ملامح العامية الجديدة فى شعر محمد فرغلى 



عماد سالم يكتب: ملامح العامية الجديدة فى شعر محمد فرغلى
عماد سالم يكتب: ملامح العامية الجديدة فى شعر محمد فرغلى 




كتب: عماد سالم 



( من كتاب العامية الجديدة تأليف عماد سالم تحت الطباعة عن مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع ) 
فى مهرجان شعراء العامية الجديدة الأول الذى انطلق فى القاهرة فى التاسع من سبتمبر ٢٠٢٣ شارك معنا محمد فرغلى وأثبت أنه يستحق مع رفاقه أن يتصدر المشهد الشعرى ..

 فهم شعراء خرجوا عن النسق وقدموا قصيدة مختلفة لاتشبه قصائد الآباء المؤسسين للقصيدة العامية .. أقدم لكم واحدا من نجوم مهرجان شعراء العامية الجديدة الأول الذى أقيم في القاهرة فى التاسع من سبتمبر و سيشارك معنا فى المهرجان الثانى بالإسكندرية فى التاسع من نوفمبر ٢٠٢٣  

‎محمد فرغلي الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الاداب فرع شعر العامية ٢٠٢٣
‎«محمد فرغلي»، شاعر مصري، ولد بالقاهرة عام ١٩٩٠، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة، فاز بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية مرتين عن ديوانه الأول «من شظايا الحرب» الصادر عن دار تشكيل عام ٢٠١٧وديوان «إيكو صدى من صرخة مكتومة» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام ٢٠٢٢

‎كما فازت قصيدته «نقطة ومن أول يناير» بالجائزة الأولى لنموذج محاكاة جائزة نوبل وجائزة الشعر بكلية تجارة جامعة القاهرة ٢٠١١، وصدر له ديوان «قلبي عليه مئذنة»٢٠٢٠، وديوان «طلّة من برواز» ٢٠٢١عن دار فهرس للنشر والتوزيع وهو الديوان الذي حصد به جائزة الدولة التشجيعية للعام 2023.
‎وله تحت الطبع ديوان بعنوان «كبسولة زمنية» وديوان بعنوان «السرّيحة»

‎تم تكريمه في العديد من الصالونات الأدبية والأمسيات الشعرية في أماكن ثقافية مرموقة مثل مكتبة الإسكندرية،المجلس الأعلى للثقافة،بيت الشعر أو مركز إبداع الست وسيلة،بيت الشعر بالأقصر،نقابة الصحفيين ومكتبة مصر العامة.
‎نُشرت له العديد من القصايد بالمجلات الأدبية والجرائد مثل جريدة الأهرام عدد أهرام الجمعة والأخبار واليوم السابع والدستور ومجلة الأدب ومجلة الأذاعة والتلفزيون ومجلة الثقافة الجديدة وجريدة القاهرة وجريدة المصور وله العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية.
‎كما أنشد من كلماته الكثير من منشدين مصر أبرزهم الشيخ إيهاب يونس.

كما تم عمل دراسات نقدية عديدة عن تجاربه الشعرية ونُشرت في بعض المجلات النقدية المختصة مثل أدب ونقد وجريدة القاهرة وأخبار الأدب ومن أبرز تلك الدراسات والقراءات النقدية: 
أكثر من قراءة نقدية عن ديوان (إيكو) مثل:

 قراءة للشاعرة والناقدة عبير العطار والناقدة رشا حسني والناقد والشاعر الكبير محمود الحلواني والشاعر الكبير مدحت العيسوي والشاعر الكبير محمد البنا والشاعر والناقد الكبير إبراهيم النحاس والشاعر عاصم عوض وقراءة مطولة للشاعر والصحفي عبدالرحمن مقلد وللشاعر والناقد الكبير أ/محمد أبو الليف.

كذالك العديد من القراءات النقدية عن ديوان (من شظايا الحرب) أهمها قراءة نقدية للشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والشاعر والناقد صابر شرير والشاعر كريم علي والشاعر الحسن عبد الشافي.
 
