فيلم جولدا GOLDA ( 2023)

جولدا مائير


Golda Meir film فيلم جولدا مائير، بقلم أحمد محروس
Golda Meir film فيلم جولدا مائير، بقلم أحمد محروس


بقلم أحمد محروس

أن ترى فيلم ( جولدا) ليلة الذكرى الخمسين ( اليوبيل الذهبى) لمعركة العبور والنصر المجيد وتحطيم خط بارليف فإنك ساعتها بامجاد الفخر القومى والكبرياء الشخصى ةالافتخار بمصرنا الحبيبة .. زاد من هذا الكبرياء القومى المجيد والاحساس بالفخر والمجد ٣ مشاهد وردت ضمن شريط الفيلم ( جولدا) قد لا يقصدهما الصهاينة ولكنهما فى الواقع حققا عكس ما يتمنى الصهاينة من وراء المشهدين :

المشهد الأول - مشهد ( الانهيار الدرامى) الكامل لجولدا مائير وكافة أعضاء مركز القيادة العامة للجيش الاسرائيلى بالكامل ( موشى ديان وزير الدفاع - تسفى زامير رئيس المخابرات العامة - ايلى زعيرا رئيس المخابرات العسكرية ) .. مشهد انهيار (ديان) وهوا فاكك أزرار قميصه ويجهش بالبكاء وهو غير قادر على الوقوف على قدميه - حرفيا - ويبلغ الجميع بأنه أمر بضربة نووية ( الخيار شمشون) لإيقاف الهجوم المصرى / السورى هذا المشهد الرائع محى عندى منظر ( ديان) وهو يمشى متبخترا فى أعقاب اقتحام ( القدس الشرقية) وهو يتجول فى أنحاء المدينة المقدسة عقب كارثة نكسة ٦٧ !!

المشهد الثانى - ان الفيلم - من دون ان يقصد - برا الملاك ( أشرف مروان) من تهمة ( العمالة المزدوجة) التى حاول الصهاينة ( الاقذار) الصاقها به سنوات طوال - منذ استشهاده فى 2007 - فقد ذكر الفيلم ان ( الكيميائى) أو ( الملاك) كان يعمل لحساب المخابرات المصرية - بكل إخلاص ووطنية - حتى لحظة العبور .. وأنه اعطاهم ميعادا مزيفا للعبور ( يوم كيبور - الساعة ٦ مساء) !! 

المشهد الثالث - يكفينى شرفا وفخرا ويكفى جيلى كله شرفا وفخرا ان يعرض الفيلم ( جولدا مائير) وهى تستغيث بوزير الخارجية الامريكى ( اليهودى) هنرى كيسنجر وتوقظه الساعة ٤ صباحا لكى ينقذ إسرائيل .. وحكاية انها كانت ( قادرة) على رجع الهجوم بهجوم استباقى لولا انها اعطت وعدا ( للرئيس نيكسون) هذا كلام لا يساوة وزنه ترابا لان إسرائيل استبقت بالفعل بضربة استباقية قبل ذلك فى ( حرب ٦٧) فما الذى يجعلها تتمسك بشرف الكلمة والوعد فى ٧٣... المهم ( يثبت) الفيلم ان ( كيسنجر) كان مع إسرائيل قلبا وقالبا منذ اللحظة الأولى للهجوم .. إنه هو الذى أمد إسرائيل بالجسر الجوى وكان نيكسون رافضا ذلك ( كيسنجر : عندى لكى يا جولدا بعض طائرات الفانتوم سارسلها لكى بدلا من ال ٣٠ التى حطمها المصريون) .. 

