نظرة عن قرب على..
نجيب سرور
حسين عبد العزيز: نظرة عن قرب على نجيب سرور |
يقوم بها /حسين عبد العزيز
ان نجيب سرور حالة ثقافية نادرة ، من الصعب أن تتكرر أو أن نجد لها شبيها فى تلك الأيام ..ولكن قبل أن نلقى نظرة لبد أن نذكر و نقول مقولة قالها الشاعر والروائى الألمانى جوته " كن رجلا ولا تتعب خطواتى " وتلك المقولة هى دعوة لعدم التقليد ، وانما هى دعوة للتعلم من التجارب المتاحه أمامنا فى التاريخ وفى الواقع الذى نعيش فيه .
ومن هنا نلقى نظره سريعة على نجيب سرور ..
من يقرأ سيرة نجيب سرور ، سوف يشعر بأنه بطل اغريقى ، فقد تم التعامل معه لكى يصل إلى ما وصل إليه مثل سيزيف أو أوديب ، كل هذا ولا احدا يقدر أن يحدد من المسؤول عن ما وصل إليه الشاعر ، هل النظام الأمنى ذو اليد الباطشه أم الزملاء وأصدقاء مقهى ريش حيث مارس الكل الضغط على أعصابه ، وهو الشاعر مفرط الإحساس ، فلم يقدر على تحمل كل هذا الضغط الذى أودى به إلى مستشفى الأمراض العقلية ، و أنا هنا سوف أشير فى كلمه سريعة إلى مى ذيادة والذى أصابها من الجميع فاودعها مستشفى الأمراض العقلية ..
وقد نجح النقد الفاسد فى اختصار موهبة نجيب سرور فى قصيدته الغاضبة والمزلزلة ، والتى هى مثل ( ماء النار ) الذى يرش على الوجه فيحرقه، وانا هنا أعنى قذيفته ( الاميات )
إن اكبر إغتيال تعرض له نجيب سرور هو اختزاله فى القصيدة التى تحمل قدر كبير من النقد والسخرية وتعتمد على المباح وغير المباح من السب والتشهير ، بأسلوب مشهور فى الثقافة الشعبية الا وهو أسلوب الردح الشعبى .
وهنا لبد أن أقوم بمداخلة وهى ( في عام ١٩٩٠ وفى أحد أيام شهر رمضان كنت متوجه الى ميدان باب الشعرية لكى أقابل أهم شخص أعرفه فى حياتى الثقافية وهو "المهندس سعيد عبد العزيز حجاج " وللأسف لم أعثر عليه ، فحزنت لذلك ثم اندمجت مع فقرات البرنامج الثقافى الذى تقيمه قصور الثقافة فحضرت فقرة للمطرب على حميدة وأخذ يغنى أغنيته المشهوره " لولاكى "
ثم بعد ذلك اخذت أتجول واندماج مع الانشطه الفنيه التي تقام في المعرض . فوجدت لقاء شعرى حيث شاعر من قصور الثقافة يقف ويلتف حوله مجموعه من الشباب كل واحد يلقى قصيدة من قصائده ..وعندما أتى على الدور طلب منى أن ألقى قصيدة ، فالقيت قصيدة بعنوان ( نشرة الأخبار)
وبعد أن انتهيت حتى مالي على الشاعر و هو يقول لي. على ان اقرأ للشاعر نجيب و خصوصا القوميات ) انتهت المداخلة
وهنا لابد أن نقف ونقول أن الظلم الذى وقع على نجيب سرور لكبير جدا ، وخصوصا ظلم اختصار منتجه الشعرى فى تلك القصيدة الغاضبة .أنه لشئ محير أن يتقف الكل على اقتراف هذا الجرم البشع ..
وتلك عادة مصرية ولن نشتريها.
إرسال تعليق