طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن

بين الأزهريّ والباريسية

أنشودة اليد الفارغة وحافة الليل


طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن

طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن






د. زين عبد الهادي

على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وفي جميع أنحاء العالم تقريبًا، قابلت العديد من الأكاديميين العرب والأجانب. وما كان من حوارٍ يجري، إلَّا ويبرز فيه اسم العميد طه حسين دون سابق إنذار، فيما يبدو وكأنه اعترافٌ منهم بأن طه حسين هو أهم وأخطر شخصية عربية خلال المائة عام الماضية. وما زلت أذكر مقولة المترجم الراحل، الدكتور جمال شحيد، الذي قال لي ودون أي تردد: "طه حسين هو الوحيد فينا الذي رأى الحقيقة".

هكذا دائمًا كانت تتقاطع طرقي مع طه حسين، ربما كانت أعمق نقطة في حياة العميد الفكرية هي التزامه بمبدأ "الشك" منذ نعومة أظفاره وقبل أن يتعرف إلى ديكارت في دراسته، هذا الشك الذي جعل منه مِشعلًا هائلًا للضوء والاستشراف في مصر الحديثة، وصنع منه قناةً للأفكار والرؤى المتعلقة بالحداثة إجمالًا، في زمن كانت الحداثة فيه ما تزال تَتَحَسَّسُ أولى خطواتها في هذا العالم. لكنه أيضًا، وببساطة متناهية، كان يخوض معاركه وهو أعزلُ حاسِرٌ - حتى من بصره - متسلحًا ببصيرة ووعي نادريْن، باعثًا في حياة المصريين الأمل في هذا الزمن البعيد، مدافعًا شرسًا عن الحقوق في مواجهة الإنجليز والقصر، وغيرهم من فئة قطاع الطرق في بدايات القرن العشرين. كان طه حسين رافِدًا ثَرًّا من روافد النيل، واهبًا للحياة والأمل.

لا يمكن لأحدٍ مِنَّا أن يزعم بأنه يعرف طه حسين حق المعرفة، ربما قرأنا أفكاره ومنهجه وحقائقه وخيالاته في أعماله الأكاديمية والأدبية، وربما قدمت لنا "الأيام" (1926-1967) لمحات عميقة من طفولته. ومع ذلك، فما كان لنا أن نعرف طه حسين كما عرفته "ماري"، بغضّ النظر عن العدد المحدود الذي تَسَنَّى لي أن أقرأه من أعماله: كحديث الأربعاء (1925)، والشعر الجاهلي (1926)، وحافظ وشوقي (1933)، وعلى هامش السيرة (1933)، ودعاء الكروان (1934)، وأديب (1935)، ومستقبل الثقافة في مصر(1938)، وشجرة البؤس (1944)، ومع أبي العلاء في سجنه (1944)، والمعذبون في الأرض – مجموعة قصصية (1947)، والوعد الحق (1950)، والشيخان (1960).

ربما ظننت نفسي أعرف هذا الكاتب، و الأديب، والأكاديمي، وهذا "المتسقرط" العتيد - نسبة إلى سقراط كما تقول عنه ماري - هذا المتهور، خائض الحروب والمعارك، الذي لم يكن يكل ولا يمل عن أن يكون لبلده مصر مثل ذبابة الخيل، مثلما كان سقراط لأثينا. وربما هناك من يعرف أن الدولة المصرية قد رشحته لجائزة نوبل مرتين، وهو يستحقها، لكنهم لا يعرفون الجانب الآخر الخفي من حياته، وأعني علاقته بزوجته وابنه وابنته وأحفاده، وعلاقته بأصدقائه، وماذا كان يدور في عقله قبل معاركه. ربما لا يعرفون أنه انصرف من إحدى هذه المعارك غاضبًا، وكان مريضًا فسافر إلى فرنسا، وفي تسعة أيام فحسب أَمْلَى على سكرتيره كتاب "الأيام"، تلك التحفة المعمارية، أدبًا وملامسةً واستشرافًا لأجواء بداية القرن العشرين في القرى المصرية، الغائصة - آنذاك - في ظلمات الفقر والجهل والعدم. 

