25 سنة على رحيل مجدي 
ملف كامل 
مجدي الجابري 
-------------------------------- 


أنحدرت الدمعة الساكنة فى عينىِ منذ مدة.
كنت أعتقد أننى أصبحت غليظة القلب، فاترة المشاعر، لمجرد أن الدموع توقفت وتحجرت فى عينىِ.
ولكن فى هذا اليوم الشتوى تحديداً، وجدت الدموع تنهمر، تنهمر بغزارة، وأنا أرى طفلاً على كتف أمه يبكى فى صمت وهى تحمله وتهرع به مزعورة ومسرعة نحو المجهول.
لحظتها، 
لحظتها فقط عرفت كم المشاعر المتباينة داخل قلبى المرهف الباكى.
------------------------------- 

عبثا حاولت إقناعها بأن تغير من نفسها طالما هى تقدر على فعل ذلك.
وتملك زمام وشكيمة أمرها.
ولكنها فى كل مرة كانت تفر من أمام عينى، وأراها خارجة من بين الضباب وكتل الثلج المتراكمة فى وحدتها والتى صنعت ببطْء وبدون وعى منها، وأخذت تزداد تراكما يوما بعد يوم فوق قلبها الضعيف.
وصبى المقهى يقدم لها فنجان القهوة المضبوط، والذى تحبه بعد عناء يوم كامل فى العمل.
حدثت نفسها لماذا أنا تعسة هكذا، ومحبطة إلى أقصى درجات الإحباط؟
مدت يدها وأخذت ترشف من فنجان القهوة ببطء شديد وممل، وهى تتذوق بقايا البن المتبقى فى قاع الفنجان.
إذ فجأة جاء سرب من الطيور البيضاء وحلق حولها، وهى لا تعرف من أين جاء هذا السرب؟
وكيف أخترق كل هذه الحواجز والمبانى العالية المحيطة بالمقهى.
كل ماعرفته أن هناك رسالة ما تحاول الطيور أن تخبرها به.
رحلة، سفر، مال ...
فتذكرت موعداً قد فاتها منذ لحظات، فطلبت فنجانا أخر من الجرسون، وجلست تتلذذ بالطعم المر الشهى، وهى تعد نفسها بلقاء آخر فى يوم ما مع الطيور.
----------------------------- 

الا تقف فى الظلمة بمفردك!
لأن المسافة قاسية.
كان النور شحيحاً، شحيحاً جداً، عندما حاولت العبور من المنطقة المظلمة فى الروح إلى المنطقة المضيئة، ولكنها حاولت، وحاولت بكل جهدها أن تعبر ذلك النفق المظلم، وتتوجه مباشرة إلى الضوء، إلى نقطة الضوء التى كانت تشع هناك على بعد عشرة أعوام، عندما تركها على الطريق بمفردها، وفر هارباً، تقابل بكل يأس وتعاسة العواصف والرياح والظلمة، يالها من مسافة طويلة، قطعتها بنور داخلى كى تعبر من ظلمة النفس والقسوة، إلى نقطة ضوء بعيدة، كانت تشع شعاعاً خافتاً، يال الجمال ياسيدتى.

------------------------------ 


قطعة كبيرة من الثلج أشعر بها فى صدرى، وأنا أستقبل كل يوم هواء النيل البارد، بداية من محطة العجوزة، مرورا بالزمالك، وأنتهاء بأبى العلاء ببولاق.
وبرغم كل هذا البرد فى الشتاء، كنت دائماً أشتاق إلى صوتك والسير طويلا فى هذا الجو الشتوى المنعش كل صباح.
فكنت أترك السيارة هابطة، وأسير بخطوات بطيئة هادئة، وأنا أنظر نحو النهر الممتد أمامى يسير متبخترا منذ ألاف السنين، وفى أحيان كثيرة كنت أجلس على شاطئة، أحدثه، أو أقف أعلى الكوبرى، وأشكو له ضعفى وقلة حيلتى من تدابير الدنيا ومؤمرات البشر، وكم من مرة بكيت بحرقة أمامه فى صمت.
أنه النيل.
الإله حابى.
وربما ولأول مرة فى حياتى فى شهر يناير من هذا العام تحديداً، أجلس على شاطئة فى الليل هادئة، اسمع وشوشات أمواجه، وهى تسر لى بسر جديد، وتحكى لى على مهل ذكريات كثيرة، وتذكرنى بدموع جدتى إيزيس.
ليلتها جلست ما يقرب من الساعتين فى البرد، وأنا أنصت بأهتمام إلى الصوت الداخلى وإلى وشوشات الأمواج البطيئة.
ثم تحدثت ببطء شديد مع نفسى (إلهى لقد تركت كل شىء ورائى، فأعنى على فقدها) وأنا أبحث بدأب عن صوتى الخاص، تعثرت به وهو خارجاً سعيداً من داخلى.إنه صوتى،صوتى أنا.