كذالك عن ديوان (طلة من برواز) عدة قراءات أبرزها للشاعر والناقد الكبير محمد أبو الليف والشاعر عبدالرحمن مقلد وآخرها دراسة نقدية للشاعر د.الضوي محمد الضوي.

ونقتبس من بعضها:
(تحليلٌ أصاليٌّ) محمّد فرغلي والحرب على الحرب..
  شاعر يدعو للسلام من أبجديّات المعركة والدم والخراب.. يغزل سلامًا..
الفارقيّة عند محمّد فرغلي تبدأ بالتساؤل الفارق والمدهش والجوّاب فينا، والذي يلخّص سنين الضباب والقحط والموت.. يندهش لموت الإنسان، ويسأل عمّن قُتِل: لأيٍّ قُتِل.. فيقول في قصيدة: طب مات ازاي.. من ديوانه: من شظايا الحرب..
طب مات ازاي؟!

وهو بهذا يتناص مع القول الإلهيّ في القرآن الكريم: {وإذا الموءودة سُئلتْ بأيّ ذنبٍ قُتِلت}(سورة التكوير. آية:٨، ٩)..
ويؤكّد التناص قوله التالي: 

كان عايش ناي
ومن هنا يعلن الشاعر عن منهجه في رفض الحرب ورفض نتائجها، والقاتل والمقتول، ويحرّض على روح الوجود.. والشاعر موفّق في اختيار المفردة السلسة العذبة.. يدخلنا إلى المعادلة الصعبة بين الفعل وردّ الفعل.. بين القبح والترتيل الجماليّ.. بين صدمة السؤال ومباغتته وروعة الحكي الملحميّ الأصاليّ.. الأصالة تكمن في حقيقتك وقت تسطير الإبداع وصوغه.. وروعة فرغلي في شاعريّة عذبة حريصة على الجمال ورفض البشاعة؛ في زمنٍ نُقاسي من القبح وشناعة القول والفعل والخيال.. يدخلنا الشاعر بلمساته الملائكيّة لشدوٍ مغاير.. يقول:

 كان عايش ناي..
وبْعَزْفه بيِغْزِل في العصافير 
يمكن كان طير.. 
وبْعجز عيوننا اتشاف إنسان 
كام فكر يبكي..
فكان بِيْغَمِّي عْينيه بإْيديه.. 

ببوح الناي يتفرّد محمّد فرغلي.. ويتنامى أصاليًّا بل ويتسامى من مفردةٍ متغايرة لعزفٍ وصوغٍ مغاير.. أسلوبيّة حلوة ستصل لاحترافٍ فارقٍ في القادم.. بلورة لشهيّةٍ ذوقيّةٍ عظمى؛ ومن المقطوعة السابقة: وبعزفه بيغزل في العصافير/يمكن كان طير.. الغرابة والابتكار لا توحي إلّا بإرادة الفنّان الحقيقيّ.. فرغلي يغرف من إناءٍ صافٍ حدّ التشوّف.. والتخييل رائق غير متكلّف؛ فالعزف يغزل في العصافير أصل العزف!!.. ولفظة "يمكن" تنتج لنا تحوّلًا لمنهح وأسلوبيّة الشاعر في إرادة التغيير، فالفنّ الهادف ذو القيم الأصاليّة يجب أن يغيّر بإيجابيّة عالية، وتأثيريّة راقية..

يمكن كان طير.. وتصمت وتخشع وتذهل.. هل عُلّم منطق الطير؟!.. هل يتناص الشاعر مع النهج القرآنيّ فيشرب من معينه الثَّرّ؟!.. السياقات تتضام وتتواءم.. وكأنّ النبع المتوضّئ يصل بين الكلم ويرتقي للعوالم الزاكية الضافية.. والنجمة الأصاليّة للمقاربات النصّيّة، ولجماليّة التنسيق عند الشاعر..
ويطاول الشاعر أصل المفارقة التي يبتدعها ويرعاها لتسمق؛ ويستمرّ في تهويمته:
يقول لصوابعه: ان شُفتو بُكاي.. اتحوّلوا ناي! 
الناي مش حزن 
الناي كان ضحك طبيعي.. ومات 
الأصل فْ هذا الكون الضحك 
لكن بالفقْد صَبَح مقامات..
وانا عند مقام الضحك بحزن.. 
واقف بثبات

