عادل سعد يروي: حكايتي مع الجلطات
عادل سعد يروي حكايته مع الجلطات ويطمئن أحبائه. |
الكاتب والصحفي عادل سعد
كتب الكاتب والصحفي عادل سعد، عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وعضو اتحاد الكتاب على حسابه الشخصي، الفيسبوك، ليطمئن الأصدقاء الذين منعوا من زيارته في الفترة الأخيرة، حيث حجز في المستشفى الأنجلو والفرنساوى والمقاولون العرب أثر تعرضه لمجموعة من الجلطات، وكانوا يتابعون أخباره دون الزيارة والتي كانت غير مجدية له ولهم في ذلك الوقت، لكن كان معه الأصدقاء المقربين لحظة بلحظة، استطاع عادل سعد أن يتذكر معظمهم، ولم يستطع أن يتذكر البعض الأخر بسبب المرض، المهم الان هو عودته لنا بالسلامة، وربنا يكمل له الشفاء السريع العاجل إن شاء الله.
كتب عادل سعد قصته مع المرض كالتالي:
شكرا لكم.. تعرضت لأزمة صحية ثلاث جلطات دموية قاتلة يشاء القدير أن أنجو منها وأن تذوب بفضل الله و جهود الأطباء ومحبة الأصدقاء.
كنت عائدا من ندوة بنقابة الصحفيين يوم السبت متعباً عندما قررت أن آكل طبقا من المكرونة وأنام بالشورت والفانلة الحمالات بجوار الشباك في الدور الثالث عشر.
في الرابعة والنصف صباحاً صحوت على صاروخ من برد يخترق أذني وزلزال من الحمم في بطني وزغللة في الرؤيا لدرجة عدم القدرة على الوصول للشباك وبمجرد أن حاولت النهوض خرج من بطني أكل عشر سنوات فاتت ،ولم استطع التحكم في شيء سوى سلة مهملات كنت ألقي بداخلها المناديل بجوارى، دفنت بها رأسي لأتقيأ كل ما في جوفي ،وكلما إنتهيت أسقط على السرير مجهداً من شدة القيء والعرق!!.
ثلاث ساعات حتى جاء الصباح ، وأنا عاجز تماماً حاولت أن اشرب من زجاجة بجواري فتقيأت في الحال ، وأمسكت بالمحمول لأستنجد بأحد ، لكنني عاجز عن رؤية الأرقام وحاولت أن افتح الرقم السري بلا جدوى.
في السابعة والنصف دق التليفون وأنا لا أعرف من المتصل لإنني عاجز عن الرؤية ضغطت وجاء صوت الصديقة العزيزة جيهان الديب ..عدوول إنت صاحي؟
قلت :لها إلحقينى أنا على وشك الموت واشعر بمباديء شلل في قدمي ويدي.
قالت : سأصل إليك خلال ربع ساعة إنزل وافتح الباب.
قلت : أنا عاجز عن الحركة.
قلت : لا، أرمى نفسك من على السرير وإزحف للباب وإن لم تصل سأكسره عليك.
زحفت وسط رأس زائغة وجدران تنهار فوقي ووصلت بعد ربع ساعة من التدحرج على الأرض لأتمكن من فتح الباب وأضع كرسياً خلفه لتجدني
وجدتني وإبنها أحمد والبواب ساقطا في الصالة!!
حملتني جيهان داخل سيارتها يقودها أحمد إبنها وإنتابتها هيستريا بكاء خوفاً أن أموت
سألتني أن أدلهما على الطريق ، وكنت عاجز النظر ودخل أحمد المعتاد عل شوارع الزمالك في متاهات القلعة وشارع محمد على والجي بي أس يشير أن أمامنا ساعة إلا ربع للوصول
توقفتا بالمصادفة أمام صيدلية طلبت من صاحبها حقنة هيبارين وطلبت أن يعطيني إياها فوراً
كنت بدأت أشعر بأعراض شلل في الساق
أعطانى الحقنة وإجتاحنى تنميل حاد أخذ يتمدد حتى شمل كل جسمي ، وأصبحت عاجزاً عن التنفس ، ..ثوان ثم زالت الأعراض ومعها الشلل
وصلنا مستشفى الأنجلو المجاورة لبرج القاهرة بالجزيرة وكانوا بانتظارنا على الباب بكرسي بالطوارئ مع الدكتور أيمن فؤاد مدير المستشفى ودخلت مندفعاً لرسم القلب ورسم المخ.
قال : الدكتور لا يوجد شيء ؟ ..ماذا جرى ؟.. حكيت ما جرى فقال أنت عملت مغامرة خطيرة كان يمكن أن تودى بحياتك!!.
لكن دعنا نلجأ للرنين المغناطيسي لنقرا ما فعلت الحقنة.