كيف كان يمكنني أن أعرف طه الإنسان، الحبيب والعاشق والصديق؟! لا يمكن لإنسان - مهما ظن في نفسه - أن يقترب من جوهر روحه الذاتية مهما كتب. لكنْ.. أن يكتب الآخر عنك، فهذا أمر يحتاج إلى استعارة عينين جديدتين من أجل قراءة رؤية شاملة لهذا الإنسان.

قررت ماري (سوزان طه حسين) أن تكتب بعد رحيله بعام، نتيجة ضغوط مورست عليها، فكانت رائعتها كتاب "معك"، الذي قدمت فيه رؤية شديدة العذوبة، مُرْهَفَة التعبير عن الفقد، لهذه اليد التي ظلت مُمسكةً بيدها ما يقرب من نصف قرن من الحب، ولتمنحه نورًا يقف به على حافة الليل الذي كان تحوطه دائما، لكنه كان ليلًا خارج روحه، أمّا روحه الحقيقية فكانت مُتَّقِدَةً تُشِعُّ بأنوارها على الناس في كل مكان. هذه المرأة الفرنسية السويسرية، التي كانت تذهب إليه لتقرأ له وتعلمه اللغة الفرنسية واللاتينية، وبعد أقل من عامين اقترنا بالزواج. كيف لامرأة فرنسية مسيحية أن تتزوج ضريرًا مسلمًا مصريًا أزهريًا؟! لكن - كما قالت إحدى صواحبها لها - "إنه القدر يا ماري!".

"معك"، عمل مترجم، صدر منذ عدة سنوات عن المركز القومي للترجمة، تأليف سوزان طه حسين، وترجمة في غاية العذوبة والرهافة عن الفرنسية، نهض بها بدر الدين عرودكي، واضطلع بمراجعتها العلامة محمود أمين العالم.

كان ذلك إبان الحرب العالمية الأولى، هذا الرجل الضرير، الذي رحل إلى باريس مغتربًا، يتخبط في الظلام، ويشكو نقص المعرفة، والتجاهل، وعدم إتقان اللغة، هذا الرجل - بعد سنوات قلائل - يُحَوِّلُه الحب خَلْقًا آخر، لكنه لم يسلب منه قَطُّ الحساسية ولا العطف ولا التعاطف ولا الوعي، ولا الثورة، وقبل كل ذلك وبعده لم يسلبه بلاغة التعبير العربي المُبين.

وقد اضطرته الظروف المالية، وسوء صحة سوزان، أن يرسلها وطفليها إلى فرنسا لثلاثة أشهر، كتب فيها تسعين رسالة، وكانت تلك المرة الأولى التي يفترقان فيها. يقول في إحدى رسائله إليها: "فأنت تمنحينني كل شيء.. كل شيء، أتسمعين؟! كل شيء دون استثناء.. لقد رحلتِ فلحق بك كل ذكائي، كل قلبي، كل نفسي، كل شيء في هذه الرسالة.. ماذا أقول؟! أو لم تحملي كل ذلك معك؟!".

وفي رسالة أخرى يكتب: "ثلاثة أشهر.. ثلاثة أشهر.. فترة رهيبة. لقد استيقظت على ظلمة لا تطاق، وكان لا بُدَّ لي من أن أكتب لكِ لكي تتبدد الظلمة.. أترين كيف أنك ضيائي، حاضرة كنت أم غائبة؟!". وفي مقطع آخر يقول: "كانت الزهرة قد ذبلت، فوضعتها في العلبة التي تركتها لي لأضع فيها رسائلك.. سأقبلها كل يوم، لقد استحالت الغرف معابد، وعليَّ أن أزورها كل يوم، ولو أنك رأيتني أخرج من غرفة لأدخل أخرى، ألمس الأشياء، وأنثر القبلات هنا وهناك..".

