يا ربي على حبيب قلبي!
بقلم: عاطف محمد عبد المجيد
ربما تمتلئ كل براميل حياتك بالمنغصات، وبالمشاكل، أو بالمشكلات عشان بتوع اللغة ميقفولناش على الواحدة، التي تُلقي عليك تحية الصباح والمساء وما بينهما، وكمان احتمال تبان حياتك مظلمة ومعتمة وقاتمة، وليس فيها أو بها بصيص أمل، واخد بالك من كلمة بصيص دي؟، لأي بسمة أو فرحة أو ضحكة. لكن كل ده، يا طويل العُمُر، مؤكد سيهون حين تجد حبيبًا لا مثيل له، يجعلك، أو يخليك، تقول عنه بملء فيك، يعني فمك، في مواقف كثيرة: " يا ربي على حبيب قلبي ". حبيب يُهوّن عليك متاعب الحياة وأوجاعها، ويرحمك في أوقات كتيرة جدَّا من قسوتها. حبيب تتخيل نفسك وأنت معه كأنك تسبح في جنة فيها ما لذ وطاب. حبيب بمجرد شعورك بوجوده في حياتك تذوق طعم الأمان والراحة. حبيب مهما بحثت فلن تجد من يُشبهه، لأنه فعلاً لا شبيه له ولا نظير ولا مثيل ولا حتى أي حاجة.
وصحيح لو كان له شبيه مكانش اتقال عليه يا ربي على حبيب قلبي. الحبيب ده هو اللي يغنيك ويكفيك بحق وحقيق عن العالم بكل اللي فيه. الحبيب اللي يكون بالنسبة لك كل كل حد وكل كل حاجة، واللي فعلاً تقول عليه: هو وبس وغيره مفيش.
ويا سلام يا صديقي لو ربنا كرمك بحبيب بهذه المواصفات، أظنك تبقى طماع لو طلبت من ربنا حاجة تانية. أيوة طماع، لأن اللي عنده حبيب أكيد عنده كل حاجة في الحياة. كمان لازم تعرف إنك عشان عندك حبيب، لازم تتعرض لعيون الحاسدين اللي لولا ستر ربك ولطفه لكانت قصفت أعمار ناس كتير.
أصل الناس دلوقت بقت قلوبها ألوان، وصعب تلاقي القلب الأبيض اللي زي البفتة بتاع زمان. وعشان الناس قلوبها اتلونت واسودت تقريبًا عشان كده مبقوش يحبوا الخير لحد، وتلاقيهم يقولوا اشمعنى ده اللي عنده حبيب واحنا لا؟
ده حتى لا شكل ولا منظر.
مش كده وبس، ده هيقولوا عليك كلام وكلام، ومش بعيد تلاقي قصة حبك دي منشورة كخبر أول في كل وكالات الأنباء العربية والعالمية. متستغربش..أكتر من كده ممكن يحصل وفي أحسن العائلات، ويمكن في أسوأها، طالما الناس مش قادرة تعمل اللي أنت عملته، وبما إنهم مش هيعرفوا يعملوه، فلازم يهدوا المعبد فوق دماغك ودماغ اللي خلفوا حضرة جناب سعادتك.
صحيح مين قالك تحب حد زي القمر، بل هو القمر بذات نفسه، وهم مش قادرين يحبوا حِتّة قرد. بقى القمر ده معاك ومش عايزهم يحسدوك عليه؟ يا جبروتك يا أخي! عمومًا سيبك من الحاسدين ومن عيونهم اللي يندبّ فيها مدفع، مش رصاصة، وسيبك حتى من ودانهم ومن رجليهم، لأن لا حسدهم ولا حقدهم ولا قلوبهم اللي بتاكل في نفسها هتأثر فيك، ولا هتقدر تمنعك من اللي أنت حابب تعمله، ولا هم موجودين أصلًا على خريطة حياتك أنت وحبيبك.
