبادر إلى الذهن ، لان النهد هو سر حياة الطفل ( ونحن جميعا كنا أطفال ) والذى منه يستمد قوته على الحياة ، ومن خلاله يتعلم ويفهم كيف يسد رغباته الملحة ، وتستمر تلك الرغبات ملازمه للرجل حتى مماته ، ونفهم من هذا ان الرجل وجد لكى يكون محتاجا لشيئا ما .


والنهد يمكن أن نرفعة من القصيدة لنضع مكانه "النهر " اى نهر لكنى سوف اركز على نهر النيل الذى هو أهم نهد لنا جميعا فى مصر ، وعدم وجودة أو تخيل عدم وجوده فقط يذُهب بالعقل ، ويصبنا جميعا بالهلع والهبل ، وهذا يعنى فقدان العقل ، ومن هنا نعود الى النهد الذى إن فقدناه يصيبنا جميعا بأمراض جد خطيره ، لذا نجد الأطباء يدعون الأمهات الى أهمية الرضاعه الطبيعة .
وأيضا لأ يمكن تخيل ان يتزوج رجلا ما امرأة بلا اثداء .واظن وبعض الظن صدق ان سر النهود لن يحل وسوف يبقى أبو الاسرار كلها .


كذلك فى تلك القصيدة التى ابدعتها الشاعرة "هدى عز الدين " فهى ما بين الرمز والسيريالية والوضوح والتبسيط قدمت لنا نهد الشمس


Post a Comment

أحدث أقدم