كلّنا يعلم أنّ الناي يأتي بالنغم الشجيّ، والذي يرتّل للتأمّل في الوحدة؛ فتسكن الجوارح ويلتاع القلب، وتبحر الخواطر، وشاعرنا لديه رؤيته.. لديه عزيمة التغيير.. يريد أن يفاجئنا بقاموسٍ مغاير.. يريد أن يرينا الجمال والتفاؤل.. والضحك الطبيعيّ كانه الناي ثمّ مات!(ابتكار أصاليّ).. وإذا كان الأصل في كوننا الضحك وليس البكاء؛ فأصبح بالفقد مقامات/مقامات غناء/مقامات بكاء/مقامات وجود.. والشاعر إذا جاء مقام الضحك بحزن (ابتكار أصاليّ) يقف بثباتٍ؛ لأنّه يريد أن يجمع النقيضينِ لتتضح العلامات الفارقة..
والشاعر الغازل بنايه/الذي كانه من مات!!.. يقول بجماليّة الفقد لائتلاف الحياة الغردة الموحية: 
باغزل من كل سلاح عصافير
الأصل فْ هذا الكون الخير

وهنا تظهر جليّة رؤية الشاعر المغيّرة الجلوى؛ في تغيير منهج السفك والقتل والمحو لنور وسلام ورونق وخير.. تأكيدٌ فلسفيّ يصل للبّ اللباب: الأصل في هذا الكون الخير.. ولنقف ونتأمّل.. ثقافة شاعر أو متأمّل صوفيّ أو حكيم ارتاع من هوا الرؤى فوصل لجسر الحقائق.. جميل أن يرى الشاعر أصل الوجود.. وكان هذا دأب الشعراء العظام الحقيقيّين.. دأب من صفت نفوسهم.. وكانت موهبتهم الحقيقيّة تربةً خصبةً لتتفاعل مع عناصر الوجود ظاهره وخافيه..

وإذا غزلنا من كلّ سلاحٍ عصافير سينتهي الألم.. سيملأ الوجود التغريد والدفء والبهاء وسينتهي الشقاء.. سينقرض المحو والقبح.. ستولد المفاجأة.. سينتصر الإنسان.. سيتوقّت الحلم برسول الجمال..
ثمّ يبدأ رسول الشعر فرغلي بالتبشير لمذهبه في نبذ القتل والقبح؛ ويقول:

ولا تحسبوا شوك الورد سلاح..
لو حبّيتم..
كان حَ ينبِّت في عيونكو جناح 

يتناص ويجري على المنوال الأعظم من منهل قدسيّ في القرآن بحرفيّة تأكّد على تميّزٍ واضح: ولا تحسبوا.. جاءت في القرآن لتضمن الحياة للشهداء.. وهنا واصل الشاعر إثبات أنّ شوك الورد ليس سلاحًا بقدر ما يكون بالحبّ والمودّة لمصدرٍ رائع لإنبات أجنحة التشوّف والجمال..
وينهي الشاعر بنصحه الوافر الدلالة.. وبتخصيص لمعجمٍ مغاير للعادة.. ولطقسٍ جدليٍّ أصاليٍّ شديد التميّز.

وليد شرير

قراءتي الموجزة لديوان (إيكو) الفائز بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية لصديقي المبدع/ محمد فرغلي خلال ندوة المركز الدولي للكتاب. 

«حين أعطاني كتاب التصوف عام 1924 لم أندهش لدرجة الجنون» بهذه الجملة البديعة عبّرت (هيلين كزانتزاكيس) عن إعجابها الشديد بنص التصوف لكزانتزاكيس، وحينما تصفحت أعمال صديقي الشاعر محمد فرغلي الثلاثة (من شظايا الحرب، إيكو، طلة من برواز لابس شريط أسود) تذكرت هذه الجملة. 

