حكاية: اليوسفى ولول بنت الغول
للكاتبة صفاء عبدالمنعم
صلو ع النبى
كان ياما كان، ياسعد ياأكرام، ولا يحلا الكلام، إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام.
راجل ومراته مكانوش بيخلفو ندروا، وألو : يارب لو جبنا واد نسميه اليوسفى، ويوءف على بابك، يسأى الرايح والجاى.
جه ربنا رزأهم بواد، سموه اليوسفى، وحطو زير مياه، ومسك كوز ووءف أدام الجامع يسئى الرايح والجاى.
فافيوم عدت ست عجوزه ألت له : اسئينى يابنى.
سأها. راحت ألت له : روح ربنا يوعدك بحب لول بنت الغول.
ومن ساعتها ساب ابوه وامه، ومشى فى البلاد يدور على لول بنت الغول.
أبلته وليه عجوز، ألت له : رايح فين يابنى؟
أل لها : بدور على لول بنت الغول.
ألت له : لول فى بلاد الغيلان.
ولازم تعدى سبع جبال من شوك، وسبع بحور من دم. وبعدها تلأى غوله أعده فوء جبل، لو لأتها نكشه شعرها وبزازها وراها أبعد عنها.
ولو لأيتها لمه شعرها وبزازها أدامها، أرب منها، وخد أطه من بزها اليمين، وؤول لها أبنى زى ابنك عبد الرحيم، وخد أطه من بزها الشمال وؤول لها زى ابنك عبد الرحمن.
وهى هاتدلك على مكان لول بنت الغول.
مشى اليوسفى، وفضل ماشى، ماشى، ماشى، ماشى.
عد سبع جبال من شوك، وسبع بحور من دم.
وعلى بعد لأى غوله لمه شعرها وبزازها أدامها. وطى عليها وخد أطه من بزها اليمين وأل لها : زى ابنك عبد الرحيم، وخد أطه من بزها الشمال، وأل : زى ابنك عبد الرحمن.
ألت له : أش تطلب.
أل لها : عايز اعرف مكان لول بنت الغول.
ألت له : لول بنت ملك الغيلان، وإيه رماك عليها؟
حكى لها الحكاية.
ألت تبأى أنت مرصود عليها، وهى مرصوده عليك، على العموم اسمع، ساعة الضهر، بيجى الغول هو ومراته الغوله من الجبال معفرين، ويأفو تحت الشباك، ويندهو :
يا لولى يا لوليه.
ارخى شعورك الطوال
خدى أبوكى وامك
من حر الجبال.
تروح لول منزله شعرها وهما يطلعو عليه، أستنى لما يطلعو وينزلو، وانده عليها، بس أوعى حد يشوفك.
راح سابها ومشى، أستخبى جنب شجره.
جه الغول هو ومراته معفرين وعينهم يطوء شرار.
وأعدو يندهو : يا لولى يا لوليه
ارخى شعورك الطوال
خدى امك وابوكى
من حر الجبال.
نزلت لول شعرها.
راح طالعو عليه زى السلم.
فضل واف يستنى، بعد شويه نزلو ومشيو.
هو راح تحت الشباك ونده : يا لولى يا لوليه
أرخى شعورك الطوال
خدى امك وابوكى
من حر الجبال.
راجت منزله شعرها، راح طالع عليه ودخل.
ألت له : أنتَ مين؟
أل لها : انا اليوسفى.
وحكى لها الحكاية.
ألت له : طيب لازم نعجن حنه ونحنى كل حاجه عشان محدش يفتن علينا.
عجنو حنه، وحنو البيبان والحيطان، والشبابيك والكلب والطار، كانت آخر حته خلصت، وراحت مدلدله شعرها ونزلو وهربو.
بعد شويه، جه الغول والغوله من الجبل، وفضلو يندهو :
يا لولى يا لوليه
أرخى شعورك الطوال
خدى امك وابوكى
من حر الجبال.
محدش يرد. فين وفين، سمعو الطار عمال ينادى ويؤول: خدها اليوسفى وطار، خدها اليوسفى وطار.
مشيت الغوله تعفر، والغول يعفر.
كانو هما عدوا جبال الشوك وبحور الدم.
الغوله تأطع فى الشوك، والغول يأطع فى الشوك، ويشربو بحور الدم، بحر ورا بحر، ورا بحر، الغوله تشرب، وتؤول : أشربى ياكلبه أشربى، والكلبه تشرب، والطار يشرب، لحد لما طأو ماتو.
كان اليوسفى ولول وصلو أرب بتهم، ألت لها : اسمع.
انا لازم أروح بتكم لوحدى، واعرف المكان.
راحت حطه فى راسه إبره، إتحول حمامه وطار، وهى راحت البيت.
كان ابوه وامه عميو من كتر البكا عليه.
خبطت على الباب. فتحو ودخلوها.
ألت لهم : انا واحده غريبه، وعايزه أعد معاكم.
ألو : تعالى ونسينا، بدل ابننا اللى راح ، وحكو لها الحكايه.
وازاى هو حب لول بنت الغول، وراح يدور عليها.
وراحو فرشين لها فرشه عشان تنام. نامو.
وهى نايمه أعدت تنده عليه وتؤول : يا اليوسفى، ياليوسفى.
فى بيت أبا
فى بيت أبا
تحتى تراب، فوئى تراب
مرأد غراب ياليوسفى.
أبوه وامه سمعو كده، ألو دى بتنادى على ابننا اليوسفى، والله لازم نفرش لها حصيره.
راحو تانى يوم، فرشو حصيره، ونامت عليها.
وأعدت تنده عليه : يا ليوسفى، يا ليوسفى
فى بيت أبا فى بيت أبا
تحتى حصير فوقى حصير
مرأد غفير يا ليوسفى.
ابوه وامه سمعو الكلام، ألو دى بتنادى على ابننا، لازم نفرش لها فرشه حلوه، راحو فرشين لها حرير. ونامت.
وأعدت تنده عليه : يا ليوسفى ياليوسفى
فى بيت أبا فى بيت أبا
تحتى حرير فوئى حرير
مرأد وزير يا ليوسفى.
صحى أبوه وأمه وألولها : يا ابنتى، انتى تعرفى اليوسفى؟
ألت لهم : آه، وحكت لهم الحكايه.
ألو : طيب، احنا عايزين نشوفه.
ألت لهم : هاتو شوية حب.
وراحت حطه فى ايدها ، ونزل يلأط الحب، راحت مسكاه، وطلعت الإبره من راسه، راح أتحول ورجع زى ما كان.
(واتجوزو وعاشو فى تبات ونبات،
وخلفو صبيان وبنات،
وتوتة توتة خلصت الحدوتة).
هامش
____
يوءف : يقف
رزأهم : رزقهم
أدام : أمام
أطه : شفطه
مرأد : مرقد
يسأى : يسقى
ووءف : وقف
تلأى : تلاقى
أرب : قرب
إرسال تعليق