في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ
قصة نجيب محفوظ مع السينما
بقلم: شريف الوكيل
في مثل هذا اليوم، ١١ ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بذكرى مولد الأديب العالمي نجيب محفوط، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام ١٩٨٨، سطر اسمه في تاريخ الأدب بحروفٍ من ذهب،
محفوظ بدأ رحلته في عالم السينما عام ١٩٤٧ من خلال الاشتراك مع المخرج صلاح أبو سيف في كتابة سيناريو فيلم "المنتقم"، وظل على مدار ثلاثة عشر عاما يكتب السيناريو والحوار لمجموعة من الأفلام، أهمها "إحسان عبدالقدوس".
في عام ١٩٦٠ وكما جاءت البداية في عمله كسيناريست مع المخرج صلاح أبو سيف، تعرفت السينما على روايات نجيب محفوظ، من خلال عدسة أبو سيف، الذي اختار رواية "بداية ونهاية" ليقدمها على الشاشة،
اتخذ نجيب في عام ١٩٦٠ قرارا بعدم كتابة السيناريو مرة أخرى، لكنه تراجع بعد ذلك بشكل جزئي، وفي نفس الوقت لم يعد لسابق نشاطه في كتابة سيناريوهات خصيصا للسينما، كما أعد بعض القصص التي كتبها غيره من الكتاب حتى تصلح لتقديمها سينمائيا، ومن بين الأعمال التي قدمها بعد التراجع بعيدا عن نصوصه الأدبية: أعد قصة "شيء من العذاب" للسينما، كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم "الاختيار" إخراج يوسف شاهين، وضع إعداد سينمائي لرواية إحسان عبدالقدوس "بئر الحرمان"، ولقصة "إمبراطورية ميم".
ويعد الفنان المصري الراحل نور الشريف أكثر ممثل جسّد شخصيات الأعمال التي كتبها أديب نوبل...ومن أشهر الروايات التي حولت إلى أفلام: "زقاق المدق"، "القاهرة ٣٠"، "اللص والكلاب"، "بداية ونهاية"، "ميرامار"، "ثرثرة فوق النيل"، "الشيطان يعظ"، "قصر الشوق"، "الطريق"، "الحب فوق هضبة الهرم"، وعدد من الأفلام الأخرى.... أما أشهر الروايات التي حوّلت إلى مسلسلات: "اللص والكلاب"، "الباقي من الزمن ساعة"، "قصر الشوق"، "بين القصرين"، "حضرة المحترم"، "حديث الصباح والمساء"، "الأقدار"، و"أفراح القبة".
وخلال مسيرته انضم محفوظ إلى السلك الحكومي للعمل سكرتيرا برلمانيا في وزارة الأوقاف، وتدرج حتى أصبح مديرا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة، ثم مديرا لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة للعمل مديرا للرقابة على المصنفات الفنية.
في عام ١٩٦٠ عمل محفوظ مديرا عاما لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، ثم رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما لمدة ٥ سنوات، ليقرر بعدها التقاعد من العمل الحكومي ويصبح أحد أشهر كتّاب مؤسسة الأهرام.
وعلى الرغم من أن أغلب أعمال نجيب محفوظ كانت البيئة المسيطرة عليها هي الحارة المصرية، لكن ذلك لم يمنع المخرجين الأجانب من تناول نصوصه الأدبية في أعمالهم وتطويعها لتناسب بيئتهم، وقدمت السينما المكسيكيةفيلمان هما بداية ونهاية، ثم زقاق المدق .
كان نجيب محفوظ يستخدم حوار رواياته بالفصحى على لسان شخصيات من الأحياء الشعبية، وفسر أديب نوبل في حوار له مهمة الأدب في علاقته باللغة، بإنه ارتقاء بالعامية وتطور للفصحي لتتقارب اللغتان.
وقال محفوظ، عن القصص التاريخية التي بدأ بها محفوظ رحلته الأدبية، وروايتي "عبث الأقدار" و"رادوبيس"، "هي حكايات أصلها من الأدب الفرعوني القديم، فالقصة كانت موجودة، لكنني أدخلت عليها خيالي"، مضيفا: "أجد متعة كبيرة حينما أشاهد روايتي على شاشة السينما
وتحدث الروائي العالمي عن الجدل الذى أثير عقب حصوله على جائزة نوبل، وأنها جائزة سياسية وعنصرية، قائلا: "لي ملاحظات كثيرة في المقدمة إن كثيرا من الصحفيين كانوا يسألونني عن جائزة نوبل، ولكن أحدا منهم لم يفكر في الذهاب لسكرتير اللجنة ويسأله عن العرب وملاحظتهم على الجائزة ورأيهم فيها .
ووصف محفوظ، العالم العربي، بأن ماضيه مجيد وحاضره مؤسف ومستقبله نرجو أن يكون مشرقا.
قصة نجيب محفوظ مع السينما، في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ |
وفي نهاية حياته، عانى محفوظ من ضعف سمعه، وبصره، معبرا عن استيائه من تملكه لوقت فراغ كبير قائلا: "بحاول أملأ فراغي بقدر الإمكان وما قدرش اتفرج على التليفزيون، وفقدت حاجات كتير والعوض لقيته في الأصدقاء الحمد لله".
وولد الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، في حي "الحسين" بمنطقة الجمالية في القاهرة عام ١٩١١ .
إرسال تعليق