دُعاءُ الشِّعرِ
عبد الرحيم النوال
يا رَبِّ،
نُورًا يَفضَحُ هذا الظلامَ
وراحةً -ولو قصيرةً- بَينَ قَلَقَينِ
وحُزنًا مُضيئًا مُثمِرًا،
وجِسرًا إلى الحُلمِ،
سَهلَ العُبورِ، قليلَ الزِّحامِ
يا ربِّ،
ارحَمْ خَيبَتي،
وفشَلي في الإجابةِ عن سؤالِ:
لماذا جِئنا؟
إلامَ نَمضِي؟
مَن أنا؟
وما الحياةُ؟
ومتى أعرِفُ ما لا يُقالُ؟
يا رَبِّ،
هذي الحياةُ غريبةٌ ومُعقّدةٌ،
أم أنا الغريبُ؟
أُحِبُّ الوَردَ، وأعشَقُ السَّماءَ،
وأرسُمُ في كُرّاسَتي غَيمًا على هَيئةِ طَيرٍ،
فتَرميني أبابيلُ الحُروبِ
هذا الإنسانُ، أخِي أَمْ عَدُوِّي؟
أأُحِبُّهُ أمْ أكرَهُهُ؟
«قابيلُ» أخي، متَى يتُوبُ؟
يا رَبِّ،
جئتُكَ راجِيًا،
طالبًا مِفتاحَ نفْسي!
فلَرُبَّما أجِدُ الإجابةَ هُنا أو هُناكَ
ولَرُبَّما أنامُ يَومًا
فتأتيني يا حَبيبي كَيْ أراكَ
***
آهٍ يا رَبِّ،
مَن يُعطيني كُرباجًا مِن نُورٍ
كَيْ أَجْلِدَ ظَهرَ الظَّلامِ؟
مَن يُعطيني آيةً أُخرَى
كَيْ أكْسِرَ الكُرسِيَّ،
وأهدِمَ الأصنامَ؟
مَن يُعطيني «خديجةَ»
تُغطِّيني كَي أنامَ؟
مَن يُعطيني قَبرًا صَغيرًا،
بَعيدًا عنْ هذا الزِّحامِ؟
مَن غَيرُكَ يا رَبِّ،
مَن يا رَبِّي مَن؟
إرسال تعليق