وهاهوذا يعترف لها في إحدى رسائله فيقول: "وها هي ذي رسائلك.. رسائلك التي تشفي، فقد شفيت، وأرسلت أخيرًا مقالي. إنه أفضل مقال كتبته منذ رحيلك حول طبيعة المعارضة، ففيه من الفلسفة، ومن علم الاجتماع، ومن السياسة، ومن الهزل، ومن السخرية، كل ذلك مجتمعًا. ألم أقل لك أنا لا أساوي شيئا بدونك؟!". ويستمر في اعترافه فيقول: "لم أعد أتعرف على نفسي أبدًا.. فلديَّ شخصيتان، واحدة للعالم، وأخرى لكِ، لي أنا، وفكرتكِ وحدها هي التي تجعلها تعيش.. ولكنْ.. أترين يا سوزان؟! أنا لا أتحدث إلَّا عني، إنني أناني.. وكل الصوفيين أنانيون".

كذلك تلعب الخصومة والمعارك دورهما في حياة طه حسين، فيخصص لذلك كتبًا. وهنا توضح لنا سوزان بعضًا من الأسباب، فتقول إن طه حسين كان دائمًا شجاعًا، يشبه في ذلك سبارتاكوس وسقراط؛ فها هو سقراط يقول لحظة تجرعه السم "سأشعر بالمهانة أمام نفسي إن تمسكت بالحياة "، وتناول السم في هدوء، حين حُكِمَ عليه بالإعدام بعد ان اتُّهم بالتجديف في الآلهة وإفساد عقول الشباب. هكذا كان طه. انظر إليه حين يقول لرئيس الجامعة بعد أن قرروا زيادة ضئيلة لأساتذة الجامعة، فرفض الأساتذة هذه الزيادة، واعتبروها صدقة من الجامعة، وفوضوا طه متحدثًا باسمهم، فكان أن قال لرئيس الجامعة: "إن مجلسكم يقود الجامعة إلى الخراب، إننا سنقوضه، وربما الجامعة أيضًا، ونحن معها، لكن الجامعة لن تبقى بين أيديكم".

طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن
طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن



ولننظر كيف تصف سوزان زيارة مريديه له في بيته بعد أن أجرى عملية جراحية صغيرة، تقول: "ثم كانت المسيرة العاطفية التي قام بها الطلبة وموظفو الجامعة من أدناهم إلى أعلاهم، والذين سبق لهم أن جاءوا إلى المستشفى قلقين للاطمئنان عليه، كانوا يدخلون البيت بهدوء، وكان أكثرهم فقرًا يصر على أن يحمل معه السجائر .. كان كل ذلك في نظري في منتهى الرقة". ولم يكن بَعْدُ إلَّا أستاذًا جديدًا ، أيُّ أستاذٍ هذا الذي يجتذب كل هؤلاء باسم الحب الذي استشعروه جميعًا لهم في محاضراته، ودفاعه عن التعليم وتطويره، ودفاعه عن حقهم في حياة أفضل؟! ببساطة.. لقد تحول طه في الحياة المصرية إلى أيقونة للأمل!.

أمّا عن معرفة مصر به، فتقول: "لم يكن طه - قبل سفره إلى فرنسا - نَكِرَةً في بلده، فقد كان يكتب في صحيفة لطفي السيد "الجريدة"، كما كان يكتب قليلًا في صحيفة "العلم"، وفي مجلة "السفور". كما أنه كان أول خريج في الجامعة الجديدة يحمل درجة الدكتوراه، التي نالها عن رسالته عن "أبي العلاء المعري" ،وقد طلب الخديوي أن يرى الفائز، واستقبله بحرارة.. وسرعان ما بعث طه في التعليم روحًا جديدة. ومنذ عام 1920 كان الفرح يغمر قلبه؛ فطلابه "يعضون" ]بنواجذهم[ على التاريخ الإغريقي، وتلك ثورة في التعليم كما كان يُنظر إليها آنذاك.

