"ليلة مرصعة بالنجوم" لفان جوخ تتنبأ بنظرية فيزيائية تم تطويرها بعد خمسين عاماً من عمر اللوحة.
"ليلة مرصعة بالنجوم" لفان جوخ تتنبأ بنظرية فيزيائية تم تطويرها بعد خمسين عاماً من عمر اللوحة.
بقلم: منى دلهاي
ترجمة: ابتهال الشايب
دون معرفة الرسام الأيرلندي لنظرية السوائل والتي تعرف باسم "قانون كولموغوروف"، تمثل لوحة "ليلة مرصعة بالنجوم" ما لاحظه فان جوخ عبر نافذة غرفته، أثناء إقامته في ملجأ ببلدية سان ريمي دو بروفانس في عام 1889 في جنوب فرنسا.
كانت فترة صعبة بالنسبة له ، ملئت حياته بالعذاب الذي قاده إلى رسم واحدة من أشهر لوحاته. اليوم، اللوحة محفوظة في متحف الفن الحديث بنيويورك. درس فريق من العلماء الفرنسيين والصينيين اللوحة من جديد لكي يفهموا طبيعة الجو الذي نقلته اللوحة في تلك اللحظة.
يمثل الزيت الشهير على القماش السماء الليلية المكونة من دومات متعددة، وهلال لامع، ونجوم مصورة كأجرام سماوية متوهجة. بتحليل عملية الرسم المستخدم بمساعدة صور رقمية ذو دقة عالية، اكتشف الفريق - المكون من عدد من الفيزيائيين - كيف صور فان جوخ تدفقات الهواء المضطربة وهذا ما أكدته صحيفة "الاندبندت" البريطانية .
نشرت في 17 سبتمبر في مجلة "فيزياء السوائل" دراسة ترتكز على تحليل ضربات الفرشاة لشكل الدومات الأربع عشر الموجودة في اللوحة، ثم المسافة بينهم. تثبت اللوحة - في رأي العلماء - أن فان جوخ كان يملك إدراكاً كبيراً لظاهرة الاضطراب.
قانون كولموغوروف
تكون الاضطرابات أكثر ارتباطاً بظواهر الطقس، وتكون ملحوظة أيضاً بشكل يومي مثل الدخان المتصاعد من المدخنة أو الأنهار التي تتدفق سريعاً، وهذه هي الطريقة التي تساعد النموذج الحاسوبي، اكتشف فريق الباحثين أن أشكال الدومات في اللوحة تتبع نموذجاً واضحاً للبنية الملحوظة في السوائل المضطربة.
يتوافق هذا النموذج مع النظرية الفيزيائية المعروفة باسم "قانون كولموغوروف"، والذي يعني؛ إذا جعلنا سائلا ما يهتز بخلق دوامة كبير، سيعيد السائل توزيع الطاقة المستقبلة من تلقاء نفسه على هيئة دومات صغيرة، وهكذا بالتتابع. تطورت "نظرية السوائل" هذه عن طريق الرياضي السوفياتي أندريه نيكولايفيتش كولموغوروف في عام 1940، بعد 50 عاماً من رسم اللوحة، والذي أتمه في عام 1889.
قد يبدو هذا التوقع بالنسبة للرسام شيئاً مزعجاً، أما بالنسبة للباحث والمؤلف الرئيسي للدراسة "يونجكسيانج هوانج " لا يعني هذا أن فان جوخ كان رائداً لنظرية الاضطراب، بل هي صدفة مدهشة، تعود إلى ملاحظة واحساس الرسام بالطبيعة، و الذي سيموت بعد عام من رسم هذه التحفة الفنية في عمر ال 37 .
المصدر
www.Slate.fr
إرسال تعليق