رسالة من مقهى الذكريات
بقلم: شريف الوكيل
لست أدري ما الذي دفعني اليوم إلى الكتابة، على الرغم من أنني عاهدت نفسي على الانقطاع عنها؛ فلم يعد في الروح ما يُقال.
كيف حالك من بعدي؟ هل ما زالت قهوتك تسرق من عينيك الثوب البنيّ لتلبسه هي؟ والموسيقى، أما زلت تسمعها؟ ماذا عن مكتبتك التي احتوت كتبي، أهي منسيّة مثلي؟ نعم، نعم، فقد كان بيننا كتاب وقهوة، أتذكر؟
بالأمس مررت بجانب مقهانا، كنت أخطف نفسي من نفسي ومن المارة لأراك هناك، على مقعدك بجانب حائط قديم الطراز، عليه لوحات كنّا نتسابق في تحليلها. مقهانا بالأمس بدا لي موحشاً، لم أستشعر روح القِدَم فيه، ولم أرَ اللوحات. مقهانا بالأمس بدا مرعباً، بدا بارداً، بدا سابحاً في اللاشيء. عدتُ جرياً إلى غرفتي، إلى منفاي، وقررت حينها أن أنساك؛ أوّل ما قمت به هو إخفاء قصائدك التي وضعتُ أوراقي وأحلامي بين سطورها، فكانت بين السطر والسطر تجهّز مقصلتي. أما حبرك فسقيتُ به وردتك، جفّ هو وماتت الأخيرة للأبد.
ظننت أنني نجحت في نسيانك، فصرت أشرب خمرة الفوز، إلا أنّ رسالتي لك الآن أعادتني من سَكْرتي فتذكرت إنني ما نسيتك قط..
لكن أنت من نسينى.
إرسال تعليق