وحكاية انه امريكى اولا وانه وزير خارجية ثانيا وان ( جولدا) ردت عليه ( نحن هنا فى إسرائيل نبرا من اليمين لليسار) هذا نصب وفبركة .. فكيسنحر معهم قلبا وقالبا وكان هو المسؤول الدولى الوحيد الذى نزلت طائرته إسرائيل فى عز الحرب ولم يخش من صاروخ أو خلافه يدمر طائرته .. و المشهد ( المفتعل) بضرورة ان ياكل من طعام قدم له فى ( مطبخ جولدا) لان من قدمت له الطعام هى إحدى الناجيات من ( محرقة هتلر) هو محاولة ( قذرة) للربط ( اللاشعورى) بين محرقة ( هتلر) وبين المحرقة ( الجديدة) التى يقودها العرب ( النازيون الجدد) ضد إسرائيل الطاهرة البريئة !!

تعمد ( الفيلم) الكذب فى نقطتين غاية فى الأهمية :


١ - ان ( جولدا) هى التى طلبت ( السلام) ووافقت على ( وقف إطلاق النار) فقط إذا وافق السادات على أن يصنع ( سلاما) مع إسرائيل .. إسرائيل حرفيا وليس الكيان الصهيونى .. وهذا قلب للحقائق وتجارة بالعقول .. فالذى قبل ( مبادرة روجرز) هو عبد الناصر وليس إسرائيل .. والذى طلب ( السلام) مرارا وتكرارا قبل الحرب كان ( السادات) وليس إسرائيل .. وتم رفض ( السلام) من قبلهم وكان رد ( كيسنجر) حرفيا على اسماعيل فهمى : ( كيف اقنعهم فى إسرائيل بالسلام اذا كانت الحرب ضمنت لهم كل شىء الأرض والسلام والأثر وكل شىء... لابد من القاء حجر يحرك المياه الراكدة فى الشرق الأوسط )!!

٢ - الكذبة الثانية ان ( جولدا) واففت على أن ( تسقى) أولادنا ضباط ( الجيش الثالث) الماء و المساعدات الإنسانية ( فقط) إذا اعطاهم السادات والأسد قوائم بالقتلى والاسرى و المصابين .. وبالذات ( الاسد) فهو الأخطر والاقذر لأنه يفك اظافر ضحاياه ( وفقا لعبارة جولدا)... طبعا مفروض منى ان اصفق لحضارة ومدنية إسرائيل ( بعد عبارة جولدا) .. فهم فى إسرائيل بسقون المعتقلين الفلسطينيين شربات لوز كل يوم صباحا .. 

علينا أن ننسى كل شهدائنا الذين سحقتهم المطارق الإسرائيلية وحطمت عظامهم ايام الانتفاضة .. علينا أن ننسى الشهيد ( محمد الدرة) والشهيد ( خليل الوزير) وكافة الشهداء الآخرين .. لم يبق الا ان تزعم الدعاية الإسرائيلية ( القذرة) ان امير الأسرى أسد الانتفاضة ( مروان البرغوثى) السجين لمدة ٣٠ سنة حرفيا يرفض الافراج عنه من السجون الإسرائيلية لأنه يحصل كل يوم صباحا على أطباق الحلويات من محل ( بيير هيرميه) أو محل ( لاترانسات) أشهر حلوانى فى باريس!! 

اخيرا .. بالطبع اريد ان احيي الممثلة العملاقة ( هيلين ميرين) على أداء شخصية ( جولدا)... أداء مرعب ومبهر بحق .. بل وأريد أن ترشح الماكيير الذى صنع ماكياج شخصية ( جولدا) لجائزة ( اوسكار) فهو أكثر من رائع !!

وفى النهاية يبقى السؤال :


الصهاينة وضعوا الفيلم متاح مجانا ( ومترجم) على شبكة ( يوتيوب) ليلة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر ( اليوببل الذهبى) لكى يكون صوتهم هم وحدهم المسوع ووجهة نظرهم فى الحرب هى الواصلة إلى المجتمع الدولى ..

فاين نحن؟..
أين المصريين واين العرب؟..
هل ما زلنا نعتقد انهم فى إسرائيل يشاهدون ( رافت الهجان) ؟..
سؤال مطروح ..

أحمد محروس

Post a Comment

أحدث أقدم