------------------------------ 


إلى/ صفاء وهاميس 
وردتان بأشواكهما
وأنا طالما أحبهما
فلا أريد منهما أكثر من ذلك.
المحب
مجدي الجابري
15 نوفمبر 1995 
--------------------------

لو تسيب له جسمها، وتروح تنام – ولو النهارده بس – فى
 أي جسم من الأجسام اللى ماتنفعش غير للنوم الفرداني.
أو يكتشف بعد ما تمشي انها نسيت رجليها تحت الترابيزة أو 
شفايفها ف كوباية الميه.
لو فوق دماغها بالظبط يسقط سقف المكتب فيعفيه من دفع
تمن الحلم اللى مصمم يحلمه النهارده ف أوضه يوصل شباكها 
المفتوح بأغسطس اسكندريه ¼ قرش حشيش وتلاته صحاب
وجير متقشر ف السقف وحوار مقطوع.
*******************************




---------------------------------- 
أرادة الحياة وجماليات الصمت                                                        مقدمة : صفاء عبد المنعم " راجل داخل الأربعين ومعاهوش ولا أى حاجة من حاجات لعب العيال طوله 168 سم ووزنه  70 كيلو ومش قادر يتحكم لا فى مظهره الخارجى ولا فى مشيته المرتبكة وخطوته السريعة اللى بيعدى بيها دلوقتى قدامك الشارع ." هذا هو مجدى الجابرى دون أن يجيد الرقص أو الحجل ، يطالعك بوجهه الفيومى وبسمته المتواضعة ، خلفها أسنان مسودة من كثرة التدخين ،يولد فى 15 أغسطس عام 1961 . يعتبر مجدى الجابرى واحدا من أبرز شعراء العامية فى مصر فى حقبة الثماتنينات ، ورائدا اقصيدة نثر العامية فى هذا الجيل . ولد الجابرى بحى أم المصريين جيزة ، وكان ترتيبه الثانى فى العائلة بعد وفاة كثير من الأطفال قبله خاصة الذكور ، فهو الولد الأول الذى يحيى بعد طابور طويل من الوفيات ، ونقرأ ذلك بوضوح فى قصيدة ( نص الميلاد - ومورد جثث ) ىخر قصيدة كتبها قبل وفاته بشهور قليلة فى ديوان ( الحياة مش بروفة ) . تخرج من المعهد العالى للتعاون الزراعى عام 82 ، وأثناء دراسته كان يكتب بعض المسرحيات ، ويشترك فى فريق التمثيل بالمعهد ، وبدأ كتابة شعر الفصحى ، ثم بالعامية وأنضم إلى العديد من الندوات وشارك فى العديد منها على سبيل المثال ( ندوة الغورى - المساء - بهتيم - شبرا الخيمة - حزب التجمع -وغيرها ) وبعد زواجه فى عام 88 أقام ندوة فى بيته الصغير بحى المطرية ، وكانت مغلقة على مجموعة من الأصدقاء لمناقشة ( دور المثقف والسلطة ) ومتابعة الأصدارات الحديثة للأصدقاء ومناقشتها ، وفى 1990 صدر أول ديوان له ( أغسطس) فى طبعة خاصة من أصدارات مصرية والتى يشرف عليها عبد العزيز جمال الدين . " ع الصخرة اللى هنا.......ك فى أغسطس     وشى المحفور      دمى الفوار      أطرافى بتسقط      والملح " وعندما قامت حرب الخليج الأولى عام 91 تغير مجرى الشعر للشاعر كما تغيرت رؤيته ، كان يبحث عن دورا مختلفا للشاعر غير كتابة الشعر ، وفى غحدى الجلسات أعترف أنه : لو تأخر أصدار ديوان أغسطس لبعد الحرب ماكان أصدره أبدا ، وكتب بعض القصائد الساخرة مثل قصيدة ( فضيحة - والفضيحة لازم تكمل ) ساخرا من الحرب ومايحدث على مستوى الوطن العربى وأنه يتوقع سقوط هؤلاء الحكام العرب فى يوم من الأيام عندما يريد الغرب أسقاطهم والبحث عن بدائل تتماشى مع الديمقراطية ومتطلبات العولمة والعالم الجديد الذى سوف يصبح قرية صغيرة . وبذلك يرتبك ، يتعثر ، يبحث عن كيفية للخروج من هذا التشظى والشارع المؤمن سياسيا ، حاول أن يبحث عن الآخر داخله وليكن صدور ديوان ( بالظبط وكأنه حصل ) عام 95 . " ويتعقد أكتر احساسك  بالضعف قصاد زملاتك ف الشغل وبالخيبة توصف نفسك ويتمكن منك اكتر خوفك م الشرطة وم الصيع " طفا على سطح ذاكرته عالم خبىء خلف القراءات الكثيرة وضجيج العمل والأعلانات ، حاول أن يصطاد طفولته ، ذاكرته الخاصة ، تاريخه الشخصى الذى يخصه وهرب منه ويحاول استعادته فى وجوده اليومى والمشتبك ، فكان ديوان ( عيل بيصطاد الحواديت )1995 سلسلة إبداعات . وهو دليل صادق على استخراج الطفل الصغير من داخله وبداية كتابة قصيدة نثر العامية التى أثارت كثيرا من الجدل حولها ، فديوان أغسطس مرحلة وطريقة فى الكتابة والتفكير مختلفة تماما عما كتبه الجابرى بعد ذلك ، فبدأ يروج لكتابة اليومى المعاش والشخصانى والفردى ، وكلمة الفردى تعنى التميز وأختلاف كل شخصية عن الأخرى وعن عدم أمكانية تقسيم أو تجزئة الشخصية  ( مثل شريحة الموبايل ) بل وجوب النظر إلى الشخصية على أنها وحدة متكاملة لا تتجزأ . " مطولين لى شعرى وفارقنهولى م النص ومعلقين لى قرن شطه فى خصلة شعرى المتدلدلة على وشى وعاملين لى باب  خشب ع السلم بترباس "  كانت الحياة بالنسبة له تؤرقه كثيرا ، كيف تعاش ، كيف يبحث عن الاخر ويراه واضحا دون زيف أو ألوان ؛  كيف يسقط الأصدقاء فى بركه روحه ؟ وقد تميزت فترة ما بعد حرب الخليج بالأنتاج الغزير ؛ رغم قله النشر لأسباب مادية ومؤسسيه ؛ حيث كان ليس من السهل نشر تجاربه الشعرية الجديدة ةالمختلفة بكل سهوله ويسر ؛ وكان يتمتع بروح جريئة وأنسانيه عالية ؛ كان بمثابة من يكتشف أرضا جديدة ثم يهجرها بحثا عن مكان جديد ومختلف ؛ وسوف يذهب لدراسه الفولكلور  المصرى ويعمل ياحثا فيه ؛ ويسافر مع فريق البحث الى حلايب وشلاتين ويقوم بجمع المواد الشعبيه ؛ ويكتب الابحاث فى المؤتمرات التى يذهب اليها ؛ فأصبح هناك هما اخر بجوار  هم الشعر  ( الشعر مدينه خربانه ) ؛ ومن خلال هذه التجارب العديدة التى يمر بها كجامع للثقافه الشعبية والهم الوطني والثقافى تضاف اليه هموم الحياة المعيشيه ( كيف يعيش بمبلغ 30 جنيها فى الشهر ) وهو راتبه المتواضع واصبح لديه بيت و زوجه وطفله وكيف يدفع ايجار الشهر (100 جنيه ) كل هذه المفردات أصبحت تشكل ضغطا غير انسانيا على حياته ؛ واحساسه بالضعف امام متطلبات الحياه الاستهلاكيه القاتله ؛ وعندما يتقدم للحصول على تفرغ لا يحصل عليه ؛ كان يريد ان يرتاح من الوظيفه و مسؤليه المكتبة والأ طلس الذى اصبح مشروعا على الورق رغم أهميته القومية الكبرى ؛ ويتضح ذلك فى ديوان ( الحياة مش بروفة ) الذى صدر قبل وفاته بأيام قليله عام 1999 . " طبيعى  أنكتقول لصحابك ع القهوة الحياة مش بروفة وطبيعى أن أبوك يخاف عليك وعلى اخواتك م الموت " ورحل مجدى الجابرى جسدا فى 23 مايو99 بسرطان الرئة ، ولكن روحه تظل داخل أشعاره ، وداخل أفكاره نرى روحه الجميلة فى جمال هاميس وشقاوة مى فهو دائما معنا . " كتاباتى تطمح أن تكتب حياة الذات التى تقترحها على الآخر ، ليكن التعثر وارتكاب الأخطاء والأصرار على الشر والمعصية حقى الذى انتزعته من هذا الموت لممارسة ارادتى فى الحياة ."                                                              ( مجدى الجابرى ) هامش ماحدث فى ثورة 25 يناير والربيع العربى 

