للقاهرة مذاق قديم..



جبار ياسين


للقاهرة مذاق قديم
أذكره منذ الطفولة
صوت ماجدة المتكسر كصفصافة في الريح
شفاه فاتن حمامة
عيون لبنى
تمايل صوت زبيدة
صوت العندليب حليم
بحة صوت وردة
خفة فاطمة
شادية السينما. 
وللقاهرة
حين وصلت للمرة الأولى
صوت الريح
طعم الغبار
ضجة الشارع
ابتسامات الأصدقاء
حنين الغروب عند النيل
بهجة عرس في شبرد
محفوظ
أول قاهري يحادثني
في صدفة أعجب من صدفة اكتشاف قبر توت عنخ آمون. 
للقاهرة 
ذكرى شعر مريم فخر الدين
كنت صغيرا
وكنت أحب شعرها
العندليب يغني على شاطئ الإسكندرية
"والشعر الحرير 
على الخدود يهفهف" 
كان قلبي مثل شعرها
يتطاير في ليل بغداد...
وفي القاهرة حين أصل
أهرع للبر أمام المطار
أستقبل هبةَ ريح
دفئًا فقدته منذ عصور بعيدة
حينها أروي كلامي بلهجة النيل حين يفيض
ويمنح لكل مصر الحياة.

Post a Comment

أحدث أقدم