طيران، قصة قصيرة ل. سارة الليثي، بانوراما أدبية، فن كتابة القصة
بانوراما أدبية:طيران، قصة قصيرة ل. سارة الليثي، بانوراما أدبية، فن كتابة القصة- فنون الكتابة- قصة قصيرة، شعر، رواية، مسرح، سينما، دراما، أفلام، أغاني، فنون، مقالات، دراسات، أقلام، كتب، كتاب.
قصة: طيران
سارة الليثي
يا فشلَّة، يا فشلَّة...
أفزعني هذا النداء وسحبني عميقًا إلى ذكريات طالما حاولت نسيانها: مجموعة من الشياطين يلاحقون فتاة صغيرة مكتنزة، تختبئ منهم خلف سلال المهملات وفي دورات المياه، حيث تقضي يومها في البكاء، وتعود إلى منزلها بعينين حمراوين تحاول أن تداريهما خلف كتبها المدرسية، جربت كل شيء: الإقلال من الطعام، ممارسة الرياضة، تناول الأدوية، ولكن لا فائدة، أخبرني الأطباء أن هناك خللاً في الغدة الدرقية لن يسمح لي أبدًا بخسارة الوزن.
أفقت من سيل ذكرياتي على احتكاك السيارة أسفل مني بأرضية الشارع!
كل ما تركبي العربية أوديها تصليح، شوفي لك حل في وزنك ده.
يا فشلَّة، يا فشلَّة...
فيما مضى كان يتغزل في وزني، كان يراه ميزة مضافة إلى مجموع ميزاتي، وكلما تحاذينا بمكان لا يتسع لمرورنا معًا انتهز الفرصة للالتصاق بي ومغازلتي، تدريجيًا انقلبت كل مزاياي في عينيه لعيوب، وكان على رأسها وزني الزائد، تخبرني أمي أن الإنجاب هو الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى في زواجنا، وجود طفل بيننا سيجعلني أسترد حبه واهتمامه مرة أخرى.
في تكيس على المبايض، محتاجة تخسري وزن عشان يدوب وتقدري تخلفي، الحمل هيبقى صعب جدًا بالوضع الحالي.
يا فشلَّة، يا فشلَّة...
لا زالوا يلاحقونها بنفس الزفة وهي تحاول الإسراع للهروب منهم.
بيب بيب، يا فشلَّة...
الزحام خانق على الكوبري، لا أحد يتحرك من مكانه، والحرارة آخذة في الارتفاع، أشعر بالاختناق، طبقات الدهون في جسمي تحجب عني الهواء، أحتاج لبعض الأكسجين، أحتاج أن أتنفس!
رايحة فين يا مجنونة؟ الكوبري هيفتح ومش هستناكي!
لا تنتظرني، سأطير!
إرسال تعليق