أَرْغنٌ صَغيرٌ مُتنقِّلٌ

شعر: ﭼاك بريـﭭير


أَرْغنٌ صَغيرٌ مُتنقِّلٌ، شعر: ﭼاك بريـﭭير، ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد
أَرْغنٌ صَغيرٌ مُتنقِّلٌ، شعر: ﭼاك بريـﭭير، ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد


ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد



أَرْغنٌ صَغيرٌ مُتنقِّلٌ


أَعْزفُ على الْبيانو
قالها أَحدُهمْ
أمَّا الآخرُ فقالَ أنا أعْزفُ على الْكَمَنْجةِ
أنا أعْزفُ على الْقيثَارِ
على الْبانـْﭽو
أنا أعْزفُ على الكَمَانِ
على زَمَّارةِ الْقرْبةِ
على النَّاي
وأنا أعْزفُ على النَّعَّارةِ
كانوا جميعًا يتحدَّثونْ
يتحدَّثونْ
يتحدثونَ عَمَّا كانوا يَعْزفونْ
ولمْ نَكنْ نَسْمعُ أيَّةَ موسيقى
كانوا جميعًا يتحدثونْ
يتحدثونْ
يتحدثون
ولمْ يكنْ هناك شَخْصٌ يَعْزفُ
لكنَّ رَجُلاً كانَ صامتًا في رُكْنٍ ما:
" على أَيِّ آلةٍ تَعْزفُ يا سيّدي الصَّامتَ
الذي لمْ يَقلْ شيئًا؟ "
سَألَهُ الموسيقيونْ
" أعْزفُ على الأَرْغُنِ الصغيرِ المُتنقلِ
وأَطْعنُ بالسّكّينِ أيْضًا "
يَقولُها الرجلُ الذي لمْ يقلْ شيئًا مُطْلقًا حتَّى الآنْ
ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ بالسكينِ وقَتَلَ كلَّ الموسيقيينْ
وراحَ يَعْزفُ على الأرغنِ
كانتْ موسيقاهُ سليمةً جِدَّاً
حَيَّةً جدًّا
رائعةً جدًّا
كَبِنْتِ صاحبِ المنزلِ
التي أَخْرجتْ البيانو من الأسفل
حيثما كانتْ تَرْقدُ
يُغطّيها السَّأَمُ
وقالتْ:
" كنْتُ ألْعبُ بالطَّوْقِ
ببندقية صَيْدٍ
كنتُ ألعبُ الحِجْلة
كنتُ ألعب بالدَّلْوِ
بالْمِجْرفةِ
كنتُ أُقلّدُ أبي
أُقلّدُ أُمِّي
والقِطَّ الراقدَ دونَ حِراكْ
كنتُ ألعبُ مع أخي الصغيرْ
مع أُخْتي الصغيرةْ
كنتُ أُقلّد الشُّرْطيَّ
واللِّصَّ
لكنَّ هذا انتهى
انتهى
انتهى
أريدُ أنْ أُقلّد السَّفَّاحْ
أنْ أعزفَ على الأرغن."
فأمْسكَ الرجلُ بِيَدِ الفتاةِ الصغيرةْ
واخْتفيا في المدنِ
في المنازلِ
في الحدائقِ
وقتَلا ما اسْتطاعا مِنْ بشرٍ
بعْدَ ذلك تَزوَّجَا
وأَنْجبَا أطفالاً كثيرينْ
لكنْ
تَعلَّمَ الْبِكْرُ العزْفَ على البيانو
الثاني على الكمنجة
الثالث على القيثار
الرابع على النعَّارة
الخامس على الكمان
ثم راحوا يتمارون بالحديث
كانوا يتحدثون
يتحدثون
يتحدثون
يتحدثون
يتحدثون
ولمْ نَعُدْ نسمعُ أيَّةَ موسيقى
إذْ لمْ يَعْتبروا ممَّا كان في الماضي!



Post a Comment

أحدث أقدم