قراءة في مجموعة "مفترق طرق" للكاتب سمير فوزى.
قصة حبل تائك.
بقلم: صفاء عبد المنعم
يهش الذبابة المستقرة على حافة الطبق، فشل منذ زمن فى التخلص منها، تلازمة أينما كان، توقظه كثيرا من نومه بطنين مستمر حول أذنيه، تداعبه زوجته دائما.
- بينك وبينها حاجه! عمرها ما جت علي!
سأل نفسه هل هى نفس الذبابة؟ كل الذباب يشبه بعضه!
رافقته الذبابة منذ أن منحوه حرية أن يأتي وقتما يشاء.
الحبل التائك
الحبل التايك هو حبل الساعة(الزمن )
- تتسحب ناحية الدولاب، تدس قميص النوم الأحمر الفاقع في حقيبة يدها، كاد يقول لها أن القميص الأسود أكثر إثارة على جسدها الأبيض، وأنه كان دائما يحبه عليها، رأها تستدير تجاهه فأغمض عينيه- نلاحظ أن الزوج على يقين ورأى رؤي العين زوجته وهى تفتح الدولاب، وتأخذ منه قميص نوم، ومع ذلك يغمض عينيه ويدعى النوم.
في هذه القصة البطل ليس لديه تصورات ذهنية عن الآخر مثلما حدث فى القصة الأولى(عيادة الرمد ) ولكن هنا هو لديه يقين بالخيانة، والذبابة هى رمز للهاجس الذي يراوده دائما، ولكنه لا يبوح ولا يخبرها بالمعرفة، فهى تعامله على أنه(طفل) مدلل تضع له الطعام، وتتصل به لتطمئن عليه، ترشده وتحذره، فهو مستمتع بهذه الحالة التى هو عليها حتى عندما اشترت له هدية حذاء جديد، فرح به مثل الأطفال، أسرع بارتدائه بفرحة طفولية.
- فتح الصندوق على عجل، ظهر له حذاء جديد، تعرف أنه يعشق الأحذية الجديدة منذ طفولته، كل هداياها أحذية، أسرع بارتدائه بفرحة طفولية- فى هذا النص دلالة قوية على الحالة المهترئة التى عليها الزوج، وجاء ذلك فى رمز الحديد الذي يظهر من السقف، وخيط الساعة التائك والمعلقة فى الصالة، فالبيت أصبح مثل الرجل يحتاج إلي ترميم ومعاملة خاصة وبحرص شديد.
- مش به مستمتعا بلمعته الزاهية، متجاهلا تماما حقيبة يدها التى تركتها أمامه على المنضدة.. لم يخطر بباله فتحها- .
هو لم يفتح الشنطة لسببين :
الأول : حتى لا يتأكد له اليقين القاطع بوجود قميص النوم الأحمر داخلها، فالشك يصبح حقيقة ماثلة أمامه، ويحتاج إلي مواجه هو بعيدا عنها.
ثانيا : إنه تلبس دور الطفل المطيع الذي لا يمكن له أن يقترب من شنطة أمه ويفتحها، لأنه يخشى العقاب، فربما تحرمه من رعايتها وعطاياها.
مفترق طرق
سمير فوزى
حبل تائك
صفاء عبدالمنعم
إرسال تعليق