جيهان حكت ما شهدته فى رحلة نقلى ..قال لا.. لابد من رنين مغناطيسي
أظهر الرنين مرور ثلاث جلطات قاتلة كلها ذابت باستثناء واحدة صغيرة جداً اتجهت نحو المخيخ وثبتت هناك!!
وُضعت في الإنعاش تحت مراقبة كل نصف ساعة للضغط وسيولة الدم والسكر ونبضات القلب
كنت أظنني سألجأ للمستشفى ساعة وأعود وتبين أن بقائي تحت الملاحظة يومين إجبارياً وتسرب الخبر!!
بعد ساعة وجدت الأستاذة دعاء النجار ، والأستاذ أيمن عبد المجيد ساعة عضوا مجلس النقابة فوق رأسى ، وبعدها وصل معاً الأستاذ خالد البلشي ،نقيب الصحفيين ،الأستاذ جمال عبد الرحيم ،السكرتير العام، ثم حضر صديقى أيضاً الأستاذ محمد خراجة ، عضو المجلس وأمين الصديق ومعه علبة شكولاتة.
كنت من الإجهاد تقريباً على الكرسي لا أري لكنني ألمح وجوه أحبتي وأصدقاء العمر الكتاب الصحفيين الأستاذ الفنان محمود الشيح، والأستاذ سعيد جمال الدين ، والأستاذ جمال أبو عليو والأستاذ أحمد نجيب ، والأستاذ أحمد بحور" الذى دس في يدي أوراقاً إتضح إنها بعض مئات من الجنيهات "، والأستاذ حامد ذهني والذى أحضر علبة شيكولاته فاخرة أنقض جميع الحضور عليها فى وقتها ، ولم ألحق منها سوى واحدة بالعافية .. وبعد ساعتين كنت في الإنعاش عندما عرفت أن أسيوط والأهل على الأبواب.
ظهر في الأفق شخص آخر كنت للأسف لا أعرفه وهو الأستاذ محمد الجارحى، عضو مجلس نقابة الصحفيين ، رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية والصحية ، والذى لم يتركني لحظة وتابع كل صغيرة وكبيرة وكان يجلس خلفي كإنني واحداً من أهله.
بعض الناس لا أعرف كيف أصفها مثل الأصدقاء الكاتب الصحفي الأستاذ أسامة سلامة ،والكاتبة الصحفية الأستاذة والابنة العزيزة رابعة الختام.
بعد شهر في العناية المركزة بالأنجلو والفرنساوى والمقاولون العرب تأكد أن نصفى الأسفل سليم تماما يمكنني أن أجري وأقفز ..المشكلة في مرور الجلطات على الدماغ وآثارها.
كنت أرى الناس إثنين فوق بعض..، وأمكن علاج ذلك لكن مازلت عاجزاً وأفتقد جزء من مهارتى عن تلعيب الحواجب ،والغمز ،والابتسام ،وهي مهارات ضرورية فى هذه الحياة.
عموما أنا غارق وسط فاتنات الصعيد يا عمو ويا خالو وصواني السمك والكوارع والعكوة والكعك والكيك.
ملحوظة هامة أخيرة
• أشكر كل الزملاء والأصدقاء والأحباب الذين سألوا عنى بكافة الطرق ونقل أصدقائى سؤالهم ومشاعرهم النبيلة عنى ولأنهم كثيرون ، فأتقدم للجميع بالشكر والتقدير والعرفان متمنياً للجميع دوام الصحة والعافية.
• نشرت الأهرام حواراً معي قبل سقوطي بيوم حوار جميل شكراً لجريدتنا المحبوبة والقديرة الأهرام ولجميع الزملاء بها.
• ضخ المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام مبلغاً في حسابي بالبنك فشكرا للمجلس على هذا الدعم.
• شكراً لنقابتنا التى ستظل عوناً وحصناً حصيناً للصحفيين على ما قامت به تجاهى خلال أزمتى الصحية، فقد تحملت النقابة العريقة الجانب الأكبر من هذه الأعباء الضخمة .. فالشكر واجب لجميع أعضاء المجلس الموقر وخاصة للأستاذ محمد الجارحي والأستاذ خالد البلشى ، نقيب الصحفيين .
• أخيراً أخبرتني الدكتورة الموهوبة أمل بيومي أستاذ الأدب الزنجي بجامعة الخرطوم بإنهائها من ترجمة رواية "الكحكح" الفائزة بجائزة الطيب صالح العالمية للرواية للإنجليزية.
تمنياتي لكم جميعاً بالصحة والعافية
أحبكم جميعاً فى الله ولله
وأراكم إن شاء الله تعالى على كل خير
الكاتب الصحفى والأديب والروائى
عادل سعد
عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين
عضو إتحاد الكتاب
رئيس تحرير الهلال الأسبق
الف حمد لله على سلامتك قلوبنا معاك
ردحذفإرسال تعليق