وإوعى أنت كمان تكون خِرع وضعيف وكوكو وكلامهم يأثر فيك، ويخليك تخاف أو تكش، وتمشي ورا كلامهم الفاضي اللي سعادتك، أو حضرة جنابك، فاهم وعارف هم بيقولوه ليه.
متغاظين جدًّا طبعًا..هي دي عايزة كلام! ببساطة يا عم الحاج، معلش أقصد يا صديقي، لأن الحب في أم الزمن اللي احنا فيه ده عَمْلة وعُملة مش موجودة أصلاً، مش بس نادرة.
واللي يلاقي حد يحبه لازم يمسك فيه بكل صوابعه وإيديه ورجليه وكله كله. مش يسيبه عشان اللي تتقطع ألسنتهم وشوية كلام فارغ من شوية بتوع ملهمش أي تلاتة وأربعين لازمة في الحياة، غير إنهم يوزعوا حقدهم وحسدهم على بقية خلق الله.
طيب والنبي قول لي يا أخينا لو لقيت حد يقول لك إنك كل أمانيه، وإنك كل الحياة في عنيه، وإنك نور عنيه، وإنه يتمنى يعيش معاك ولو يوم واحد وبعد كده يموت والناس تعزيك فيه، وإنك بقيت كل حاجة ليه، وإنه هيكون لوحده من غيرك، وإنه ملوش حد غيرك يعمل معاه كل حاجة بيحبها ومش بيحبها.
يا ترى ينفع تتخلى عن حد بالشكل ده أو تسيبه؟ إوعى تكون غبي وتقول ينفع. أبوس إيدك قول مينفعش مينفعش وكمان مينفعش. مرة تانية اسمح لي يا صديقي نرجع للحبيب اللي يخليك تقول عليه يا ربي على حبيب قلبي، لأنه يستاهل إنه يكون محور المقال ده وعشرات المقالات التانية لو فيه في العمر بقية ولو قدّر الله البقاء واللقاء والكتابة، لأنه الملك والباقي عامة، لأنه الضوء في ليل كله عتمة وضجيج، لأنه النصر الوحيد لفريق طول عمره بيتهزم برة وجوة، لأنه البرتقانة السليمة في شادر برتقان معطوب، لأنه البسمة الوحيدة في مكان كله بؤس ونكد، لأنه ورقة الشجر الخضرا الوحيدة بين أكوام ورق ناشف ويابس. وخد بالك إن الحبيب ده يستاهل إنك تتعب كتيرعلشان توصل له، وتحارب عشان تحتفظ بيه، وتتحدى أي ظروف وأي حاجات عايزة تفرّق ما بينكم.
وخد بالك إن الناس بقيت أساتذة في ضرب الحقن ما بين أي اتنين عايشين مع بعض في حب وسلام. يعني خلي بالك ومتسمحش لأي حد إنه يفسد علاقتك بحد بتحبه عشان يمكن متلاقيش زيّه تاني.
فعلا يا عم الحاج فيه ناس مش هتتكرر في حياتك، ومفيش منها اتنين، ناس متخلقش منها غير نسخة واحدة، وغير قابلة للاستنساخ، حاجة كده زي ما بيقولوا بيضة الديك.
وبالمناسبة الوقت مش مناسب أبدًا لمناقشة إذا ما كان الديك بيبيض أو بيولد أو كلاهما معًا.
وفي الآخر أو في الأول يا ربي على حبيب قلبي، معلش أقصد يا صديقي، في اللحظة اللي كان صاحبنا بيكتب المقال ده قوم حبيب قلبه بعت له رسالة على الواتس، فصاحبنا قوم سأل حبيب قلبه تعرف أنا بعمل إيه دلوقت؟ فقال له إيه؟ فقام بعت له صورة المقال ده، فقوم حبيب قلبه رد عليه وقال له: " يا ربي على حبيب قلبي! "
إرسال تعليق