------------------------------------ .

شجرة عيد ميلاد بيضاء
إلى مجدى الجابرى 
دموع، دموع، وقلب واقف على عتبة الذكرى.
يالها من وحشة، أن تستيقظ من النوم فجراً، على صوت عاشق يناجيك سراً.
غنيت مع المحبين، وبكيت مع العاشق.
ونسيت أن أنام فى وداعة طفلة مستقرة.
كم من الذنوب غفرت اليوم ياالله؟
وكم من ذنوب تركت للأستغفار بألسنة مستغفرة، وقلوب وجلة.
أنا الوحيدة الواقفة، أتأمل صعود وهبوط الملائكة المرتلين فى ساعة التجلى العظيم.
عشت أمنح أوسمة للمحبين، ونسيت أن أشفى قلبى من عثراته المتكررة.
رأيتكِ تبدين أمتعاضاً ياطفلتى كلما سألت عنكِ الطفلة التى بداخلى.
أحاياً أكون غنية فى حبك.
ولماذا كثيراً يشح اللقاء؟
جرح وراء جرح.
وقلوب صدأت من كثرة المعاتبة.
قالوا: الحب مات.
قلت: ولماذا إذاً تنبض قلوب المحبين فى ساعة رجفة الأشتياق والعناق.
فى القلب جرح، أصر أن ينزف طويلاً.
وأنا كل يوم أضمد جروح المحبين.
يقول الناس أنكَ هجرت ودى.
وأنا أصر على البقاء خارج التغطية.
دائماً تحدثنى البنت التى ركضت خلف السحب، أن هناك قمراً مختبئاً خلف الغيوم، فصدقتها.
وركضت مثلما ركضت، ولكننى وجدت المشوار طويلاً، وصحتى بدأت لاتقدر على الهرولة.
أنا الديسمبرية التى تكره البرد، ولا تحب الزمهرير.
إلى الذى آمن أن (للبحر ضفة واحدة) أوحشتنى.
البنت التى أقتربت على الستين، ترسل للبنت الجالسة فى الشرفة المقابلة، رعشة برد مفاجأة حتى تفيق من عزلتها.
ذات شتاء.
سيلقى الدفء عبائته على صدرى، وأشعر بحنين جارف إلى حضن دافىء وحار فى شهر أغسطس.
كانت تتمنى أن يحضر لها الورود فى العام الجديد، ويقول لها (كل عام وأنت ِحبيبتى) ولكن هذا العام سوف يختلف كثيراً، لأنها ربما تكون مشغولة فى لقاء مع الرئيس، أو فى تدريب للموهوبين من الأطفال، أو ربما تكون فى أدغال أفريقيا، تبحث عن رجل حكاء عجوز يشبه العماليق أو الأقزام فى الحكايات القديمة، أو ربما تكون خائفة من شبح رجل ملثم يطاردها كى يقتل ويدمر ويحرق البراءة، لهذا فهى تشكل خطراً وجودياً على وجوده بحكاياتها المسلية للأطفال .
----------------------------


