الكحل وسبت النور
عادات وتقاليد أصيلة عابرة العصور والأديان لتؤكد على الهوية المصرية
بقلم: هاني منسي
أولا الكحل من العادات والتقاليد المصرية القديمة، التى حرص على ممارستها المصري القديم وبخلطته الطبية الطبيعية للحفاظ على النظر وجمال العين وكان يضع للرجال والنساء في مصر القديمة.
ثانيا تطور الطقس على يد المسيحيين الأوائل
وفى يوم سبت النور الذي تحتفل به الكنيسة المصرية قبل عيد القيامة واقتصر في الغالب على النساء
اليوم اعتاد البعض وخاصة في صعيد مصر على تزيين العين بـ "الكحل" حيث كان يستخدمه الأجداد بخلطه مع البصل اعتقادًا منهم أن هذه العادة تساعد على توسيع العين وتجميلها.
وتعود هذه العادة وفقا لما ذكر في الكتاب المقدس قوله "وَ كَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَى تُبْصِرَ»، (رؤ ٣:١٨) واستخدم الكحل حتى ترى العيون النور المقدس، والذي توارثته الأجيال، حيث كان في القديم يتم تكحيل العيون؛ لحمايتها من شدة النور، الذي يخرج من قبر السيد المسيح من كنيسة القيامة في القدس.
كما أن هناك ما يثبت أن نبي الإسلام كان يضع كحلا، "فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال متحدثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يَكْتَحِلُ في عَيْنِهِ اليُمْنَى ثلاثَ مراتٍ واليُسْرَى مَرَّتَيْنِ""
ومع الزمن وخاصة فى مصر، اختلط المصري القديم بالدينى المسيحي والإسلامي فصار طقسا شعبيا، وصارت الأعياد الدينية الخاصة لكل ديانة تغلفها طقوسا شعبية أعم، والكحل عادة شعبية ترسخ الهوية المصرية الواحدة، كذلك كما حدث في فانوس رمضان من وقت اياح حتب حين تغني لها وهي عائدة منتصرة بعد طرد الهكسوس وحوي يا وحوي اياحا.. اي مرحبا يا قمر الزمان يا اياح حتب، وعلى يد المسيحيين الأوائل تم اختراع أول فانوس للخروج لطقوس عيد الغطاس بالشموع متجهين إلى النيل وحوي يا وحوي، وعندما جاء الإسلام تم الربط بين ظهور القمر وحوي يا وحوي اياحا.. أي ظهر القمر يا اياح حتب.
ولا ولن يتخلى المصريون عن عاداتهم بسهولة، في مصرنا القديمة كان النساء والأطفال والرجال يغرمون بالكحل، ليس بغرض الزينة فقط، لكنه علاج أيضا، إنه يجدد البصر، بحثا عن الرؤية الأفضل، وليس أفضل من سبت النور، كى يحتفل الجميع بالكحل، متمنين أن يمنحهم الله القدرة على البصر .
والكحل من أقدم مواد التجميل في آثار الحضارات القديمة يستخدم لتحديد العين أو تلوين الرموش، حيث اخترعه القدماء المصريون في 3500 – 4000 قبل الميلاد وظهرت بالآثار المصرية عيون حورس وعيون رع وعيون الملوك والملكات محددة بشكل مذهل كما استخدم لتزيين عيون المصريين القدماء، وضهر ذلك جليا في النقوش والتماثيل، فالكحل يجعل العيون معافاة واسعة وجميلة وجذابة.
سبت النور
كل عام ومصر والعالم كله بخير وسلام.
إرسال تعليق