هوامش على مجموعة العازف 

غادة صلاح الدين ونظرة على ابداع المرأة !


هوامش على مجموعة العازف ل / غادة صلاح الدين ونظرة على إبداع المرأة !
هوامش على مجموعة العازف ل / غادة صلاح الدين ونظرة على إبداع المرأة !




كتب / حسين عبد العزيز

قبل النظر في مجموعة القاصة غادة صلاح الدين ، يجب علينا أن نعود إلى الخلف قليلا ، بمقدار عقدين من الزمن ،لننظر إلى إبداع المرأة قبل النت والفيس خصوصا ، حيث كان إبداع المرأة منصب أساسا على البحث عن الذات في ظل وجود سلطة غاشمه هي سلطة الأب ، الزوج ، المجتمع ، كما في رواية الباب المفتوح للطيفة الزيات ، حيث كانت محاولات البطلة هي ان تقول للمجتمع بكل أنواعه واطيافه "انا موجوده " وأنا قادرة على أن أفعل فعل الرجال ..تقول ذلك من موقع الدافع عن الذات في مواجهة شرسة من الرجال ، وهنا اكتشفت لذه قول "لا " ونحن لا يجب ان ننسى ما كان يصدره بعض الرجال من ان الرجل ليس ملزما أن يصرف على زوجته من مأكل ومشرب وان ماتت فليس مطلوب منه ان يتكفل بمصاريف الدفن ، فردت هي " أي المرأة" عليه بان قالت بكل صوتها العالي والمجلجل "بانه يجب أن يدفع ثمن أي خدمه تقوم بها في البيت وله "

لكن لم نسمع بعد دعوه أو طلب دفع ثمن الصفاء النفسي الذى يمنحه وجود المرأة في حياة الرجل .
أقول هذا لكى أوضح مدى العبث الذى وصلنا اليه .. هذا العبث الذى يكاد يفسد العلاقة بين الرجل والمرأة ، او بمعنى أوضح وأدق العلاقة بين الرجل وزوجته .

ومن تلك النقطة نذهب الى " العازف " مجموعة القاصة غادة صلاح الدين و هي أول اصدارتها ، وهى تقدم نصوصها من منطلق انها تحاول ان تشكل المجتمع والواقع الذى تعيش فيه ، حسب نظرتها إلى الأشياء والحياة ذاتها ، أعنى أنها تقول انا موجده ولى رأى ، ليس من موقع الدفاع عن الذات كما كنا نجد قبل النت والفيس الذى سهل الإبداع للمرأة بصورة غير متوقعه. ولكن من موقع التعامل مع الذات ورفع شئنها .

ففي النص الأول الذى قرأته أكثر من مره لما احسست أن به شيئا لم أصل اليه أو لم أفهمه أو استوعبه ، وهو عن كورونا و عن القلق الذى سيطر على الجميع والكل لا يعرف رأسه من قدميه كما يقول المثل وسلمى بطلة النص ، في حيرة من نفسها وفجأة يظهر عازف الجيتار الذى اظنه مقحم على النص لأنه ليس من تراثنا او من ثقافتنا ، وكان يمكن للقاصة ان تأتى لنا بالآلة التي تعرف باسم بالبيانولا أو الربابة تلك الاله الموسيقية التي كانت تسعدنا ونحن صغيرا أو ونحن كبيرا ، وما زالت الى الان لها سحرها عندما نراها في احد الأفلام القديمة . فلو كانت القاصة جعلت العازف يحمل البيانولا أو الربابة ويلف في الشوارع ليسلى نفسه والناس فتنسى الناس المحنه وتتفاعل معه ويلهو الأطفال معه .. هنا نجد أن القاصة قد مزجت الاصالة مع المعاصرة لتتحدى الكوارث التي تهل على رأس الانسان..

ونكتشف قيمة وعظمة الفن التي لا تظهر إلا مع المحن التي تواجه الإنسان على مر تاريخه الطويل وفى كل حياته العامة والخاصة ، فالفنان لا يكون له وجود إلا مع المحن التي يجد نفسه فيها أو تُفرض علية كما محنه حزيران ٦٧ . وهذا الجهاز الذى اسمه البيانولا هو الذى كان يحمله عبد المنعم مدبولي في بداية مسرحية " ريا وسكينة "

وبعد هذا نجد نصا اسمه "وابور الجاز" الذى لم اكن أحبه بسبب (الوش) الذى كان يحدثه لكنه كان أحد أوجه الحياة المترفة لأنه أتى أو ظهر ليحاول التقليل من الاعتماد على الكانون الذى يتم الطبخ علية ، كما قدمه لنا المخرج الرائع صلاح أبو سيف في فيلم " الزوجة الثانية "

ونفهم هنا أن القاصة تستعيد مشاهد من الذاكرة لتبنى نصوصها وفى المقابل نجدها تبنى نصوصها من خلال مشاهد حياتيه نحن جميعا نراها ونتعامل معها ونعيشها أيضا ، لكننا لا نقدر ان نعبر عنها لأنها تريد عين فنان وقلم مبدع لكى يصوغ تلك المشاهد في نصوص كما يصيغ الجواهرجي حبات العقد في خيطا واحد فيقدم لنا عقدا غالى الثمن والقيمة..

فالقصة القصيرة تعبر عن كاتبها وعن ثقافته ،، بعكس الرواية التي تعبر عن شخوصها ،
ومن هنا نجد نص " عريس فى الخيال " وهو عن أرمله تعانى الوحدة كما أي رجل أرمل يعانى هو الآخر الوحدة وويلات الحياة دون انيس و جليس .. وفى هذا النص تكتشف الأرملة ان حياتها لا قيمه لها دامت خاليه من الرجل ، وفى تلك اللحظة اكتشفت المرأة أهمية الزوج " الرجل "في حياتها . فقد كانت لا تتوقف عن مهاجمته ، وعلمت وفهمت انه لا يمكن للحياة ان تكون حياة بدون رجلا ، وأيضا بالنسبة للمرأة لا يمكن للحياة أن تكون حياة إلا بدون المرأة ، كما الرجل الذى يعلم تلك الحقيقة علم اليقين .
وفى نص دليفري.

سوف نكتشف أن الأم أخذت تفكر بطرقة متقدمة او على حسب الطريقة الأميركية ، والمعروفة " بالبرجماتية " أي حسب مصلحتها وليس حسب عواطفها . كما العرب ، فهي قد تنازلت عن حضانة أولادها لأبيهم حتى تحرق دمه أكثر وتعيش هي في ظل إفساد حياته .

Post a Comment

أحدث أقدم