عاطف محمد عبد المجيد يكتب: 
عزيزي الناشر..خير صباحين



هذا المقال لا علاقة له لا من قريب ولا حتى من بعيد بكل دار نشر تهتم بمطبوعاتها غلافًا ومتنًا وإخراجًا فنيًّا وتنسيقًا ولغة، وتحرص دائمًا على أن تخرج إصداراتها وهي في أكمل وجه، كما أنفي علاقته بأي كاتب يجيد اللغة، سواء أكان متخصصًا في علومها، أم لم يكن، مقدمًا له أسمى آيات التقدير والاحترام لأنه لم يدخل عالم الكتابة وهو يتكئ على عكاكيز غيره، وليس له أية علاقة بالسادة المدققين اللغويين الذين يصنعون من فسيخ الكتّاب شربات، وتصحيحهم بيكون سليم جدًّا وميخرش المية. 

***

أظنك تعلم يا عزيزي الناشر، أيًّا من كنت، أن معظم الكتب الصادرة عن دار سعادتك، إن لم يكن كلها، مليئة بالأخطاء الطباعية والنحوية، إلى جانب أخطاء التنسيق والإخراج الفني، وبلاش نتكلم في موضوع الأغلفة لأنه حدوتة تانية خالص، رغم أنك تدفع، هكذا تقول بملء فيكَ للجميع، للمدققين والمصححين اللغويين الكثير، ورغم أنهم يقبضون هذا الكثير إلا أنهم لا يهتمون الاهتمام اللازم بتصويب الأخطاء، ربما لضغط العمل، ربما لضغوط نفسية، وربما لضغوط أخرى الله وحده، ثم هم، أعلم بها.
وبما إن حضرتك كده كده بتدفع على حد قولك، وكده كده بتطلع الكتب بكم فظيع من الأخطاء، يصل أحيانًا إلى درجة الرعب، فخد بنصيحتي وده لمصلحتك والله، وبلاش شغلة المدققين دي، ووفر على نفسك الفلوس اللي بتدفعها لهم، طالما كده كده الدنيا خربانة، وطبعًا هم رزقهم على الله، ربنا يفتحها عليهم من ناحية تانية، وخلي الكاتب بذات نفسه يتحمّل مسئولية كتابه مما جميعه..وبدل حضرتك ما تكتب في بداية كل كتاب: الدار ليست مسئولة عما ورد في الكتاب من آراء، خليها: الكاتب مسئول مسئولية كاملة عما في الكتاب من آراء وأخطاء طباعية ونحوية وعلمية وصياغية وبتنجانية وغيرها، آه والله زي ما بقول لك كدهوّن!

وبكده حضرتك تكون ضربت عشرمية عصفور بحجر واحد، وتعالى نحسبهم مع بعض:

* خليت القارئ يشوف مستوى الكاتب اللي بيقرأ له، بعيد عن اللي المحرر والمصحح بيعملوه في كتابه.

* هتخلي ناس كتير كانت هتموت وتنشر تفكر ألف مرة قبل النشر.

* حضرتك كمان هتساعد في إن الزحمة الكدابة اللي في مول الكتابة تخف وتقل شويتين تلاتة عشرة.

* ومتنساش إنك هتعمل معروف في الكتّاب وتخليهم يجتهدوا ويشتغلوا على نفسهم ويتعلموا اللغة ويعرفوا يعني إيه كتابة بحق ربنا، وساعتها يجي لك الكتاب من مؤلفه فتروح حادفه على المطبعة على طول، لا مراجعة ولا تدقيق ولا تصحيح ولا تصويب ولا العفريت الأزرق كمان.

عارف أنا بنصحك بده ليه؟ علشان شكل الكتاب وهو مليان أخطاء طباعية ونحوية بيبقى سيئ جدًّا وبينفر القارئ، الحريص على سلامة اللغة، منه، ثم هو إيه اللي هيجبر القارئ إنه يقرأ كتاب مؤلفه مهتمش باللغة وصدر عن دار نشر مهتمتش بأي حاجة غير إن جيب السيد الناشر صاحبها يكون عمران والفلوس هتبظ منه بظظان!

Post a Comment

أحدث أقدم