وكان اندهاشي على مستويات مختلفة: 
الأول على مستوى اللغة؛ حيث يدهشك محمد في كتابته عامة بلغة شعرية شفيفة، وجمل مراوغة بسيطة، ينطبق عليها مصطلح الإدهاش بالبساطة. 

الثاني على مستوى الصورة؛ ففي ديوانه (إيكو) -مثلًا- يختصر الشاعر الزمكان في نص (صدى الحبر) فيقول: 
بامسك كتاب انتهى 
واحط سن القلم في حبر آخر حرف 
وارجع معه للخلف.

هذا المقطع الشعري المكثف الذي يحمل في أعماقه صورة تأملية للوحة جمالية تجمع بين تفاصيل زمانية ومكانية لا متناهية، وفلسفة مدهشة وموحية لها إشارات وتجليات تتشظى بين الحياة والشعر والزمان والمكان، وصدى الإنسان والشاعر والأشياء حوله. 
كل هذا يمكن أن تختصره في لحظة قراءة هذا المقطع القصير، حيث يمكن لإيكو أن يكون غواصة كاشفة تبحث في ماهية الشعر وأعماق العلاقة بين الإنسان والشاعر، والحياة التي تمثله أو يمثلها، وحيث يبحث محمد فرغلي عن نفسه المبدعة في هذا النص.

عاصم عوض

قالوا عن تجربة محمد فرغلي: 
«محمد فرغلي» صوت شعري متفرد، يخوض تجربة إبداعية ضد الحرب. «من شظايا الحرب» عمل شعري ينطقُ بلسانِ مَن فَقدوا صوتهم، بل حياتهم بأكملها.
زين العابدين فؤاد
 
شاعر يعد بالكثير في مجال قصيدة العامية المصرية. يعرف تمامًا كيف يكون شاعرًا لا يشبه غيره. يقدم اقتراحه الخاص والجديد والمختلف، فلا يجتر تجارب الآخرين، وبذلك يشكل إضافة حقيقية إلى الشعر تخصه وحده. فما الشعر غير رؤية جديدة ومختلفة، اقتراح جديد يطرحه شاعر، فيلفت أنظار القراء إلى زاوية لم تكن منظورة من قبل، ولم يعرفها الشعر عبر تاريخه السابق، ذلك عينُه هو ما يحاوله فرغلي، وهو أكثر ما يميزه كشاعر. إنها الرؤية الذاتية للعالم، يقترحها الشاعر على الشعر نفسه.
محمود الحلواني
 
«محمد فرغلي» شاعر يدعو إلى السلام. مِن أبجديّات المعركة والدم والخراب.. يغزل سلامًا.
وليد شرشير
 
«من شظايا الحرب» تجربة إنسانية متكاملة، جديرة بالاحتفاء والقراءة بل الدراسة. وفرغلي في هذا الديوان ليس مجرد شاعر يجمع قصائد متفرقة بين دفتي كتاب، بل فيلسوف يتخطى حدود التأليف ليوغل في أعماق الإنسانية فينتج لها مزيجًا شعريًّا إنسانيًّا خالصًا.
محمود سلام أبو مالك

مقتطفات من تجارب الشاعر محمد فرغلي: 

من ديوان: من شظايا الحرب  


نزَف من طلقتي دمُّه
فصبّ الملح جوايا مع الذكرى
ومن يومها..باشمّ البحر 
وصاب روحي -بلا عدوان- شغَف بالشبكة والمركب 
بقيت أحلم بإني كل ما اقتلهم..
بينفرطوا نوارس بيض 
ومهما يغلط التنشين
يموتوا بْنيّة التصويب 
كإن رصاصي بيهاجر من القبر اللي في سلاحي
إلى روحهم.. فيتدفّوا 
كإن الهجرة صارت من جسد يِرْهِب
وعاكس ضلُّه بالترغيب 
بقيت جندي!
في حين لا أذكر اني شاركت يوم في الحرب 
ولو في رصاص في تكويني.. أكيد بالغصب 
تجاوز عمري حضن البحر للمركب 
شِباكي جرّحت في الصبر
شِباكي غزَلْتها بالعمر 
شِباكي أصبحت كفَني
وروحي في الخروج سمكة
صعودها م السما للبحر
وقبل ما توصل السمكة لصيّادها 
قدِرْت اكْشِف..
بإن الفرق بين الجندي والصياد
مجرد زِيّ قد يِفْرق في دورهم في الحياة والموت
كإن القتل من مشهد قابيل وهابيل
كشف -فجأة- طريقة فَكّ روحْنا الخام من الأجساد،
وللتمويه..
جعَل م الزيّ والتسليح 
مكيدة..
تخلّي ملك الموت فريسة بمهنة الصياد.