 
سوف أحكي على مهل 
---------------------------- 

ا مجدى.
أحب أن أعرفك أننى خرجت على المعاش.
وأعرفك كذلك أنه مر 10أيام كاملة وأنا خارج الخدمة.
ومنذ عشرة أيام لم تسمع أذنى كلمة يا ميس من أى طفل كان.
كنت أحب هذه الكلمة كثيرا،رغم أننى أفضل كلمة أبلة عليها.
تصدق كلمة يا ميس لها جرس موسيقى ناعم ومختلف،تشبه موسيقى موتسارت التى أحبها،خاصة إذا نادنى طفلا صغيرا من الصفوف الأولى ،وأخذ ينادى : ياميس،يااااااااا ميييييس الواد ده ضربنى.
تخرج هذه الكلمة من فمه مطوطة ومبهجة وبها من الدلع والمياصة الكثير،كنت أجرى نحو هذا الطفل وأنا أضحك فاردة له ذراعى وأردد:هات حضن كبير.واأخذه فى حضنى كأم تحتوى صغيرها بين ذراعيها وأنا أضحك وأملس بيدى على رأسه وأقول له:ألعبو سوا،أنتو اخوات.
تصدق يا مجدى.
أننى الآن أفتقد هذه الأصوات الصغيرة والأحضان الدافئة التى عوضتنى كثيرا عن فقد الأحبة والأصدقاء.
أحضان الأطفال بريئة وصادقة وبها من الحب والدفء الكثير.
صدقنى،أصبحت الآن أشعر أننى أشبه البحر فى أشهر الجفاف.
لا تضحك.
أراك الآن شديد البهجة مما أقوله.
طيب بطل ضحك واسمعنى.
بتضحك على إيه يا سهن.مندهش منى عشان بحب الأطفال.
ولا يهمك بكره هاميس ومى يتجوزو ويملو على البيت.
تصبح على خير.
-------------------------- 

صباح الخير يا مجدى.
أحب أن أعرفك. 
النهادرا الأربعاء ١٧ مايو. 
عارفة هتقول لى أنا سافرت فى ٢٢ مايو. 
أى نعم. 
أذكر ذلك التاريخ جيدا. 
عدى ٢٤ سنه 
يا قلبك. 
لكن ولايهمك.. 
أبن الوز عوام. 
النهاردا مى عندها بروفه. 
فاكر يا مجدى لما قلت(الحياة مش بروفه)
الحياة هنا والآن. 
نعم. 
أنت طلعت صح.
الحياة بتتعاش مرة واحدة بس. 
يوم السبت يا جميل. 
مسرحية ٧٢ طريقة للقضاء على حب الشباب. 
على مسرح الجيزويت. 
طبعا أنت جاى. 
أنا عارفة. 
مش ممكن تغيب عنا أبدا. 
اشوفك هناك على خير. 
نسيت أقولك ، العرض الساعة ٨ م.
أوعى تتأخر.
#مسرح_الجيزويت 
#مسرحية_٧٢طريقة_للقضاء_على_حب_الشباب
May M. Elgabry

---------------------------------------- 

منذ عام تقريبا، لم تقف المرأة العجوز خلف النافذة. 
لماذا؟
لقد مرت بظروف مملة، وصنع الملل طوقا حديدا غائرا حول عنقها..
ربما. 
وربما قد تكون الوحدة القاتلة، الطاحنة هى ما صنعت بها ذلك. 
وربما تكون الظروف المتردية التى تمر بها البلاد. 
مائة ألف أفتراض.
ومائة ألف سؤال بلا إجابات شافية. 
ربما. 
وربما. 
علامات استفهام كثيرة تعترض مسيرة الإجابات. 
ولكن اليوم. 
واليوم تحديدا. 
هى لا تعرف ماذا حدث بالضبط؟
جعلها تدخل إلي المطبخ، وتصنع فنجانا كبيرا من القهوة. 
القهوة المحوجة و المحببة لديها .
ربما تكون القصيدة القديمة التى قرأتها مئات المرات
(خطوة عزيزة) ما جعلتها تشعر بهذا الحزن الشفيف. 
لقد أغرورقت عيناها وامتلأت بالدموع كعادتها، ولكنها لم تسقط دمعة واحدة. 
ظلت المنطقة العاطفية الرمادية تتأرجح بين الثبات والأنفعال. 
هى لا تريد أن تظل على هذا الوضع المحزن دوما
(كلما قرأت قصيدة صادقة )بكت. 
ولا تريد لمشاعرها أن تفطر ومع الوقت تتبلد. 
هى تريد أن تظل عفوية وطازجة. 
صنعت فنجان القهوة ،وخرجت تتأمل النافذة المفتوحة، ومرت من أمامها مرور الكرام.
دون أن تبكي.
أو تجلس عندها. 
دون أن تشعل سيجارتها مع فنجان القهوة.
ملحوظة:
#خطوة_عزيزة
قصيدة كتبها الشاعر محمود الحلواني عن الشاعر مجدي الجابري.

