البعض يطرق باب جاره ليسرقه

البعض يطرق باب جاره ليسرقه، بقلم عبير حافظ
البعض يطرق باب جاره ليسرقه، بقلم عبير حافظ



تناول هاتفه المحمول يهم بالاتصال بصديقه محمود.. وفي داخله يتمنى لو لم يرد ..
بالأمس ردت عليه هي بدلاً منه لنسيانه هاتفه بينما زوجها بالخارج..
لطالما جذبت انتباهه برقة حديثها وأناقة مظهرها.. يجدها مميزة عكس زوجات كثيرات بعد فترة من الزواج.. رقيقة ..رايقة ..حتى بدون بذل مجهود .. تمتلك وجها ملائكيا ..حركاتها ،لفتاتها مثيرة بلا تصنع .. بسيطة لكن تأثيرها طاغي

_السلام عليكم.. أيوا يا أستاذ أيمن، إبراهيم خرج ونسي المحمول بتاعه.. أول ما يرجع هقوله انك اتصلت
_أوك تمام

لم يسعه سوى إنهاء المكالمة
لكنها شغلت تفكيره طوال طريق العودة
متعجباً.. كيف لدقائق مسروقة من فم الصدفة أن تتركه منتشياً هكذا !

في الصباح إلتقى بإبراهيم ليأخذه معه بالسيارة ليذهبا معاً للموقع... راح يتأمله وهو جالس بالمقعد المجاور..
محدثا نفسه: كيف لهذا( الخرتيت )أن يرتبط بتلك الملاك!
هي كبقية النساء لكنها ليست مثلهن تماماً.. هكذا يراها
محتشمة كهدية يريد فك كنهها والتعرف علي محتواها

رن هاتف إبراهيم فالتفت إليه مازن بانتباهه بسرعة وبحركه لاإرادية ليسترق السمع محاولاً سماع كلمات الطرف الآخر علها تكون هى.. فقد ارتبطت في ذهنه بالهاتف
ترامى إلى أذنه صوت رقيق لايخطئة : هاتلنا معاك إزازة بيبسي كبيرة وانت راجع
وبصوت خشن غاضب رد : اقفلي دلوقتي أنا مشغول.

"يبدو أنها مستفزة لتتصل في أول اليوم لتطلب شيئًا بهذا السخف.. لكنه أيضا كان حادا وجافا بطريقة مبالغ فيها"
هكذا كانت تتوالى الأفكار على راس مازن يختلق لها الأعذار
هو الذي يقتنع بأنه سلطان زمانه وملكاً ذا حنكة في معاملة النساء.. يراهُن أرهف من المعاملة بالضد أو حتى بالمثل
يجد في أي شكوى من الرجل ضد المرأة يعد قصوراً منه ..
 وأن كل نشوذ منهن يرجع لضعف قدراته هو وفشله في التحكم بزمام الأمور؛ ثغرات بسيطة يدلف منها لقلوبهن .تَصَنع عدم الاكتراث ، والاهتمام بالطريق...أنهيا اليوم وعادا كل منهما لمنزله
وفي اليوم التالي قرر التقدم خطوة أكثر إيجابية واتصل بصديقه يساله عن أوراق خاصة بإنهاء مشروع الأبراج والتي يشرف عليها كمهندس... كان يعلم جيداً كونها ليست بحوزته وأنها بالبيت وأنه لن يستطيع العودة من القاهرة لبلدته اليوم.... لذلك ذهب بنفسه لمنزله ليأخذها
يثق في وسامته، متوسماً في بضع دقائق ينعم فيها بقربها
صعد السلم برشاقة وخفة بجسم رياضي مرتدياً زياً انيقاً يظهر تفاصيل كتفه العريض وبطنه المسطح
ضغط الجرس.. ففتحت ابنتها ذات الخمس سنوات.. ليصله صوتها : مين يا رانا؟ 
_دا عمو مازن يا ماما

أطلت عليه وعلى وجهها علامات تعجب ، بملابس البيت.. عبائة من قماش جيل رغم اتساعها لكنها تلتصق بجسمها المتناسق بطريقة ما فبدت ملفتة مثيرة
_ أهلا ياباش مهندس مازن
_أهلا بيكي يا مدام فرحة، أنا عارف إن إبراهيم مش موجود.. لكن في ورق مهم للشغل محتاجينه
_ورق؟ ورق ايه
_ورق المشروع الي احنا شغالين فيه
مش عارفه هعرف أطلعه ولالا.. أنا مبفهمش أوي في شغلكم

ابتسم لها ابتسامة اعجاب محملة برسائل تمنى لاتخفي علي أنثى
_مش مهم خالص الورق

سرق منها ابتسامة حاولت إخفاءها قدر المستطاع
_لا لا استنى هجيبلك كام ملف طلعه منهم

غابت بالداخل عشر دقائق وعادت تحمل خمس ملفات.. ناولته إياهم.. فسرق لمسة خاطفة من كفها وهو يتناولها منها . فارتبكت وتوردت وجنتيها ومن ثم تراجعت للخلف، 
استخرج الملف المطلوب.. يمد يديه لها بالبقية.. لتأخذهم منه وتنظر له هذه المرة بنوع من احتياج لذلك الوميض اللامع بعينيه.. تريد مزيداَ من ذلك الشعور المفعم بالرغبة في جاذبيتها كأنثى حتى وإن لم يعنيها ما توابع ذلك الجنون أو ما بعد نلك اللحظات الخاطفة...

 ابتسم لها وهو يغادر بعد ما ترك بصماته علي روحها.. لتتابعه كالمشدوهة.. تتخطى باب الشقة تتابعه بنظرها وهو يختفي... فتجري علي الشرفة تشاهده وهو يبتعد بالسيارة.. لا تعلم عن ماذا تبحث.. وكأنه اختلس جزء من شغفها معه قبل أن يغادر.

Post a Comment

أحدث أقدم