"طالبان الحركة والإمارة"



كتاب "طالبان الحركة والإمارة" لمحمد يسري، جديد أم الدنيا للدراسات.


كتاب "طالبان الحركة والإمارة" لمحمد يسري، جديد أم الدنيا للدراسات
كتاب "طالبان الحركة والإمارة" لمحمد يسري، جديد أم الدنيا للدراسات


كتاب "طالبان الحركة والإمارة" لمحمد يسري، جديد أم الدنيا للدراسات

- كتاب قيّم من ٥ فصول، وتحليل ممتاز، عن ظروف صعود وسقوط ثم عودة صعود حركة طالبان في أفغانستان، تلك الحركة العجيبة التي تعيش في العصر الحجري ورغم ذلك نجحَت في هزيمة أكبر قوتين على سطح الكوكب، ولو كانت حركة تحرر وطني لدخلَت التاريخ من أوسع أبوابه، لكن للأسف العقل الظلامي يبقى ظلاميا لا مستقبل له حتى لو هزَم أمريكا!

- يرى المؤلف في الفصل الخامس والأخير أن الحركة هي "الوريث الشرعي" لتنظيم الشرعي، بينما رأيي الشخصي -ولست باحثا سياسيا ولا متخصصا- أن الحركة "ابتلعت" التنظيم، حيث لم يعد له وجود أو تأثير فِعلي، فقد انضوى تحت جناحها بشكل كامل.

- صفحة ١٥٩.. يذكر المؤلف أن مقتل الظواهري يدل على وجود "خيانة" بين صفوف طالبان، أرشدت الأمريكان إلى مكانه. أعتقد أن هذه مسألة صعب التكهن بها، ربما كان عميلا للأمريكان قد رصده، خصوصا أنه تغابَى وأقام في الحي الدبلوماسي، معتمدا على أمان زائف بخروج الأمريكان، وهو حيّ شهير، ومن السهل ملاحظة وجوده فيه، كما أن التكنولوجيا الآن وصلت إلى درجة مخيفة قد لا ندركها، ربما رصدوه عن طريقها فقط.

الفصل الأول: السياق الجغرافي والتاريخي والديني.


- أفغانستان دولة حبيسة، ليس لها حدود بحرية، تشغل الجبال ٧٠/ من مساحتها.

- ٧٠/ من سكانها مسلمون سنّة، على المذهب الحنفي، والباقي شيعة إثنى عشرية من طائفة الهزارة.

- الشيخ سميع الحق.. زعيم جمعية "علماء الإسلام" في باكستان، والملقب ب"أبو طالبان".

- جماعة "سباه صحابة" (جيش الصحابة).. جماعة مسلحة نشأت في باكستان ١٩٨٥ ردا على تمدد النفوذ الشيعي في باكستان بعد الثورة الإيرانية، وقامت بهجمات كبيرة ضد الشيعة في العقود الأخيرة.

- قبائل البشتون.. الفصيل الأكثر تأثيرا في أفغانستان، وهي الحاضنة الاجتماعية الأساسية لحركة طالبان، وتشكّل ٩٠/ من الحركة.

- الطاجيك.. الجماعة الإثنية الثانية بعد البشتون، على عداء مع حركة طالبان، وتعاونوا مع الأمريكان والائتلاف الدولي ضدها.

- ١٧ يوليو ١٩٧٣.. انتهى الحكم الملَكي في أفغانستان، إثر انقلاب أبيض لرئيس الوزراء محمد داود خان، لكن محاولاته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي باءت بالفشل. 

        * * *

الفصل الثاني: طالبان الحركة والجماعة.


- لا توجد خطوط واضحة للتطوير الحكومي لدى طالبان، ولم تبادر إلى حل قضية ضرورة ارتداء الزيّ العسكري للقوات المسلحة والشرطة، والنتيجة أن استغل بعض الأشخاص هذا الوضع، وصاروا يؤذون الناس باسم الحركة.

- الاعتقاد بأن الحكومة الباكستانية وراء إنشاء حركة طالبان أفغانستان غير صحيح، هي نشأت بسبب انتشار المدارس الدينية، التي كانت بيئتها الحاضنة، حيث قامت بمطاردة اللصوص وقمع خاطفي النساء ومحاربة تجارة المخدرات، ونجحت في فرض الأمن، مما أكسبها شعبية واسعة، فالناس ضجت من الانفلات الأمني المتواصل لسنوات طويلة، فانضمت الولايات تباعا، سواء طواعية أو بعد قتال قصير، وهو ما يفسر السهولة التي اكتسحت بها طالبان أغلب الأراضي الأفغانية في عامين فقط من ظهورها.


