انا كبير السلاطين؟!
حسين عبد العزيز
بالطبع لابد أن يكون لكل واحد منا سلطان، كما يقول أهل الإسكندرية ، حتى تستقر حياته وتسير أموره إلى الأفضل والاحسن .
وانا من حسن حظى ، قد اكرمني الله بأكثر من سلطان.
أما أول سلطان عرفته وتعاملت معه ، كنت صغيرا وقتها حيث كانت جدتي ، تطلب منى أن اشترى لها ورقة ملح سلطان ، وتأكد على أن يكون الملح "ملح سلطان " كما تأكد أن أشترى لها باكو نشوق ماركة الزبدة أخضر غامق و لا غيره لأنه الأصلي و الأفضل ، أما الفاتح فهو التقليد .فكنت أحضر لها ما تريد ، ومره أتيت لها بباكو نشوق مختلف أي أخضر فاتح ، فغضبت وتعصبت و قالت كلاما مخيفا مرعبا فأسرعت بالعودة الى محل البقالة الذى في أول شارع الدقة وصاحبته كانت الطاهرة ..
وانا في هذا السن الصغير الى درجة العيال ، اكتشفت سلطان اخر وقد أحببت هذا السلطان الى حد كبير ومخيف و إلى الآن أحبه، وقد تبين ان لهذا الحب أساس علمي أي ان العلم يعرف ويقدر هذا السلطان.
ورغم أن عمرى قد تعد العقد الثامن إلا أنى مازالت على حبى وعشقي له أنه يا ساده سلطان النوم ، فأنا اقدره واحترامه ولا يمكن أن اعصى له أمرا وأقول له حاضر ما ان يظهر ويشاور لي برمش عينه ، وفى أحد المرات جرحن مرمش عينه هذا ، وتناقل الناس حكاية هذا الجرح حتى عرفنا أن الشاعر مرسى جميل عزيز سرق الفكرة ، وكتب اغنية " رمش عينه اللى جرحني رمش عينه " وغنها محرم فؤاد واشتهرت الأغنية والمغنى والشاعر واخذو فلوس كتير فرفعت قضية وانا هطق من جنابى ، لكن القاضى رفض الدعوة بحكم وفلسفة التناصح واستشهد بهني البردة لشوقي وما يحدث في نوادي الأدب من سرقة تحت اسم التناص ..
حزنت على رفض القضية .. وافوق من هذا الحزن على تعرفي على سلطان جديد ، انه سلطان والد زوجتي ، ولا ادرى والحق يقال هل أنا تزوجت وزوجتى لأنها تستحق أن تكون زوجتى ،ام تزوجتها لأنها بنت سلطان ، ولم أقدر على حل تلك المعادلة رغم أنه أصبح في العائلة اكثر من سلطان.
إن كل عيل من عيالى العشر يتزوج و يخلف فيسمى أول عيل له باسم سلطان حتى الأحفاد اصابتها العدوى واخذت تسمى سلطان.
حتى تحولت عائلتى إلى عائلة السلاطين وأنا
كبيرهم الذى علمهم التسلطن والسلطنه !
إرسال تعليق