فصل من كتاب
صورة المرأة في المثل الشعبي 
صفاء عبد المنعم



المرأة

عندما أراد الرب أن يخلق المرأة وجد أنه أستنفد كل العناصر والمواد التي كانت لديه.
لذلك عاد إلى الكون الذى أوجده وأستخلص منه المرأة على الشكل التالي :

أخذ من الشمس حرارتها
ومن الريح تقلباتها
ومن المحيط عمقه
ومن الغيوم دموعها
ومن الخمر نشوتها
ومن الماس قسوته
ومن الثعلب خبثه
ومن الزمن غدره
ومن الببغاء ثرثرته.

ومن صفات المرأة(التعبد – القناعة – الإحسان – الحشمة – التودد – العقل – حب العلم – الجمال – الصبر)إن المرأة عندما تعاشر رجلاً مثل الفأر ضعيف(خيخة)فهى تفضل العيشة معه كي تصبح ملكاً لنفسها وصاحبة الأمر والنهي، عن أن تعاشر رجلاً قوياً(شارب من لبن أمه)يملكها هو وتصبح هى طوع أمره، وهذه هى الحالات النادرة التى نرى فيها المرأة قوية.
دائماً إذا أرادت الجماعة الشعبية ضم أحد إليها وضعته فى أختبار دائم.

المرأة القوية : ساحرة عندما تقوم بدور المنتقم، وهى مسحورة عندما ينتقم منها، فهى تتجه للإنتقام عندما يحرمها المجتمع من القدرة على حل مشاكلها.

المرأة الضعيفة : المقهورة، العاجزة عن أخذ قرار حاسم ينتابها الركود، تشعر دائما بالملل والرتابة، تفقد السيطرة على مشاعرها والأنتماء الإجتماعي، وهناك نساء مسؤلات مثل (الأرملة – المطلقة – المهجورة)وهى أحياناً مسئولة فى وجود الرجل. 

وتختلف نظرة المجتمع لها حسب الحالة التى عليها، فنظرة المجتمع للأرملة تختلف عن نظرتها إلى المطلقة، الأولى هى غير مسؤلة عما حدث لها، لأن هناك قوى عليا تدخلت فى حياتها وأخذته، أما الثانية فهى تتحمل تبعات الطلاق حتى فى حالة معاشرة زوج لا يصلح لها.
وكذلك تختلف نظرة المرأة إلى نفسها، وأحيانا تتبنى نظرة المجتمع، وكما قال الدكتور
(محمد آفاية)المرأة تحمل أليات قهرها، فأما أن تقهر نفسها بنفسها أو تقهرها امرأة أخرى، مثل (الأم – الحماه – أخت الزوج – العمة – الخالة – الجدة ..الخ)وكذلك علاقتها بأهلها وعلاقتهم بها تتوقف على نظرتها لنفسها. إذاً على المرأة محاولة معرفة المعنى الحقيقي للحياة، وفهم العالم، والقضايا الكبرى، وقراءة التاريخ، أو أعادة قراءته، وأعادة قراءة الثقافة (الذكورية) المهيمنة على المجتمع، فالمرأة إما ضعيفة بلهاء تخدع وتسقط من أول نظرة أو كلمة، وإما خبيثة ماكرة لعوب لا تحسن غير الكيد والفساد، وهى فى كل الأحوال ليس لها شخصية الإنسان السوي بل هى مجرد لعبة أو دمية، أصبح الرأي يعي وجود قضية المرأة، وأهمية تحسين أوضاعها، تشكل طبقة من النساء المتعلمات.
اللورد كرومر : يرى أن الوضع العام للمرأة فى مصر يقف عقبة فى سبيل أى تقدم.
والعلاج هو/ العمل على تعليمها لأنه سيغير العادات والأفكار، وأنها إذا أتخذت مظاهر الحياة الأوربية سيكون تأثيرها على الرجل قوياً بحكم عاطفتها القوية.
فى عهد الخديو إسماعيل : كانت الأجواء إيجابية على الصعيد الأقتصادي والسياسي والفكري.

فى عهد توفيق : تعطيل للحياة الديمقراطية، نفى الأفغاني، ثورة عرابي، قانون التجنس فى عهد رياض والأحتلال الأنجليزي.
ولكن السلطات العثمانية كانت تنظر إلى هذا الإنفتاح الثقافي بعين الريبة ولم تسمح بنشر الأراء التحررية خاصة فيما يتعلق بالمرأة، فالمرأة كانت(أمية – سلبية – سجينة البيت).
دور المدارس والأصلاحيون :
بدءً من رفاعة الطهطاوى ودعوته إلى تعليم المرأة عام 1873 ، ثم قاسم أمين وكتابيه
(تحرير المرأة – المرأة الجديدة)1899 – 1901.

