قبل الكتابة
قصة: أحمد فاروق (*)
الرغبة الجميلة في أن تصرخ تتبدد حينما تكتشف عدم جدواها. إذن لا تصرخ. كل شيء متناقض وشديد التعقيد، وعندما توشك أن تفتح فمك أو حتى تحرك لسانك داخله تأخذ الأشياء أوضاعاً طبيعية ومنطقية، كل شيء صالح لإثارة الدهشة وغير صالح في ذات الوقت. كيف؟
أن تفتح بابا صغيرا جدا محكم الإغلاق في سراديب القلب الغائرة لكي تبكي ويكون في بكائك نشيج تعشقه، حين يحدث ذلك يمكنك أن تكون مندهشا وطفلاً.
لكن الدموع لا تسيل لأن هناك هاتفا يأتى ليخبرك كل مساء أن الباب لن يفتح أبدا وأن كل شيء عادى، وإن كنت تصر فعليك بالانتظار. ستتمدد في توابيته اللانهائية حتى يسلمك ل..
أنت تعرف النهاية. التوابيت ذهبية موشاة بأحلامك على كل تابوت تاريخ مؤجل لبكائك المنشود.
(*) احمد فاروق، من مجموعاته القصصية (خيوط على دوائر) ، بالاشتراك مع هيثم الورداني، أحمد غريب الراحل وائل رجب، نادين شمس.
القصة منشورة في المجلس الأعلى للثقافة - لجنة القصة - من المجلد الأول " من عيون القصة المصرية " مختارات قصصية، إعداد وتحرير حسين حمودة، وتقديم خيري شلبي، طبعة خاصة بمناسبة انعقاد مؤتمر القصة الأول للقصة القصيرة، مج ١، 2009
بانوراما القصة القصيرة المصرية
خيري شلبي..
إرسال تعليق