فرصة تانية
قصة قصيرة
مها صبري
فرصة تانية قصة قصيرة مها صبري |
تسارعت قدماها نحو الباب ، أطلقت العدو تجاه السيارات ل اتعرف الي أين تمضي ، بكاءها وصراخ أفكارها يعلو ضجيج الشارع والمارة والباعة ، حافية القدمين ، لهاثها جعل خفقها يعلو ويهبط بلا انتظام ، هناك صفير الشرطي علي ضفاف الطريق لا تصغيه ، وشجار لا تدركه ، أخر ما تطرق لمسمعها صوت فرملة سيارة لم تراها ، سقطت إثر صدامها ، فاقدة الوعي ، التف حولها المارة وكذلك صاحب السيارة محاولين نجدتها ، توجهوا بها الي أقرب مشفي ، وهناك سارع الأطباء الاطمئنان علي حياتها ، جاهدوا لوقف النزيف النافر من أنفها وأذنها ومقدمة رأسها إثر صدمتها ، وبعد مدة غير معلومة اطمئنوا لقد مر الخطر ولكن لا يعلمون من هي الساجية أمامهم ، ترقبتها الممرضة الي ان تفيق لتعلم منها عنوان أهلها او رقم هاتفهم لإخبارهم بحالتها ، يومان بالتمام الي ان أفاقت ولكن حين أفاقت كانت الصدمة ، سألتها الأخيرة من تكون ؟ فكان الجواب بسؤال أشد ألما : من أنا؟
كيف لا تعرفي!
عيناها شاردة تدور في أجواء الغرفة تحاول ان تتذكر من هي ، من اوصلها الي هنا, بل أين هنا؟ ما هذا المكان؟
نهضت الممرضة وجرت تخبر الطبيب التابع لحالتها بما حدث ، الذي عبس وجهه لما سمعه ، اندفع نحو غرفتها ، حاول فحصها مرة أخري ،طالبا منها أن لابد من عمل اشعة علي المخ ، والذي توقع نتيجته دون انتظارها
وجاءت النتيجة لما توقعه ، ارتجاج بالمخ ، ادي لفقد ذاكرة مؤقت ، راقب عيناها ولم يخبرها لما توصل اليه ، ابتسم ، وعدها انها في اقرب وقت ستعرف كل شيء عنها، بعون الله والعلاج سيتم شفاءها العاجل وتعود لذاكرتها وأهلها ،
في المشفي كانت تنهض كل يوم علي صوت الممرضة المرافقة ، تعتني بها ، ليس لأنه عملها ولكن بشكل أكثر تؤدة ، وكذلك الطبيب والمرضى المحيطين بها ، كانوا لطفاء معها مؤنسين لوحدتها ، ولكن ، يوما ما كان هناك اندلاع حريق بقسم الطوارئ اثر ماس كهربائي
فراح الجميع يندفع نحو السلالم ، مهرولين للنجاة ، ومن بينهم تلك المرأة الفاقدة لذاكرتها ، ارتطمت في باب زجاجي ، فأحدث لها عدة جروح في الراس والوجه ، سقطت مغشيا عليها ، وفي تلك الحين كان مدير المشفي وفريق العمل بالطوارئ سيطروا علي موقف الحريق وتم اخماده دون خسائر ولكن في غضون ساعة كان كل طبيب يتمم علي الحالات التابعة له ، وعن طبيبها فلم يجدها الي ان هرول معه عدة ممرضات انتشروا في انحاء المشفي بحثا عنها ليجدوها مسجاه في الطرقات تنزف ، أخذوها علي الفور وتم اسعافها ولكن حين أفاقت وهي لازالت مغمضة كان هناك بمثابة شريط سينمائي يدور في خلدها ، صوته العالي ، صراخه عليها ، صفعه المستمر لوجهها ،. اتهاماته الباطلة : انت زوجة فاشلة ، انت لا تستحقين الحياة ، اذهبي للجحيم ، اذهبي ولا تعودي ، قدماها تعدو الطريق حافية ، كلاكسات السيارات لا تنصتها وفجأة وفجأة فرملة سيارة صدمتها ،،،،،
افاقت وانهارت في البكاء ، طالبة من الله ان تعود لتفقد ذاكرتها مرة أخري ، فجاء طبيبها قائلا : الله أعطاك حياة مرة اخري ، ف ابدأي من جديد ، ليس الهروب من مر حياتك بالموت ، فهذا لن ينهي المأساة بل يبدأها ، فلن تسلمي في موتك حتي من ألسنة البشر وتأويلاتهم ، وهنا سيكون موتك انتحار أي كفر ، لا تخسري حياتك من اجل شخص او من اجل فشل او من اجل نهاية مؤلمة ، انهي حياتك السيئة بحياة اخري تمنحك نفسك وحين تجدين نفسك ستجدين معها كل شيء.
قصة قصيرة
مها صبري
إرسال تعليق