ملك حفنى ناصف : أول امرأة تتكلم عالياً عام 1910 وتحتج على التميز بين المرأة والرجل، وتطالب بتعليم المرأة فى المرحلة الثانوية والأعتراف بحقوقها المدنية.
هدى شعراوي : تربط قضية المرأة بالقضية الوطنية فى ثورة 1919، وتعاظم الشعور الوطني ضد الأنجليز.
وبدأت الجرائد والمجلات تكتب :
مجلة الرأى : حق المرأة فى حرية أختيار زوجها.

مجلة اللواء : حفظ الحجاب لأنه قاتل للعيوب.
مجلة المقطم : تنادي بأهمية تعليم المرأة، وأن تأخذ المرأة الشرقية من الحضارة الغربية ما يفيدها فحسب.

جريدة الأهرام : لا تثير مسألة الحجاب، وتدعم أراء قاسم أمين حول ضرورة تعليم المرأة.
إلى أن ساهمت المرأة مثل(ملك حفني ناصف – مي زيادة – لبيبه هاشم – وردة اليازجي – زينب فواز)جميعهن نادين بحق المرأة، وهناك رأي أخر يصدر الصورة دائماً سلبية وتظهر مصير النساء إذا ما خرجن عن الحدود المرسومة لهن ضمن الثقافة الشعبية والإسلامية، وأنتظام وضبط سلوك المرأة الجنسي هو شرط أساسي لبنية إجتماعية مستقرة.

ولكن جمال المرأة البيزنطية عند العرب : البياض – الشعر الأشقر – وأن يكون سبطاً ناعماً كالحرير، جعل مقايسس الجمال تنحصر هكذا، والمرأة مصدر الفتنة فى جميع الحالات، وهى فتنة أكبر إذا أعطيت حرية أوسع، إذاً المرأة خطر دائم وحقيقي على المجتمع.
فهناك العاهرة التى تتواجد فى الأماكن العامة، والمحتشمة(المتزوجة)التى تلازم منزلها تمضي وقتها فى الغزل والنسيج، وإذا تركت المنزل محاولة أكتساب أية مساحة من الحرية تؤدى إلى (الفجور).

إنه من دون مشاركة المرأة فى صنع القرار سياسياً ومن دون الديمقراطية فإن المرأة تستمر فى كونها خاضعة للسلطة، بمعنى أنها خاضعة من دون أن تكون عاملاً فعلاً يحدد شرعية السلطة، لذلك ومن خلال محاولاتها أن تكتسب مكاناً على الزمن الخطي للسرد التاريخي تكشف عما هو مستبعد ومسكوت عنه حتى اليوم. 

إن مفهوم الذات هو بناء القوة، تبنى أنصار السنة هؤلاء لغة الحقوق والمساواة القائمة على الإقناع الفلسفي بأن مفهوم الذات يمكن تعريفه على أنه قوة عاقلة ومستقلة. 

الدين الأسلامي(خير نسائكم التي اذا نظر إليها زوجها سرته، وإن أمرها أطاعته، واذا غاب عنها حفظته فى نفسها وماله)ونلاحظ أن المثل الشعبي قد أيد هذا الكلام(بارك الله فى الدابة السريعة، والمرأة المطيعة، والدار الوسيعة)ونلاحظ أن المثل ذكر الدابة أولاً ثم المرأة بعد ذلك وهذا يدعو إلى تدني مكانة المرأة، ودائما مطلوب منها(العفة، المودة، الرحمة، الرعاية، الخدمة، الشرف)كما تعكس الأمثال الشعبية الحياة الإجتماعية والأقتصادية، فإذا أمعنا النظر فى الأمثال عن المرأة فإننا نستنتج منها أنحطاط منزلتها الإجتماعية فى نظر المجتمع.

يقول الشاعر أحمد شوقي : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
فالامثال الشعبية هى خبرات الشعوب وتنتقل من جيل الى جيل ونقل الخبرات الحياتية والمثل يقال حسب الموقف وكذلك يستخدم فى نقل الأعراف الإجتماعية والقوانين.




Post a Comment

أحدث أقدم