قصيدة "الوصية" للشاعر محمود الشاذلي
شعر محمود الشاذلي الوصية |
إيه يا كهوف الأمس ،
فينُه الربيع .. عطر النسيم والشمس
حاقنين ربيعنا حمم .. يا قلوب الرُخام
من أنْهى سِفْر ، بِتِهْزِجُوا الأحلام ؟!
على أنهي شَطْ ح تِرْسوا دِللوني ؟! .
يا مْغَرَّبين جِهة الحُسومات القُدام
لا تِفْرِدوا قلوع الْمَكايد
ما تِعْلا هامِة قَصيد .. من بَحْرُكوا الرَاكِد
صَبَح الكلام في نَظْمُكُمْ .. مَطْفي بَريقْ شوفُه
لا نور بِيِسْطَع مِنْ حُروفُه ،
ولا نار بِتِلْسَع .. من تَراكيبُه العَجَمْ !!.
إيه يا دِيول العدم ؛
يا مشممين الحِكَمْ .. لهفتكوا على موتي
أنا اللي كان صَرْحُكُم .. قايمْ على سكوتي
نِفْسي أعيد للكِلْمَه بَهْجِتْها ، واحييِها من مُوتْها
نِفْسِي أغَنِّي غِنْوتي بْصُوتي
نفسي أغني لرحلتي الأوُلَى
وانْزَع خَطاوِي القَدَمْ .. من سِكَّه مجهوله
نفسي أغَنِّي لكل شئ .. عن كل شئ ؛
بِلَهْفِة الطفل البَرِئ
في رحْلِتُه للإكتشاف !!.
وانْتُم يا نور الحِلْم .. يا خُيول الشَرَرْ
حَلِّفْتُكُمْ .. بأعَزّ نَبْتات العقول ،
وأرَقّ غِنْوات البَشايِر .. من قَديم القُول
وأشَدْ صرخات الضماير ..
في الْمَدَى المأهول !!.
حَلِّفْتُكُمْ بالشِعر ؛
لما يْحَرَّك السَّاكِن ، ويْعَمَّر الفَلَوات
حلِّفْتُكُمْ بالحب ؛
لما يجَمِّل اللفْظَه .. ويْفَتَّح الوَرْدات
حلِّفتكم بالصِدْق ؛
لما يواكِب اللحظه .. ويوَحَّد الألافات !!.
حلَّفتكم بالريح .. حالِبْ نُهود المطر
ده لكل وقت أدان ، ولكل خطوه أثَرْ
لا تِخْلِفوا المواعيد ، ولا تِقْلِبُوا الآيه
لا تِهْزَأوا بالحِنَّه في كفوف الصَبايا
ولا تستبيحوا الحزن .. ولاّد الْمِحَنْ !!.
حلِّفتكم .. بكل شِبْر ف أرض بُور ؛
رادم على جناح الطيور
ويمر في الحلم الشريط :
" ألفين وابور ؛
هاجِّين من الموت الغويط
نافرين من الصمت الوديعه ،
بيْشُقوا في قلوب الصخور
ويصحُّوا في الأرض الوديعه ،
عابِقْ دُخانْهُمْ في السِكَكْ
بيْطَيَّر النُّوم م العيون
لكِنْ ما عرفوا ازَّاي وكِيفْ ؟!
يتْخَطُّوا أوْحَال البِرَكْ ،
ويْعَدُّوا من فوق الجسور !!.
إيه يا بُروجِي الشمس
طَلْعِةْ صباح اليوم .. غير طَلْعِتُه بالأمس
بالأمس كان الهمْس موَّالنا ، والصَّمْت قَتَّالْنَا
دلوقتي صار الحلم غِنِّيوَه .. غَجَرِيَّه وحليوَه
تنْطَق كلام العِشْق .. وبْتِوْعَى !!.
إيه يا بروجي الشمس ..
يا مْخَضَّرِ الْمَرْعَى ، ومجَمَّع الطوابير
مالتْ غُصُون الشجر من زَحْمِةِ العصافير
إفْرِدْ دِراعات النِفير .. إفرد
خَلِّصْ خُيوطْنا البيض .. من شَبْكِةِ الإسوِدْ
إزْعَقْ بِعَزْمَكْ في خريف الذُلْ ..
يرْحَلْ مع الأموات
واطْلِقْ حَبيسَكْ مِنْ سُجُون الضِلْ
يتْعَافَي .. ما يعْفِي
يرْدِمْ على اللي فات
ترْمَح سُيُوف الغِلّ في ضَعْفِي ..
وفي الأغَوات
إطْلِقْ حبيسَكْ من سُكون المللْ
يلْمَع في صابْعُه الخاتم الحاكم
اللحظه دَانِتْ وهانِتْ ..
كُلِّ وَخْزَات الخجل
والعُمْر لِسَّه بْشَمْسُه مِتْحَنِّي
والشمس لسه بْتِشْتِهِي الطَلْعَه ،
وبْتِطْبَع الغَمَزات ..
على خدود القُبَلْ !!.
***
ديسمبر 1977
إرسال تعليق