جاءت المعجزة في قبَّعةٍ حمراء
ترجمة: د. عبدالله عبدالعاطي النجار
جاءت المعجزة في قبَّعةٍ حمراء
كانت المدينة في ضجَّةٍ
وقت الخريف الملوَّن الزاهي
وقد اختلط معه بعض من نسيم الربيع.
جاءت المعجزة في قبَّعةٍ حمراء
دخلَت إلى المقهى
علَّقَت قبَّعتها على الشمَّاعة
وحرَّكَت الصمت بمعطفها.
جاءت المعجزة في قبَّعةٍ حمراء
وجلسَت هناك طوال الصباح
منتظرةً شروق الشمس
ووصوله إلى منديلها.
قبَّعة المعجزة الحمراء
في مجرى الهواء القادم من المطبخ.
كانت تتهادى جيئةً وذهابًا
تقيس الوقت وتحسب نبضات القلب
فتقرِّب الشمس ولهيبها أكثر فأكثر.
وبينما كانت الشمس تلعق منديلها
قفزَت المعجزة من مكانها
وقد تحوَّل معطفها إلى أجنحةٍ
وطارت خارجةً من باب المقهى المفتوح.
وهناك في الأعلى... فوق المدينة
التقى طائر العجائب ذو القبَّعة الحمراء هذا
بطائرٍ آخر ولد من رحم الشمس
فتبادلا القبلات
على سطح مبنىً سكنيٍّ شاهقٍ.
بدأَت المداخن تعزف على آلة الأرغن،
فتجمَّعَت العصافير والحمائم حولهما
وطارت القبَّعات الحمراء -
لأنَّ العيش طيِّبٌ، ولكنَّ الحبَّ حتمًا أطيب!
قصيدة للشاعر: دانييل لفانتى بال: كاتب وشاعر ومؤلف مسرحي مجري شهير، ترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية من بينها العربية.
ترجمة: د. عبدالله عبدالعاطي النجار: أستاذ مشارك بجامعة إتفوش لوراند بالمجر، ومترجم فوري وتحريري. يترأس العديد من المشروعات البحثية بالتعاون مع إيطاليا والمجر وإسبانيا
إرسال تعليق