كلمة ملتقى الشارقة


صفاء عبدالمنعم 

  
بداية جزيل الشكر والتقدير لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، على هذه المبادرة الطيبة(ملتقى الشارقة للتكريم الثقافى).
كما أحب أن أتوجه بالشكر والعرفان للسيدة الفاضلة الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على دعوتها الكريمة العام الماضي بتكريم الكاتبات، وكنت من سعيدات الحظ و أول المكرمات بناء على دعوتها الطيبة، كما أحب أن أتوجه بالشكر لكل من شارك أو ساهم فى ترشحى لنيل هذا التقدير، لهم منى كل ثناء ومحبة.
وأحب أن أكثر من التقدير والود وأشكر الدائرة الثقافية فى الشارقة بقيادة الأستاذ الفاضل عبد الله العويس.
إن هذا التكريم هو يد الله الحانية التى تربت على كتفى كى أكمل مسيرة ما بدأت.
كما أحب أن أهدي هذا التكريم المعظم لكل من(د. هاميس الجابرى، و د.مى الجابرى) تحية متواضعة منى لصبرهما وتحملهما لأم متعددة الأدوار والطبقات المعرفية.
نعم.
أنا امرأة متعددة الطبقات منذ مصر القديمة وحتى الآن.
أحيانا أرانى إيزيس الزوجة الصابرة والأم الرؤوم، وأحيانا أكون الآلهة سخمت مرضعة الطفل حورس، وفى أحيان أخرى أرانى الملكة حتشبسوت التى حكمت البلاد لمدة طويلة.
وأكون مريم والسيدة زينب، وغيرهما من نساء هاذا العالم الواسع والكبير.
فمصر دولة متعددة الطبقات والثقافات والمعارف، وأنا أبنة بارة لهذا البلد الأمين.
امرأة تقف على يسار السلطة، وتحتفى بالأطفال الصغار وهم يطيرون نحوها مزقزقين، فاردين أذرعهم الصغيرة لأحتواءها فى عرض الطريق. 
النص بين الحلم والإبداع :
أكتب كأننى أحلم.
وأحلم كأننى أكتب .
هكذا هى الكتابة بالنسبة لى ، تقع بين منطقتين : منطقة الشفافية والضبابية، ومنطقة الملموس واليومى المعاش بكل تفاصيلة وأحباطته المتكررة.
بداية أشعر بالفخر والأعتزاز للشارقة المحبة للأدب والأدباء، لقد حظيت بالحضور إليها عام 2014 فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل، وأنا أحلم إلى الأن بالعديد من الزيارات والممتعة والرفاهية.
نعم الرفاهية.
لقد أراد الله أن يحنو على قلبى المثقل بالهموم ببعض المتع، وكان منها زيارة الشارقة، ورأيت الحلم الجميل يتجسد أمام عينيى منذ أن هبطت إلى أرض المطار، سيارة فاخرة بأنتظارى، فندق فخم للأقامة.
لقد مسح الله الحزن عن قلبى لمدة أربعة عشر يوما.
وجاءت الآن مبادرة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافى والتى أطلقها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى لتختصنى بهذا التكريم وأكون أول كاتبة مصرية تحظى بهذا الكرم الحاتمى.
إن المعانى الإنسانية والقيم السامية والحب لشئ عظيم.
أربعون عاما بين الكتابة والصمت والصبر تتدفق الأن أمام عينيى راقصة فى بهجة كليلة العيد.
إن الكتابة هى متعتى الكبرى وملاذى الوحيد أختبئ داخلها متقمصة صفات بطلاتى فى رواية من حلاوة الروح وميريت أصفر، أذهب إلى الأسكندرية وأشم رائحة البحر فى رواية ستى تفاحة، أسهر أدندن محمد صوت عبد الوهاب فى رواية في الليل لما خيلى، أجد نفسى حرة طليقة فى جمع أغانى وألعاب شعبية للأطفال، وأرصد حالة التعليم فى كتاب يوميات مديرة مدرسة.
أربعون كتابا بين القصة والرواية وكتب الأطفال والدراسات الشعبية.
أربعون عاما منذ أنضممت إلى ندوة مركز شباب المنشية الجديدة بشبرا الخيمة عام 1982 وندوة المساء والتى كان يديرها الأستاذ محمد جبريل وندوة الغورى والعديد من الجماعات الأدبية.
مسيرة حافلة تسير فيها امرأة الريح بخطى وئيدة منذ كتبت قصة يوم عاصف عام 1982.
وقد كان.
تنقلت أقدامى المتعبة من كثرة الوقوف أمام التلاميذ داخل الفصل أنقل لهم العلم بمحبة مفرطة، وشجاعة مديرة مدرسة أثناء أحداث ثورة 25 يناير 2011 حميت التلاميذ وأخذتهم فى حضنى الواسع مثل دجاجة كبيرة تخاف على أفراخها الصغيرة وأقمت لهم ورش الحكى وتدريب التلاميذ الموهوبين، لعشرة ؟أعوام كاملة.
كنت أبحث داخل الحكايات عن الشاطر حسن وفى الأساطير القديمة عن فارس جميل ينقذ الاميرة و(عشر سنوات من الحب لا تكفى)
 نعم لا تكفى.
قرأنا معنا وضحكنا معا وحلما معا.
هكذا أصبحت الكتابة بالنسبة لى تقع فى المنطقة الملتهبة بين الحب والفقد.
بين العمل والمسؤلية وورش الحكى وورش تدريب التلاميذ الموهوبين كى نحلم بمصر جديدة ومختلفة.
الحلم.
قبل وفاة مجدى بثلاثة أيام.
أستيقظ من النوم مبتسما.
وعندما سألته . لماذا تضحك؟
قال : رأيت حلما جميلا.
 رأيت قاعة واسعة وحفل كبير وأنت تتسلمين جائزة كبرى.
 صمت..ثم أكمل ولكن للأسف أنا لست موجود
حزنت وقلت له : ما فائدة الجائزة وأنت غير موجود.
نعم يا مجدى لقد تحقق الحلم بعد مرور 23 سنة على رحيلك.
وحقا كما قلت أنا الآن وسط قاعة واسعة وحفل كبير وجائزة كبرى.
وأنت غير موجود.

Post a Comment

أحدث أقدم