الفصل الثالث: الصعود الثاني لطالبان.


- بدأت ملامح العودة القوية لطالبان في ٢٠١٣، حينما افتتحت مكتبا سياسيا في العاصمة القطرية الدوحة، باسم "إمارة أفغانستان الإسلامية"، بموافقة الإدارة الأمريكية، بعد أن بات واضحا أن الحسم العسكري غير ممكن، واعتبر بعض المحللين ذلك ذلك اعترافا من الأمريكان بحكومة طالبان في المنفى.

- رأت إدارة بايدن أن الاتفاقية التي وقّعتها إدارة ترامب مع حركة طالبان "اتفاقية سيئة"، والتي تنص على الانسحاب الأمريكي مقابل تعهد طالبان بتحسن سلوكها مستقبلا، لأن الانسحاب الدولي سيتيح الفرصة لطالبان وحلفائها للترويج لانتصار جهادي، وهو ما سوف يستقطب على الأرجح المزيد من المجندين، وقد حدث هذا بالفعل بعد الانسحاب السوفييتي من أفغانستان ١٩٨٩، حيث قال المجاهدون أنهم هزموا قوة عظمى ولم يعتروفوا بالمساعدة الكبيرة التي حصلوا عليها من الولايات المتحدة وأوروبا.

- ١٥ أغسطس ٢٠٢١.. دخلت طالبان كابول، وأعلنت انتهاء الحرب التي دامت ٢٠ عاما، وقبلها هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني دون أن يتمكن حتى من لملمة ملابسه وأغراضه الشخصية.


الفصل الرابع: إشكاليات ما بعد الصعود الثاني.


- تعاني طالبان من معضلة عدم الاعتراف بها دوليا، وبالتالي لا تمتلك صفة أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الأفغاني. 

- خلت الحكومة التي شكلتها من أي وجوه غير طالبانية، بينهم وزراء كانوا متهمين بالإرهاب سابقا وتم اعتقالهم في جوانتانامو، مما يلقي بظلال من الشك حول مدى تغيّر الحركة، فما ادّعته من أنها ستبدأ عهدا جديدا تكون فيه أفغانستان وطنا للجميع، يتناقض مع تصرفاتها على أرض الواقع، ولم يكن مقبولا عند المجتمع الدولي أن تقوم بإقصاء جميع الفصائل السياسية عن المشاركة في الحكومة.

- انتقلت طالبان إلى مرحلة الاستجداء العاطفي، واللعب على وتر الدين، فطالبَت الدول الإسلامية بالاعتراف بحكومتها، لتكون بداية اعتراف العالم بها، لكن ما قدمته الحركة حتى الآن لا يشجع على الثقة فيها.

- تتخوف أمريكا من أن تستخدم روسيا مقاتلين من طالبان في الحرب الأوكرانية، كما استخدمت هي من قبل "المجاهدين" الأفغان ضد الروس.


الفصل الخامس: علاقة طالبان بأكبر الجماعات تنظيما "القاعدة وداعش".


- أسامة بن لادن حظي بتعاطف كبير من الملّا عمر، الذي دعاه، في فبراير ١٩٩٧، والمقربين منه وعائلاتهم، للإقامة في قندهار، فانتقلوا إلى منطقة هادئة هناك.

- دفعت طالبان الثمن غاليا، بتوفير الملاذ الآمن لزعيم تنظيم القاعدة، بأن فقدت كرسي الحكم.

- أغسطس ٢٠١٥.. بث أيمن الظواهري رسالة صوتية، يبايع فيها الملّا أختر منصور، خليفة الملّا عمر أميرا للمسلمين.

- ظهور "ولاية خراسان" فرعا ل"داعش" أربك طالبان، خصوصا أن التنظيم فضح أن الملّا عمر مات في ٢٠١٣، وأن طالبان تخفي موته، وتبيّن أن المعلومة صحيحة، فاكتسب أنصارا جددا، فأصبح شوكة في حلق الأمريكان وطالبان معا، خصوصا أنه تنظيم أشد دموية بمراحل من القاعدة.

Post a Comment

أحدث أقدم