-------------------------------- 


صباح الخير يا مجدى 
ورمضان كريم 
إمبارح كان الجو عندنا في مصر لا يطاق 'حر والناس الغلابة تعبانه' لكن الحمد لله كل شئ تمام وزي ماوعدتك من 19 سنة إن بناتك هيبقوا زي ماكنا بنحلم سوا ليهم '' تربية ممتازة''وتعليم جيد في كليات القمة'' ويمارسوا الفن ويحبوه '' شوف بقي ياسيدي'' إمبارح والحمد لله وألف حمد وألف شكر '' تم عرض أول إعلان لهاميس '' أعلان أمان. وبيعلن عن الخير وهي اللي مصممه الملابس '' استايلست ياعني '' وسبق وحصلت على جوائز كتير فى. المسرح '' وعملت ملابس ومكياج ومثلت مسرحية الذباب لساتر والأشياء تتداعي '' وحريم النار وسواقي الخوف '' المهم ياسيدي بقي الفنانة مي بتمثل في مسرح الجامعة وعملت مسرحية الهوامش وعملت مكياج وكمان بترسم '' وأنا معلقة كل رسوماتها فوق الكنبة''كنبة حبنا زي ماأنت عارف '' الكنبة اللي اشترينها بالتقسيط من نقابة المهندسين زمان من يجي 30 سنة '. أنا نسيت اقولك إن جددت عفش البيت كله بس احتفظت بالكنبة والمكتبة بتاعتك لسه زي ماهي بنفس كتابها' ' طيب أنت عارف لسه مكنة الحلاقة وفرشاة الأسنان بتاعتك على الرف في الحمام. 
وعايزة اقولك كمان أن انت وحشتني ومن ساعة إبتهال ماجت عندك يوم عيد ميلادك في. 8/15 وأنا مش لاقية حد أتكلم معه رغم إنها طول الوقت كانت هي اللي بتتكلم اكتر' 'لكن كانت ساعات بتفهمني من غير مااتكلم' 'وكنا بنخرج سوا ونروح مسرح وسينما ونقرأ قصص '' على فكرة هي شافت كل مسرحيات هاميس لكن ماشفتش مي '' معلش '' أنا الحمد لله بخير وبكتب.ر واية جديدة اسمها حاملات القرابين '' هو ليه أنا بكتب عن المرأة كتير '' مش مهم '' المهم أنت عامل إيه '' أكيد مبسوط '' يابختك ياعم''إمبارح كنت بتفرج علي صورنا في جمضة آخر مصيف رحناه سوا''على العموم نحن بخير '' ومع السلامة ياجميل. 5/23 الساعة الآن بتوقيت القاهرة 12 وربع و7 رمضان.

