ذكرى، قصة قصيرة بقلم: عزة عثمان
"بانوراما أدبية: ذكري، قصة قصيرة بقلم عزة عثمان-نقد- فن كتابة القصة- فنون الكتابة- قصة قصيرة، شعر، رواية، مسرح، سينما، دراما، أفلام، أغاني، فنون، مقالات، دراسات، كتب، كتاب.
قصة: ذكري
يمشي بثقة تلامس السماء، طاقة متحركة على قدمين، ناجح، ثري، لم يضيع وقته هباء ولكنه وحيد يعاني، يملك كل شىء، وكل شئ ينقصه، زوجته وأبنائه لهم حياتهم الخاصة، منذ زمن يعيشون في نواديهم ومع أصدقائهم
ذكرى، قصة قصيرة، بقلم :عزة عثمان |
بقلم: عزة عثمان
والعيش في البذخ الذي يربطهم به فلا أحد يهتم به لقد تحول إلى خزانة كبيرة، فهو حتي لا يستطيع أن يعرف امرأة أخري، فلا وقت عنده لا لزوجته أو لآخريات، حياته كلها صفقات وحسابات مصرفية وعقود، وأصبح يسير في قالب لا يستطيع الإفلات منه، ولكنه كان يملك قصة قديمة تثير في نفسه حنين وتشعره بدفئ، ابقاه حيا يتنفس حتي الآن، قرر أخيرًا أن يترك كل ذلك وينعم بالراحة ولو لبعض الوقت بحثًا عن قصته القديمة التي لم تنطفئ حرارتها في داخله
بعد استعد للرجوع إلى قريته للبحث عنها فهي حب عمره إنه الجنون محتمل أن يذهب ليجدها تزوجت وانجبت الكثير من الأبناء والأحفاد أيضا هذا مؤكد بلا شك فتركه لها في الماضي كان جريمة لكنها الظروف والعقل عندما يتحكم تعددت الخيارات وهو اختار وانتهي الأمر.
وصل إلى قريته وقارب النهار نهايته لا أحد يعرفه والناس ينظرون له في ريبة واستغراب، ذهب إلي مكان بيته القديم فوجده عمارة شاهقة إنهم خمس وعشرون عاما يتغير كل شئ أمام سطوة الزمن حتي ملامحه القديمة لم يعد يراها في مرآته فما بالك بالاماكن والبيوت، دعا الله أن يكون بيتها موجود وان تكون مازالت فيه من وقت نزوله للقرية وهو يسأل نفسه ماذا سيفعل إن قابل زوجها أو أحد ابنائها كيف يطلب أن يراها ولكنه قرر أنه سوف يراها مهما حدث.
يريد أن يلقي نظرة على ذكرياته ويطمىن أنه مازال هناك ثم يعود أدراجه مرة أخرى فإن رؤيته لها مرة واحدة سوف تهبه بعض الحياة قرر أنه سينتظر أمام بيتها ليسأل أول الخارجين عن أخيها الذي يعرفه جيدا ويحدث ما يحدث، أنه أتى ليراها ولن يتراجع ابدا، وسار في نفس الطريق الطويل الذي ينتهي ببيتها سيمر علي الجسر الصغير الواصل عندها ما أجمل رائحة الهواء هنا أنها ترد الروح في أوصاله يسير في وسط الهدوء وهو مغمض العينين يريد أن يفاجئ نفسه.
فتح عينيه فجأة لكنه لم يجد شئ لا بيتها ولا حتي اطلاله في المكان تمالك نفسه، وسأل عابر عن البيت والساكنين فقال له لم يعد هنا اي بيت، والساكنين رحلوا منذ زمن، ذهب إلى مكان البيت وجلس على حجر هناك يتلمس رائحتها نزلت العبرات من عينيه لكنه قام ليغادر في النهاية ويعود لحياته إنما هي أوهام عاشها فقد ولي زمانه وبيته وحتي عبير الذكريات لم يعد له.
إرسال تعليق