يعلم الجميع العداوة بين العميد طه حسين والرئيس سعد زغلول، لقد كان طه يكتب المقالات ضد سعد زغلول معترضًا على مواقفه. ومن المعروف أن طه حسين كان ينتمي لحزب الأحرار الدستوريين، وهو حزب معارض لسياسات سعد زغلول، في الفترة التي كان فيها سعد رئيسًا للوزراء بين أعوام 1919 و1924، ليس كراهية في سعد، وانما كراهية لأي تراخٍ من الحكومة في سبيل تحقيق مطالب الشعب. ومع ذلك تكتب ماري: "حين علم طه حسين بوفاة سعد عام 1927، وكان يقضي الإجازة بلبنان بدلًا من فرنسا ، تجهَّم وقال "هذا فظيع!".. وقد لاحظ صديق إنجليزي تعرف عليه طه أثناء إقامته هناك، لاحظ وجهه المتشنج حزنًا، فقال له "لا بُدَّ أنه صديق عزيز هذا الذي فقدته!"، فأجابه طه "لم يكن لي من هو أكثر عداوة منه". فنظر إليه الرجل طويلًا نظرة لا أستطيع التعبير عن الاحترام الذي كان يُشع منها، وبدون أن يلفظ أي كلمة، وضع يده على كتف طه، وربت عليه بقوة".

تحكي ماري عن علاقاته خلال المؤتمرات والرحلات التي كانا يقومان بها معًا إلى ليدن وبيروت، وفيينا في النمسا، وبروج ولوفان في بلجيكا، وأكسفورد في إنجلترا، وعن كل هؤلاء العلماء الذين كان على علاقة وطيدة بهم، عن أحاديثه، وعلاقة الحب والإكبار التي كانت تجمعه بهم، وإلى أي حد كان سريع التأثر بسماع أخبار حزينة عن رحيلهم المفاجئ.

طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن
طه حسين مازال أهم شخص في مصر رغم رحيله منذ نصف قرن



وتحدثت عن تلك الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الأولى، حين حصل على وسام الأرز، وتحدث عدة مرات في بيروت، حيث كانت القاعات غاصة بالمستمعين من كل مكان، يستمعون إليه بحب، كانت عالمية طه حسين تفوق أي خيال.

لا تنسى ماري رسالته إليها، حين اضطُرَّ للسفر إلى فيينا، بينما تركها مع طفليها في باريس، فكتب إليها: "علينا ألَّا نكرر على الإطلاق هذا الفراق الحكيم الأحمق، فبدونك أشعر أني أعمى حقًّا، أمّا وأنا معك، فإنني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وإلى أن أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بي"، مستشهدًا لها ببيت شعر قديم يقول "ناقتي في البيد تجري". وتصف كيف أنها كانت تتذوق عباراته بشكل ملهم وبهيج وممتلئ بالإحساس، على الرغم من أن ذلك كان غريبًا عليها في البدايات.

ثم تَذْكُر كيف تعرض الدكتور طه حسين إلى محنة جديدة في مارس عام 1932، فتقول: " كان طه يدفع غاليًا ثمن جريمته في أن يكون إنسانًا حُرًّا، والحق أنه لم يكف إطلاقًا عن دفع هذا الثمن. غير أنهم كانوا يريدون سحقه حقًّا هذه المرة، إذ لم يكتفوا بطرده من الكلية التي كان عنوانًا لعزتها وكرامتها وقوة نابضة فيها، بل أغرقوه بالشتائم، وحاولوا أن يحرموه من كل وسيلة للعيش، بمنعهم - مثلًا - بيع الصحيفة التي كان يُصدرها، وبإنذارهم البعثات الأجنبية في مصر بالكف عن أن تقدم له عروضًا للعمل. ولا بُدَّ لي هنا من الثناء على الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التي تَحَدَّتْ هذا الإنذار، وطلبت إلى طه تقديم مجموعة من المحاضرات، الأمر الذي قدم له دعمًا لايقدر بثمن".