من ديوان إيكو:


علشان يفضل دمي مكانه
والموس آخرُه حلاقِة دقني
أو علشان رسام العين
يمسك ألوان غير الأسود
أو والدي بعد الستين
يملا مَرَشَّة بميّة عينه
يروي طريقي وقلبي حياة
وارجع اساوم ع اللي نسيته وعِشتُه معاه
وانسى بإني بَليد وباعيد
سنة ورا سنة..
من بعد ما ساعته وقفت بعد الشوط الأول
من غير أي دقايق ضايعة
زمّيت الكلِمات بالعافية
وما مُتّش من جرعة حبر
بس باموت لو مس كلامي السطر الحامي بكلمة قبر
 
 
قلمي كإنه عصاية موسى
شايل سَمّ فْ بُقُّه وعايش
وانا زيُّه
جايز
مش عارف
خايف إني بْعكس إرادتي
فجأة اتحوِّل
وافضل ابُخِّ السم ف وَرَقي
أو أفضل مِسْتَنّي صَوابِع تِمسِك طرفي..
تهش الحبر على الأفكار
قلمي يوماتي بيطفي حرايق
وصلت آخر حتة فْروحي
وبنفس الحبر اللي فْ جوفي
لمّ ضلوعي كخشَب الشجرة وولّع نار
 
شمس بلونه الأزرق لازم تطلع باردة
وما فيش صبح اتنفِّس بيها
لكن بتعسعس أفكار
 
ثم تضِيق نفْسك جُوَّاك
حُرّ، ولكن..
كل العالم حُرّ، ولكن..
سجن وغير ملزم بجدار
والتدوين ع الورقة بيفرق حسب الداير فيك والدار
يفرض إن الوقت حريقة بْدون دخان
وان الكلمة رماد إنسان
وان الدم مكان قد سال
بانشف قبل ما ينشف ريقي
آخر حرف في كلمة"ريقي"
كان مستقبل أول حرف
كل ما تنشف حتة في جسمي..
جملة في صدر كتاب تنهار

باكتب..
غير ملزم بلساني
مش علشاني
أو علشان الزيت مايمسِّش طرفه النار
بل علشان الصوت الخافت لِتلامُس قلمي على الورقة..
(زي الأشياء لما تسبَّح)
نوع من أنواع الأذكار.

من ديوان (طلة من برواز)

دايمًا فيه ناس بتموت وتخش في التوابيت "ودا نوع من البراويز"
واللي بلا طلّة من البشر حواليه بيموت كمان مرة 
حتى ولو مصنوع من قلب شجر الأرو 
أو كان إطار مُدْهَب 
فيه شخص بروازه بيكون خشب موسكي "تُطلَق على العامة"
لكنه كالخالدين بروازه صار مَذْهَب 
أو ربما في مقام 
سيرته ما بين الناس كالطلة ع الجنة 
وانا راجع البرواز 
عدّيت على السنوات 
من قبل ما البرواز يتخفّي في التليفون "بالفصحى هاتف ذكي"
باللمسة بتقرّب وبتبعد المسافات
زي السراب إنما بدل العطش لمّة
وتموت إذا حنّيت 
لما الكلام يتقال من بعد قول "لمّا" 
عديت على البراويز اللي في بيت جدي 
وقريت لهم ودعيت 
يا معشر البراويز..
الموت ما هوش شارة تتحط ع البرواز 
الموت ما هوش دفنة ولا عزا وأحزان 
إيه الدليل ع الموت 
أكتر من الحرمان؟

Post a Comment

أحدث أقدم