لا سلام على الأرض
فلسطين القضية الأزلية الأبدية
بقلم هاني منسي
الآن يجلس نتنياهو وبايدين وأعوانهما على أطلال غزة يخرجان لسانهما للعرب، المختلفون دائما وأبدا، وبدم بارد يقتلون ولا مانع لديهم أن يضحوا بعدد من شعوبهم من أجل إنجاح خطتهم، لا يهمني أن كانت حماس إرهابية أو وطنية الآن، فالموضوع معقد وله أكثر من بعد، ومتعلق بطبيعة ما يجري في الدول العربية وسياسات الحكام العرب، وما ترتب عليه من درجة وعي الشعوب، خصوصا الأجيال الجديدة وما تم تدميره من أنظمة تعليم عقيمة وهشة في نفس الوقت، لكن مع كل هذا الشعب العربي - وأخص بالذكر هنا الشعب المصري- أدعى أنه مع القضية الفلسطينية أكثر من بعض الفلسطينيين أنفسهم، وهنا مربط الفرس،
كيف حال الفلسطينيين الآن، مهلهلون، مشتتون، إن لم يتحد الشعب الفلسطيني، لن تكون لهم قائمة، إن لم يكفوا عن التناحر فيما بينهم ويكون لديهم مبدأ فلسطين أولا فلن يكون هناك ضغط على الرأي العام العالمي والدفع بقضيتهم للأمام، طالما هناك تخوين بين فصائل الشعب الواحد وهناك أيديولوجية خاصة بحماس التي لا تعترف بالوطن بل تحلم بالخلافة المزعومة فلن يكون هناك قائمة لفلسطين، طالما هناك ملايين الدولارات التي تضخ في أرصدة حماس لأغراض أبعد ما تكون عن الدفاع عن القضية الفلسطينية،
قادتهم يخططون وهم في قصور خارج غزة، والشعب الأعزل يدفع الثمن، قادتهم يعلمون أولادهم في أعرق جامعات العالم وشعوبهم تعاني من ندرة المياه الصالحة للشرب وتفتقر إلى الحد الأدنى للحياة الآدمية، حماس تتاجر الآن بدم الفلسطينيين، وهنا أتذكر كلام ثروت الخرباوي في ملتقى الشربيني الثقافي في ندوة عن محاربة الفكر الإرهابي، قال فيما معناه، جماعة الإخوان الإرهابية هي صناعة صهيوماسونية.
وفي رأيي أن ما تفعله حماس يضر بالقضية الفلسطينية أكثر من أي فصيل في فلسطين، وتقدم غزة على طبق من فضة لليهود، لو كان غرضهم الدفاع عن القضية الفلسطينية لماذا إذن تدخلوا في الشأن المصري وما فعلوه من تخريب واقتحام السجون في أثناء ثورة يناير 2011 وأحداث نعلمها جميعا بالصوت والصورة وفي سجلات المحاكم، لكن أقول سواء كانت حماس إرهابية أو كما تدعى تدافع عن مقدسات.
لا ننكر أنها أعادت القضية الفلسطينية مجددا على طاولة العالم للنقاش مرة أخرى، ولم تستطع الحكومات هذه المرة تعتيم وتشويه صورة الفلسطيني، لكن ثمن إعادة القضية مرة أخرى على طاولة النقاش هذه المرة كان غاليا جدا، عل أرواح آلاف الأبرياء التي زهقت تحل القضية الفلسطينية قريبا وإن كنت أشك في ذلك، لأن إسرائيل لها عقيدة ثابتة وسيستمرون هكذا ليوم القيامة ولن يتغيروا،
حسب عقيدة إسرائيل الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل)، الوعد بحسب أقوال كتب اليهود كان في البدء إلى إبراهيم، وتجدد العهد بعد ذلك إلى ابنه إسحاق، وإلى يعقوب ابن إسحاق وحفيد إبراهيم، وأسندت أرض الميعاد لأولادهم، وكما وصفها من نهر النيل إلى نهر الفرات، هذه عقيدتهم وهذا إيمانهم وهذا ما يخططون له، لذا يجب كشعوب عربية، ليس فقط ككتاب ومثقفين، أن نتحد جميعا كعرب وأن نعي جيدا العدو الحقيقي ونعمل على إذابة الخلافات العرقية والدينية بين شعوبنا في مواجهة عدو لا ولن يتراجع عن محاولة تحقيق أرض وعدهم بها الله بنفسه كما يدعون.
إرسال تعليق