الكتاب رحلة سفر
ليلى حسين
الكتاب هو المفتاح السحري للمعرفة والفكر و العلوم والإبداع ، بقلم ليلى حسين. |
الكتاب هو المفتاح السحري للمعرفة والفكر و العلوم والإبداع.
القراءة هي مصباح علاء الدين السحري لتنمية الذكاء و المعرفة و خلق الشخصية الإبتكارية الواعية في كل مجالات الحياة ، من هنا كان الكتاب جواز سفر إلى الحضارات والعقول والثقافات الأخرى و متعة روح هو النواة الأساسية لتقدم الفكر الإنساني والبشرية.
القراءة حق مشروع
تنازلت الأمة عن حقها المشروع في القراءة و إثراء العقل والروح منذ سنوات فكان نصيبها التخبط و الجهل ، فقد التعليم الجيد أهميته و أثبتت المنظومة التعليمية والقائمين عليها فشلها الذريع فكانت المحصلة طلاب لا يجيدون القراءة والكتابة فكيف يجيدون التفكير وحسن الإدارة و إدارة الأزمات هؤلاء الطلاب هم أنفسهم الذين مروا بالواسطة و الرشوة والغش عبر سنوات الدراسة المختلفة وحصلوا على شهادات و تقلدوا مناصب هامة عليا في التعليم و الإعلام والوزرات المهمة ، إذ تولى زمام الأمور صفوة الأغبياء.
متوالية السفهاء مستمرة ولم يظهر بعد العقل الرشيد الفارس لكي يوقف عجلة التردي التعليمي و العلمي و الفكري لنتقدم خطوة واحدة ، لينقذ ما يجب إنقاذه .. زاد الأمر سوءاً " الميديا " التي سرقتنا جميعا من الكتاب الورقي الذي تربينا عليه و نال احترامنا من الطفولة المبكرة و على امتداد أعمارنا.
ذكريات مع الكتاب:
أتذكر " المكتبة الخضراء " و "كتابي" و إصدارات "دار المعارف" و عبارة جميلة تذيل الكتاب "خذ المعارف من دار المعارف" و كتب نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس و يوسف السباعي وغيرهم من قامات الإبداع.
الكتاب كان زهيد الثمن و الأهل و المعلمون فيما مضي يحرصون على تنمية الذات و المهارات لدى الجيل ، المجلات الأسبوعية لعبت دورا في كل دار والجرائد اليومية كالطعام و الشراب ، المكتبة كانت أساسية في كل بيت.
مشروع مكتبة الأسرة كانت آخر عهد جميل لأولادنا بأسعاره التي لم ترهق ميزانية أي أسرة متواضعة الدخل.
حاليا المكتبات و محتوياتها آلت إلى بائعي "الروباببكيا".. الكتاب كان له قيمة في كل البيوت و مكتبة المدرسة وتحت الوسادة خير صديق و جليس.
تربى ابني على حب الحرف و عشق الكلمة و القلم فكان يجيد القراءة و الكتابة والرسم قبل عمر المدرسة. و في مرحلة الثانوي تبدلت أحوال المدرسين و الواقع فانحدرت المؤسسة التعليمية بشدة و تغير أسلوبه الحياتي لكن بفضل الله لم يتمرد على الكتاب في المطلق ، لكنه تمرد على الكتاب المدرسي القميئ و هيكل التدريس الغبي.
أفكر و أتعجب الآن ، كيف تقرأ الأجيال في مجتمعاتنا و هي لا تجيد التعامل مع حروف التهجي وعلامات التشكيل .. هناك أساتذة في مواقع مهمة لا يفرقون بين "الذال و الزاي" أو "السين و الثاء و الصاد" و "القاف و الكاف".
القراءة و الإعلام
أما الكارثة العظمى ظهور النساء على نوافذ الإعلام والفضائيات من باب الوجاهة الاجتماعية و الجهل ينطقون "الطاء تاء" و كأن ال "طاء" وصمة عار ، أما مصر فيكتبها " أولاد ذوات الأربع" كما ينطقونها في منتدياتهم "ماسر" ! .. وسائل التواصل تشهد على ما اعترى الواقع من قبح و خيبة و جهل.
أسعار الكتب
ارتفعت أسعار الورق و اسعار الكتاب بشكل جنوني لا يتناسب مع دخل الفرد .. الكاتب الذي كان يطبع في الماضي من مؤلفه خمسة آلاف نسخة على الأقل ، اليوم يعهد بالمتن لأي جهة تطبع له مالا يزيد عن مائتين نسخة توزع على النقاد والأصدقاء ، ليس هناك من يشتري و لا من يقرأ و ربما أيضا من لا يدرك و لا يفهم.
هل هناك حكومة تخلع عباءة الغباء و تعيد ترتيب أولويات الشعب وتمنحه حق الحياة الذي يليق بحضارة الأجداد ؟!
اهتم الولاة في البهية الوطن ببناء الجسور العبقرية والمساجد الفخيمة والكنائس الفارهة بينما الخراب يحتل العقول و التفاوت الاجتماعي الشاسع يقهر النفوس.
الكتاب وتقدم البشر
هل يتقدم بناء البشر و كينونتهم على الحجر ؟!
هل يظل الوضع قائما في متوالية التردي لنتحول بفعل هيمنة الميديا إلى كائنات ممسوخة أو في أفضل الأحوال جاموس وبقر ؟!
ليلى حسين
حرف على الهامش
إرسال تعليق