------------------------------

وكأنه كان أمبارح.
إلي مجدى الجابرى.
-----------------------
شكرا للتكنولوجيا.
شريط فيديو مركون من سنة ٩٩.
فكرت المرأة الوحيدة بعد أن سمعت عن إمكانية تحويل الفيديو على فلاشة ووضعه على الكمبيوتر،حتى أسرعت إلي مصور فى باب اللوق،واعطته شريط الفيديو الذى استعارته من أخته على وعد بعمل أسطوانة لها بعد تحويله.
وبالفعل.
تم التحويل.
ووضع على الكمبيوتر.
وقامت المرأة بتشغيل البرنامج،وسماع الصوت، ورؤية الصورة، وحديث الأصدقاء.
كان المذيع الأنيق يخرج الكلمات من فم الضيف بصعوبة،حيث أنه مرهق،وحزين.
كان صوته كما هو منذ تركها من ٢٢سنة. كانت المدة كفيلة بتغير كل شئ الصوت والصورة والطبع والأخلاق.
إنما هو،كما هو،لم يتغير.
فيه كل شئ يذكر،نفس الكلام،نفس الضحكة،نفس النفس المجهد من الألم،نفس الشعر من ٢٢سنة.
جاءت الأبنة الصغرى وجلست بجوار المرأة،وأخذت تنصت للصوت،وتتمعن فى الصورة.
كانت لأول مرة ترى أبيها وهو يتحدث،وتسمع صوته،وحركاته،وحديثه الشيق.
لأول مرة تكون في ذاكرتها صورة مغايرة عن ألبوم الصور.
لأول مرة تسمع صوت أشعاره،وتتمعن فى كلماته.
لأول مرة تقول أبى دون أن يسمعها،أو يرد على نداءها.
لأول مرة كانت دموع المحبة تطفو خارجة من عينى المرأة والأبنة معا.
كان الفديو لمدة ساعة كاملة.
على صوتك على صوتك بالغنا
لسه الأغانى ممكنه،ممكنه.
#مجدى_الجابرى
#صفاء_عبد_المنعم
#مى_الجابرى
#ايهاب_الدكرورى
#يسرى_حسان
#مسعود_شومان
#محمود_الحلوانى
---------------------------------- 



رسائل مجدي الجابرى 
-------------------------- 
_______________________________
حبيبتى / صافى

_____________________
"عشقى الأوحد/ صفاء
أكتب وأنا أحس بشوق يجتاحنى .. شوق البحر لأن ينداح فوق شاطئه الجميل مبعثرا على جسده الملائكى كائناته المفرطة الحساسية والضعف. كى تستمد حياتها الدائمة من السلام الأزرق الصافى الذى تشعه عيناكِ فى عمق بحرى الذى آمن بعد تلاطم أمواجه .. أن للبحر ضفة واحدة."
الحبيب العارى من ذاته
مجدى الجابرى
الأربعاء 10-2-88
صافى
هل نجرح شيئا ما .. حين نقرر أن للبحر ضفة واحدة؟ وعمقه؟ ماذا عنه؟
ملايين من درجات الحرارة الباردة .. صهرتنى لا دخان هناك ..فليس من مكان للاحتراق!
فقط طبول عالية على حواف الدائرة .. تطرق بشدة بأيدٍ وبقلوبٍ غير مرئية .. وكأنها تريد أن لا يسمع صراخى من الانصهار خارج ذاتى ..
كم هم أغبياء!!
ليس هذا صراخا .. فأنا لا يشكلنى بعد الصهر إلا يد واحدة .. أثق ثقة لا مجال للشك فيها أنها تسعى لكى أشكلها بعد صهرها في نفس درجة الحرارة الباردة .
إننا درجة الحرارة الباردة والجسد المصهور واليد المشكلة لنقل إننا الصاهر والمصهور ووسيلة الصهر.والمشكل والمتشكل ووسيلة التشكيل.
إذا لماذا يصرون على قرع الطبول بهذا العنف؟ولماذا هم عرايا حتى الآن؟
أجل أراهم من الداخل .. وهم فقط لا يرون إلا الخارج ..
المهم .. أن لا يصروا على تسميتنا الآن .. ولا غدا وإلا لن يرونا ولاحتى من الخارج.
هذا .. عن العمق ..
أما عن الشط الواحد
فلن يبلغه إلا "الله" أجل لقد بلغه الله ..
ونحن موجدوه من تشكيلنا لذاتينا بعد الصهر فى ذاتينا ..فهو عمق الصهر وهو التشكل
أجل شكبناه بعد أن صهرنا وهو غير موجود ..فأوجدنا وأوجدناه .إنه ليس الممكن والمتاح .. وليس المستحيل الأزلى إنه وإننا .. الممكن المستحيل وقد كنا وكناه .. وكاننا وكان 
فلنرعاه؛
ليرعانا.