وحين عُرض عليه الذهاب إلى أمريكا رفض، وكتب لها :"إنني أستاذ معزول، وعالِم ممنوع من العمل، ومن واجبي ألَّا أشتغل بالسياسة، وإنما أؤلف الكتب وأسعى وراء الرزق. أمَّا في أمريكا فإنني سأكون أجنبيًا، وسأنظر إلى حياة البلد دون أن أشارك فيها". وعلى هذا الأمر تُعلق سوزان بقولها: "نعم.. أيها المناضل، فأنت لم تكتف قَطُّ بواجب محدود".

هذا هو طه حسين، حتى أن أحمد لطفي السيد، رئيس الجامعة في ذلك الوقت، استقال من الجامعة بسبب موقف القصر من طه حسين. وينبغي في هذا الصدد أن نذكر أن يوم استقلال الجامعات في مصر مرتبط بتاريخ هذه الاستقالة، التي حدثت في يوم 9 مارس عام 1932، حين اعترض الدكتور أحمد لطفي السيد على تدخل السلطة التنفيذية في شئون الجامعة، عقب صدور قرار وزير المعارف بنقل الدكتور طه - عميد كلية الآداب المنتخب - دون الرجوع إلى الجامعة ولا مشاورتها، بل وكتب يقول: "إن ما حدث سُنَّةٌ تذهب بكل الفروق بين التعاليم الجامعية وأغيارها". وتحولت مسألة رفض نقل طه حسين إلى إضرابات للطلاب والأساتذة ومجالس الكليات في كليات الآداب والطب والحقوق.

صحيحٌ أن طه حسين لم يعد للجامعة إلَّا بعد ذلك بعامين، مع وزارة محمد توفيق نسيم باشا، غير أن قانون الجامعات في ذلك الوقت قد تم تعديله بناء على شرط أحمد لطفي السيد لوزير المعارف. وحتى حين هتف طلاب الإخوان بسقوط العميد طه حسين عام 1939 رفض لطفي استقالة طه حسين. أمّا طه ولطفي فقد أسَّسَا وعَمِلَا معًا في مجمع اللغة العربية، وتولى رئاسته طه حسين بعد أحمد لطفي السيد. وبعد كثير من الإحباطات في جريدته "الوادي"، وصل إلى درجة اليأس والقنوط، وقال لها: "فلتحيا الحرية! ولكن فقط مع من هم جديرون بها!".

ولننظر إلى طه حسين كما يصفه أحمد لطفي السيد في وُدٍّ وإكبار نادريْن الآن: "أسفتُ لنقل الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب إلى وزارة المعارف، لأن هذا الأستاذ لا يُستطاع - فيما أعلم - أن يُعوض الآن على الأقل، لا من جهة الدروس التي يُلقيها على الطلبة في الأدب العربي ومحاضراته العامة للجمهور، ولا من جهة البيئة التي خلقها حوله، وبث فيها روح البحث الأدبي، وهدى إلى طرائقه". هذا رأي رئيس الجامعة في العميد طه حسين .

وها هي ذي سوزان تنقل من خطاب لويس ماسينيون، الذي لم يتخلف عن الكتابة عن طه في عيده السبعيني عام 1962، واشترك مع بعض الكُتَّاب العرب والأجانب، وقد كتب رسالة إلى ماري في أكتوبر عام 1952 قال فيها: "أكتب لكِ اليوم لأعبر عن مدى إعجابي وفرحي بمشاريعكم، ففي عالم المبتزين والجبناء تتألق شجاعتكم، لتواسي بعض من لا يتوصلون إلى قتل أنفسهم في الشهادة من أجل العدالة، شأنهم في ذلك شأني.

 إنني أدعو الله أن يبارك طه حسين لقاء الزكاة الروحية التي يؤديها للشعب المصري، أقبلك ياصديقي.. وليبارك الله زوجتك العزيزة.. بل حتى أعداءك الذين - لولاهم - ماكنت لتنتبه إلى المهمة الملقاة على عاتقك!".

Post a Comment

أحدث أقدم