-------------------------------- 

صافى / حبيبتى..
بالأمس "كانت" تنتابنى مشاعر الخوف على طاقتنا .. أن تنطفىء .. هل نغامر اذا اصررنا على الحفاظ على داخلنا .. وضحينا ببعض من الخارج ..
ولماذا هى مغامرة ؟ وماهو الشىء الحقيقى الذى لا يعتبر مغامرة ؟
وجودنا البيولوجى مغامرة .. وموتنا مغامرة .. ومابينهما مغامرات صغيرة بين المغامرتين الكبيرتين .. ولكن هنالك شىء واحد ليس بمغامرة بين الحياة والموت اذا عرفناه على حقيقته .. الا وهو الحب .
فاذا كنا نعرف نفسينا كاملا ونثق أننا لا يمكن أن يكون كل منا بمفرده أو دون الآخر .. حقيقيا وكاملا .. فما خارجنا لا يعتبر أهماله أو التضحية بجزء منه مغامرة .
المغامرة هو أن نقرر الآرتباط وهنالك شىء ما بيننا لم نحسه ونعرفه ونثق فيه ثقة لا يصل إليها الشك .. هل نحن هكذا ؟؟
أخاف أن يكون هنالك شىء ما لم تعرفينه فىّ .. وخائفة منه .. أن كان .. فأنا أحبك وأظل فاردا حبى عليكى ومعريا داخلى كى تدخلينه فى وضح المشاعر وتقضين عليه .. فأنا لا أحب أن يكون هنالك احتمال صخرة فى سبيل الوصول الى الشط الأوحد والنجمة الوحيدة التى ليست نهائية وثابتة .. بل دائمة التحرك والأتساع والتوهج الذى لم يغير فى جوهرها بل يعمقه .
صافى ..
أخاف أن تحمّلى الداخل على الخارج .. فيسقط الداخل بسقوط الخارج .. فالداخل والخارج ليسا متلاصقين تلاصق الشىء ونقيضه .. بل هما متجادلان وليسا متقابلان .. متصارعان صراعا لابد لنا فيه من أن ينتصر الداخل .. ولكن لن يموت الخارج .. بل يعاد صياغته وفقا لما يريده الداخل .. أى وفقا لما نريد .. وهكذا فيه الجدل بينهما مرة أخرى ..الخ 
لينتصر الشط والنجمة على كل ماهو وقتى وثابت .
دقرمتى الجميلة : أحبك .. فلا تقذفينى بحجارة الواقع .. وأن كانت لن تستطيع تحطيمى بعد اكتسابى قوة من التصاقنا وترا شقنا .. ولكن حجارة الخارج قد يسقط حجر منها فوق طاقة ما بداخلنا فيكتمها ويمنع من التنفس والحياة أحد مستواياتها ..
فنحس مستقبلا أن شيئا ما ناقص .. وأن ثمة حزن ما على فقد شىء كان يمكن أن لا يفقد اذا كنا أكثر التصاقا .. وأقل تسليما للواقع .. وأقوى ثقة فى حبنا الذى أؤمن حق الأيمان أنه عقيدتى الوحيدة التى أرى وأحس فيها الأله والشعائر والطقوس والأخلاص والتوحد الصوفى .. والمناجاة .. وأمل الخلود .
فلتسلمى ياحبيبتى من كل نقص .. ولتحبينى أكثر .
" مجدى الجابرى "
1990
------------------------------------ 


مجدى الجابرى
صفاء 
كتعويذة أو رقية لفك طلّسم غامض . أبدأ أنا الوثنى باسمك .. الذى يحويكى صفاءا داخل حروفه النارية الأربعة كى يفعل فعله السحرى ويفتح الأبواب الامرئية لمعبد غامض ..داخله شابة فى عينيها بريق لا عمر له .. أزلى .. تجلس فى مدخل ساحة من ماء مشتعل محيطة بين رجليها المفتوحتين قليلا أتونا فوقه مرجل عظيم يغلى شىء ما بداخله .. لا أدرى مابه ولكنها تقلبه بين آن وآخر بقضيب معدنى له مقبض خشبى تحتويه بين أصابع كفها .. المقبض على شكل رأس آدمى يشبهنى إلى درجة لا يقاربها إلا تشابه الرائحة المتصاعدة.

Post a Comment

أحدث أقدم